سيدتي.. أنا أرمل منذ سنتين بعد مرض عضال أصاب زوجتي لمدة 5 سنوات لبت نداء خالقها وتركتني مع ولدين مغتربين في أوربا، أزعم أنني أقوم بتربيتهم مع شغلي وهي مشقه أقوم بها مسرور فكلم راع وكلكم مسئول عن رعيته الجميع يحثني علي الزواج منذ أن توفت زوجتي ولكن قلبي كان مغلق، الآن أحسست أنه يمكنني أن أتحدث مع الآخر، بدأت بالإنترنت، ولكن نظرا لظروف السن 47 سنة و الأطفال و الطبع الشرقي أي مصر وفلاحيها منذ 27 سنة أري أن هناك فارق كبير في التفكير و الحياة، و الصراحة و وضوح الهدف وتحديده جعلني لا أتفاهم مع المصريين، لأنني أستشعر أن الناس تتكلم بدون تحديد لما تريد.. إلا واحدة من تونس أحسست أنها تفهم ما تقول وعمرها30 سنة، عاملة، وتقبلني كما أنا ومستعدة أن تعيش معي في أي مكان نتكلم عن طريق سكايب، طلبت منها أن تأتي بموافقة أهلها حتى نكمل مشوارنا، أهلها يعارضون وهي متمسكة بى وأنا كذلك ولكن كشرقي أري أنه لابد من الأهل.. السؤال.. هل أستمر في الطريق حتى لو لم يوافق الأهل؟ أم أتركها وحياتها؟.. أنا أحترمها ولم أتعلق بها، الحياة علمتني حكمة عنترة عن الشجاعة ألا أدخل مدخلا لا أعرف لي منه مخرجا.. أقارنها ببنات بلدي في وضوح الأفكار و التفكير أقول أنها تستحق التضحية ولكن! كيف أهرب من العرف و التقاليد وظروفي لا تسمح لي بالوقت الكافي للتجربة و الحركة العمل ودراسة الأطفال والرغبة في شريك متفاهم يقبلك كما أنت.. أتمني ألا أكون قد أثقلت عليكِ.. نثق بحكمتك ولكِ التحية.
(الرد) أولاً: أشكركم علي ثقتكم الغالية.. ثانيا: أنت يا أخي تقريبا حسمت أمرك فيما يخص زواجك من الأخت التونسية.. فباقتناعك بحكمة عنترة تكون قد بدأت التصرف بالشكل السليم، فلا ينبغي علي الرجل الزواج من فتاة رغما عن أهلها، ولكن حاول أن تقنعهم عن طريق من تثق هي في رجاحة عقله وتأثيره علي أهلها، فربما استجابوا ورضخوا لرغبتكما في الزواج، فهو أمر يحتاج لكثير من المحاولات، وخاصة لمن هو في نفس ظروفك أو قريبا منها، فالواقع أنه ليس من السهل علي الأهل تقبل فكرة زواج ابنتهم التي لم يسبق لها الزواج من شخص سبق له الزواج ولديه أبناء، حتى ولو كان أرمل أو مطلق.. ولكن إن استحال إقناعهم وتمسكهم بالرفض، فمن الأفضل أن تتركها وتقطع علاقتك نهائياً بها، وهنا أعتقد أنه سيكون أمر الفراق من السهل علي نفسك لأنك كما أشارت أنك تحترمها ولكنك لم تتعلق بها، وهذا وضع جيد للموقف حال قطع العلاقة. *ولكن أخي الفاضل..هنالك أمراً هاماً جداً أود أن أشير إليه وأصحح مفهومك عنه قدر استطاعتي.. فمع احترامي وتقديري لكل امرآة وأخت عربية غير مصرية.. إلا أنه يبدو أن هناك مواقف شخصية صدمتك في البعض من بنات بلدك كانت من أسباب تكوينك لتلك الفكرة الخاطئة عنهن، ثم أتت هجرتك لسنوات طويلة بعيدا عن بلدك مصر، لترسخ تلك الفكرة وربما كانت بمساعدة بعض وسائل الإعلام المضللة لتجتمع وتأصل ذلك المفهوم البعيد كل البعد عن الفتاة والمرأة المصرية .. المرأة أو الفتاة المصرية سيدي هي من ضربت أروع الأمثلة في العلم والمعرفة والتفوق في عالم التكنولوجيا والوسائل العلمية الحديثة في كل أنحاء العالم، المرأة المصرية هي ربيبة الرجال الشرقيين المحترمين الذين قاموا بتربيتها ابنة أو أختا فأصبحت أما لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، المصرية أخي الفاضل هي من صمدت في ميادين العزة والكرامة وتحملت المشقة تحت لهيب الشمس الصيفية وهطول الأمطار الشتوية في سبيل الله ثم قضية وطن تحمل همومه في قلبها وعلي أكتافها، لم تكن الأخت المصرية تمتلك كل تلك الإمكانيات والاستطاعة إلا عن وعي حقيقي ومبدأ واضح وإيمان راسخ لا يمكن أن ينبع إلا من عقلها الرصين الحر الذي بإمكانه أن يناظر وينازل عقول كبار العلماء والمفكرين الغربيين والعرب بالحجة والبرهان والحق.. اسمحلى.. كان علي أن أنصف المرأة المصرية حتى لا نبخسها حقها ولا نظلمها، فيكفي ما نالته من ظلم في عيون ووجهات نظر الكثير من الإخوة والأخوات من شعوب الدول العربية بسبب شرذمة متدنية من المجتمع تضم العاهرات والراقصات في الأفلام الساقطة الركية، اللاتي شوهن صورة الأخوات العفيفات علي مدار أعوام ماضية تحت إمارة أنظمة ظالمة لا تتقِ الله فينا من حكم بائد وحكم سوف يباد إن شاء الله. *وللعلم.. مصر بها الكثيرات من المتعلمات العاقلات اللاتي يرتضين بمثل ظروفك بل وبظروف أسوأ منها، فإن وضعت في مقارنة بغيرها فأعتقد أن كفة ميزانها سوف ترجح، وستقتنع أنت وقتها أنها هي الآخري تستحق التضحية وأكثر، فكيف تبني رأيك وتحكم عليها بدون أن تعطي لها الفرصة؟؟؟!!..فقط إن اقتنعت المصرية بذلك الرجل الذي سوف ترتبط به، وأنه سوف يكون بعد الزواج هو سندها ورفيقها الذي تشعر معه بالأمان الذي تشعر به في كنف والدها وشقيقها وأهلها جميعاً، فإن ضمنت معه الحياة الكريمة، وقتها ستكون هي السكن والقلب الكبير له ولأولاده ولكل من يحب. ..............................................................
*تنويه هام: نظراً للضغط الكبير على خدمة الاتصال الهاتفي المباشر بالأستاذة/ أميمة مما أدى لعطلاً فنياً بالخط الساخن.. فتعتذر إدارة جريدة المصريون للقراء الكرام عن ذلك العطل...فلقد تم إيقاف الخط مؤقتاً ولمدة قصيرة لحين تغيير الرقم قريباً بإذن الله. *وللتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ............................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائي الكرام من صفحتي يوم الاثنين من كل أسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة,ليشارك معي بكلمات هادفة, فليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب, مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها في صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معي. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التي عرضت بالموقع الإلكتروني.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل اثنين ملحق "إفتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.