استنكر نشطاء سياسيون وحقوقيون، الحكم الصادر اليوم بإحالة 529 متهمًا من أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" إلى المفتي، محذرين من أنه سيولد احتجاجات وردود فعل غاضبة في الشارع المصري، خاصة أنه الأول من نوعه. وقال أحمد سيف الإسلام، المحامي والناشط الحقوقي، إن "الحكم هو الأول من نوعه ويمثل سابقة فريدة في تاريخ القضاء، ويعطي إحساسًا للمجتمع أننا نعيش في دولة الغاب"، مستنكرًا موقف القاضي الذي لم يعطِ المحامين الوقت للدفاع عن المتهمين، أو فض الأحراز، والاستماع للمتهمين. وأوضح سيف الإسلام ل"المصريون" أن "الحكم يعطينا مؤشرًا أن القضاء طرف في الصراع السياسي، والقضاء يعلن غضبه على خصومه"، وحذر من أن "محافظة المنيا ستكون في حالة ثورة عارمة ومن المحتمل سقوط ضحايا جراء هذا الحكم"، وطالب النيابة، بنقض الحكم لصالح المتهمين حتى تعطي انطباعًا للجميع أنها ليست في حالة خصومة مع أحد. وقال محمد الباقر، عضو مؤسس بجبهة طريق الثورة، إن الحكم "يأتي في إطار لاستخدام القضاء في القمع الأمني"، واصفًا القضاء بأنه "مُسيس لصالح الدولة العميقة التي مازالت تحكم من خلف الستار". وأوضح أن "تاريخ القاضي الأسود مع الثوار مكنه من إصدار الحكم المجحف والظالم، واختتم الباقر: "الحكم الصادر اليوم يعطى دوافع كبيرة للمظلومين بتفجير مزيد من الفوضى". واعتبر الناشط السياسي، عز النجار، أن الحكم، هو إهانة فعلية للمنظومة القضائية كلها، متسائلاً كيف يحكم على الثوار بالإعدام بينما رجال مبارك يأخذون براءات من القضايا التى ارتكبوها في حق الشعب المصري. وقال: "عقدت مؤتمرًا مع المستشار حسام الغرياني أثناء رئاسته لجنة صياغة الدستور، وطالبته بإعادة هيكلة القضاء وإنشاء منظومة جديدة بالكامل تحقق العدالة الناجزة بكل معاني الكلمة". وتابع: "عارضني الدكتور محمد البلتاجي بشدة بحجة أني ثائر أتجاهل وجود منظومة بالفعل قائمة ومطلوب فقط تعديلها وتحسينها"، مضيفًا: "عارضني البلتاجي الطبيب ووافقني الغرياني القاضي وتم تنفيذ رأي ورؤية الجماعة واليوم يدفعون ثمن ما حرموا المجتمع منه رغم أنه كان بين أيديهم".