بصدور تعديلات قانون الاحزاب وتحديد المجلس الاعلى للقوات المسلحة شهر سبتمبر المقبل موعدا لاجراء اول انتخابات حرة منذ خمسينيات القرن الماضي، تدخل مصر مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر، يتخوف البعض منها، ويخاف البعض الآخر عليها، لكن المصريين كلهم يجمعون على كونها بداية تشكيل مستقبل مصر الجديدة. مرحلة سيحاول فيها الليبراليون الفوز بنصيبهم من مقاعد البرلمان، ويسعى الاخوان المسلمون لاستعادة حقوقهم السياسية التي حرموا منها فعليا حتى قبل حادث المنشية، ويقاتل شباب التحرير حتى لا يخطف المحترفون ثمار ثورتهم التي انضجوها بدمائهم، ولن تقف الاحزاب السياسية القائمة مكتوفة الايدي دون ان تقول للجميع نحن هنا ولنا قواعدنا، وستسارع الاحزاب الجديدة التي اعلن بالفعل عن قيامها الى محاولة اللحاق بموطئ قدم على الساحة السياسية، وستخرج من جحورها رؤوس كانت تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على الحياة السياسية ممثلة لتيارات ذات توجهات خارجية وعباءات محلية وتمويل مجهول الهوية، وستحاول القوى الشيعية ان تجد لنفسها مرتكزا، وستتصدى لها معاقل السنة في المنطقة، حتى لا تترك لها الفرصة،.. وحتى الحزب الوطني الديموقراطي سيئ السمعة والمتهم بافساد الحياة السياسية، يرفض الدعوات المتتالية بحله ويبحث عن (منظف) يغسل اكثر بياضا ورئيس يصلح ما افسده المخلوع.بل لقد بلغ الامر ان (الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك رئيساً) اعلن عن تأسيس (حزب الصحوة العربية)، ليجد له مكاناً على الساحة السياسية المصرية بعدما تبدد حلمه بثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق مبارك، ونجله جمال، وأكد ممثل ائتلاف دعم جمال مبارك في الشرقية الناشط السياسي جمال الشرقاوي، وكيل مؤسسي حزب الصحوة العربية، ان الحزب له مفهوم جديد وأهداف لم يتطرق اليها أحد !!، فضلا عن أنه يستوعب كافة أطياف الشعب المصري!!، ولم ينكر سيادة الناشط جدا ان مجدي الكردي، المنسق العام لحملة دعم جمال مبارك رئيساً سيكون فعلا من بين مؤسسي الحزب، غير انه اوضح على استحياء ان الكردي لن يكون له موقع قيادي في الحزب خلال المرحلة المقبلة!! وبصراحة صعبان عليا المواطن المصري الذي القينا عليه وحده عبء الانتباه لألاعيب حواة السياسة، والتربص لحماية الثورة وحماية مصر، لكنه باذن الله قادر على اظهار معدنه للعالم كله.. اسف اطلت عليكم.. لكن تلك المقدمة كانت ضرورية لطرح الاسئلة التالية: هل فترة ال6 شهور التالية كافية لاعلان احزاب جديدة حقيقية ببرامج محددة، وهل ستكفي الفترة المحدودة لتوصيل افكار وبرامج هذه الاحزاب الى المصريين؟ هل الوضع الامني المتردي سيسمح بمناخ انتخابي صحي دون ان ينشط البلطجية وترتفع اسعارهم.. في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الوطن؟ أليس التخوف من سيطرة القوى السياسية القديمة ذات (الخبرة) في التعامل مع الشارع السياسي على العملية الانتخابية سيصبح حقيقة واقعة؟ واذا كان ما حدث اصبح امرا واقعا لا مجال لتغييره، فما هي ملامح الاستراتيجية التي وضعها المجلس الاعلى للقوات المسلحة لادارة العملية الانتخابية؟ وماذا سيكون من امر المصريين العاملين بالخارج؟ هل سيتحقق حلمهم بالمشاركة لاول مرة في تاريخ مصر السياسي في الانتخابات؟.. وهو بالمناسبة امر تطبقه دول كثيرة اقل منا تقدما، خاصة مع وجود بطاقة الرقم القومي، وانتشار القضاة المصريين في جميع دول الخليج، والدول العربية، وحتى اوروبا وامريكا واستراليا ولا مانع من تحمل تكلفة ابتعاث قضاة افاضل للدول التي لا يوجد بها قضاة مصريون. الحلول كثيرة والمهم اتخاذ القرار حتى لا نحرم قرابة 6 ملايين مصري من حقوقهم التي كفلها لهم الدستور. فهل يستجيب المجلس الأعلى للقوات المسلحة لرغبة ابنائنا في الخارج؟ حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 يا دعوه متْسبكه ع اللي سرق واشتكى وقلبه لسه حديد الحكمه واقفه بعيد دقدقت بيها كتير ولسه فيها باعيد يا عز عاوز وز الفول بقى ترشيد انا قلبي مش بيعز حرامية الأناشيد مختار عيسى «مسحراتي المحروسة»