أما النيل فهو هبة الله عز وجل لمصر وشعبها، وسر الحياة ومنبع الخير، وكم قيل فيك يانيل من اشعار واغان. ..أما «النيلة» فهي التي تركها لنا النظام السابق الذي «ادى ضهره للنيل» وطنش دول المنبع وتركها للكيان الصهيوني يبرطع فيها كما يشاء، حتى تغول وأصبح موساده الآمر الناهي على حكومات هذه الدول.يدرب حراس حكامهم.ويمرن جيوشهم. ويتعهد اجهزة امنهم بالعناية والاهتمام، حتى وصل الامر الى مربط الفرس «النيل العظيم» فانفتحت خزائن الكيان الصهيوني على مصراعيها من أجل سواد عيون تنمية افريقيا التي أضحت فجأة محور اهتمام الدولة العبرية، وأصبح أبناء ال...عم خبراء لا يشق لهم غبار في بناء السدود وبخاصة تلك المقامة على منابع نيلنا النجاشي الحليوة الأسمر، في الوقت الذي تفرغ فيه آل..مبارك ووزراؤهم ولوبي رجال اعمالهم لتجريف البلاد ونهب ثروات العباد، وطبعا كانوا يرتوون بالمياة المعدنية القادمة من أعالي جبال الألب السويسرية، اوالفرنسية، حسب الذوق ونسبة الاملاح والمعادن ولامانع لديهم من استبدال ايفيان بفولفيك على سبيل التغيير، أما النيل الذي كان المثل يقول ان من يشرب من مياهه لابد ان يعود له، اصبح من يجرؤ على الشرب منه يصاب بالفشل الكلوي وفيروس سي وربما الكوليرا أيضا. وحتى لا تقولوا كفانا تنطعاً في نظرية المؤامرة أذكركم بأن الحكومات المصرية المتعاقبة طوال حقبتي الخمسينيات والستينيات وبالأخص أجهزة المخابرات الوطنية كانت تولي اهتماما كبيرا بالقارة الافريقية وبالأخص الدول التي تضم منابع النيل. وتنتبه لكل شاردة وواردة فيها وكان لها صولات وجولات ومعارك مع الموساد في قلب القارة السوداء التي ننتمي اليها، وكانت دولها تفخر بانتمائنا اليها، وكنا على الأقل نقول للموساد: نحن هنا ولن نترك لكم ساحاتنا الخلفية، ومنابع نهرنا الخالد تلعبون فيها ألعابكم القذرة بحريتكم ابدا، وظل الوضع مستقرا يمر بمنحيات صعبة احيانا لكن سرعان ما تستعيد الدبلوماسية المصرية زمام الامر ونبيت مطمئنين على «سر حياتنا». ونهاية الأسبوع الماضي أعلنت الحكومة الاثيوبية رسمياً اعتزامها انشاء «سد الألفية» بالقرب من الحدود الاثيوبية السودانية على «النيل الأزرق»، على الرغم من الخلاف الدائر مع مصر بشأن استخدامات النهر والقلق من ان يفجر ذلك النزاع حرباً. ولم تضع أثيوبيا أي اعتبار لغضبة مصر ولا لتبعات ماسيفعل اسد افريقيا العجوز.فهناك من وعدها بالمساندة والحماية وحتى تمويل السد الذي يتكلف 78.4 مليار دولار والذي أعلنت أديس ابابا انه سيتم عبر إصدار سندات حكومية.يعلم الله من سيشتريها!! ومن المتوقع ان يحجز سد الألفية هذا خلفه 62 مليار متر مكعب من المياه، خبراء الري والمياه في مصر يقولون: ان اقامة سدود لتوليد الكهرباء في أثيوبيا أو أوغندا ليس له تأثير يذكر على حصتي مصر والسودان من مياه النيل، وخاصة ان حصيلة نهر النيل تأتى من %16 من دول حوض النيل الجنوبي التي تضم «أوغندا وكينيا وتنزانيا وبوروندي ورواندا والكونغو»، و%14 من أثيوبيا عن طريق النيل الأزرق والنسبة الأكبر من ايراد النهر وهي %70 تأتي من نهر عطبرة شمال مدينة الخرطوم. ولكن ودون تشكيك في رأي الخبراء، لماذا لا ندعو الى إنشاء صندوق للاستثمار في دول حوض النيل ويهتم بعض رجال الأعمال الشرفاء الذين ترتبط أعمالهم بدول المنبع بإقامة مشروعات استثمارية في هذه الدول. ولماذا لا نسعى لإزالة أية خلافات بين مصر ودول حوض النيل انطلاقاً من ان مصر الرائدة والكبيرة في القارة الافريقية. وما الذي يمنعنا من الدخول في مشاريع لزراعة الأراضي بدول حوض النيل والاستفادة من المياه التي تهدر سنوياً وتقدر بنحو 1660 مليار متر مكعب في إقامة مشروعات تعود بالنفع على الجميع. أم سنتمسك بمقولة الرئيس المتخلي عندما دعاه البشير لزراعة القمح في السودان فقال جملته الحكيمة: «ومن سيحمينا من غضب الامريكان؟» حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 مُصَالْحَةْ إيهْ ياَبَا يِِحْيَى دَا العيَالْ مَاتِتْ وِيَامَا جُوَّهْ السُّجُونْ مِنْ غيرْ سَبَبْ بَاتِتْ دَا البَاشَا قَاعِدْ مِنغْنَغْ جُوّهْ شَرمْ الشيّخْ وكُلْ فَاجِرْ سَرَقْنَا مِ الحِسَابْ كَاتِتْ د. توفيق ماضي- قصيدة «مصالحة إيه»