تحت عنوان "علاقات مصر وإيران لازالت محايدة"، قالت مجلة "المونيتور" الأمريكية إن العلاقات المصرية الإيرانية التي انقطعت منذ 35 عامًا، لم يكن التوتر والسياسية العدائية بين البلدين هي الأساس فالأمر بعيدًا عن الأنظمة، إنما هناك جوانب أخرى عميقة تحتاج للإفصاح عنها من أجل استعادة وتعزيز العلاقات. وأضافت أنه بعد عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو العام الماضي عقب خروج ملايين المصريين في الشوارع تعبيرًا عن استيائهم احتفلت معظم المنطقة بالتغيير عدا إيران، وذلك على الرغم من العلاقات المتوترة التي ربطت الحكومتين الإسلاميتين في القاهرةوطهران فترة حكم "الإخوان المسلمين". وأشارت إلى تبادل الرئيسين السابقين المصري محمد مرسي والإيراني أحمدي نجاد الزيارات، لكن وسائل الإعلام الإيرانية تناولت ماحدث على أنه انقلاب بينما استمر المسؤولون في طهران في انتقاد القيادة المصرية الجديدة. ونقلت المجلة عن دبلوماسي مصري رفض الكشف عن هويته قوله: "لقد حاولت القاهرة بذل قصارى جهدها مع الجانب الإيراني لتوضيح أن جماعة الإخوان كانت خارج المعادلة، والبلاد تريد اليوم علاقات حقيقية متينة وأبدية مع طهران، وقد أرسلنا اثنين من الموظفين رفيعي المستوى ولم يقم أيًا من المسؤولين في إيران باستقبالهم". وأعرب الدبلوماسي عن مخاوفه جراء مستقبل العلاقات بين البلدين وقال: "مصر الجديدة دولة مستقلة ونريد أفضل العلاقات مع جميع الدول دون المساس بسيادتنا، ونعتبر إيران صديق محتمل لكنها لازالت حذرة". في نفس الإطار، أكد مصدر آخر من قيادات ثورة 30 يونيه أن هناك شعورًا بحذر طهران إزاء الدور المستقبلي البارز الذي يمكن أن تلعبه مصر في المنطقة، وقد يكون هذا أحد الأسباب الرئيسية وراء عزوف إيران. في الجهة الأخرى قال مسئول إيراني كبير إنه لا يستطيع أحد في طهران إنكار برودة العلاقات مع مصر ونحن ننظر لكل ما يحدث في مصر على أنه شأن داخلي وكل اهتمامنا أن تسير مصر بأقرب وقت ممكن في طريق الديمقراطية مع عدم تكرارها لأخطاء مرسي". ولفتت إلى أنه من المتوقع عودة العلاقات بين البلدين خاصة بعد الزيارة المنتظرة للصحفي المصري البارز محمد حسنين هيكل، مشيرة إلى أن خلال وجوده في بيروت 2 ديسمبر الماضي التقى بزعيم حزب الله حسن نصر الله لمدة ست ساعات وناقشا العديد من القضايا في نهاية الاجتماع، وقام الأخير بتسليمه دعوة خاصة لزيارة طهران من المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.