تقدمت ناشطة إيطالية ببلاغ للنائب العام المستشار عبد المجيدة – حمل رقم 35710- ضد مدير مباحث أمن الدولة الأسبق بشرم الشيخ ويدعى صلاح شوقي، والذي يعمل حاليا بالسفارة المصرية بإيطاليا، لإعادة التحقيق في المحضر- رقم 5320 لسنة 2008 جنح شرم الشيخ- عن أضرار وإهانات وجهها له. وتقول ماريا فويكان صاحبة البلاغ، والحاصلة على عدة جوائز عالمية فى مجال حقوق الإنسان والإغاثة، إنها من أصل روماني وعمها جوليو فويكان، قائد ثورة رومانيا الذي أصدر الحكم بإعدام ضد ديكتاتور رومانيا شاويشسكو، وتشير إلى أن ما دفعها للتقدم بالبلاغ هو عصر الحرية التي تعيشه مصر بعد ثورة 25 يناير وأنه لا أحد فوق القانون. وتروى ماريا جذور الأزمة التي جعلت زوجها يلجأ إلى السفارة المصرية بإيطاليا للتقدم بشكوى، قائلة: "أنا أعيش بشرم الشيخ، وأثناء سيري بسيارتي تم توقيفي بكمين شرطة بمنطقة مارينا بشرم الشيخ، وحدثت مشادة مع رجل الشرطة قام على إثرها بتمزيق رخصة سيارتي الدولية". واسترجعت ما حدث قائلة بالعربية، إن الضابط قال لها بعد أن مزق رخصة القيادية إنه "لم يفتر على أحد من قبل لكنه سيريني الافتراء في مصر، حيث أمر برفع سيارتي بالونش وأنا داخلها، وأنزلها أكثر من مرة حتى تهشمت من الأمام وسط تجمع السائحين الذين قاموا بالتصوير". وبدأت من هنا رحلة المعاناة التي عايشت فصولها، بعد أن جرى التحفظ عليها وسيارتها، بعدما أبلغها ضابط شرطة السياحة "أني عقدت المشكلة بالاتصال بالسفارة ولابد من اتخاذ إجراء رسمي من قبل "أمن الدولة"، وتم إلقاء القبض عليَّ وتلفيق التهم ليّ، بينما رفضت الشرطة أخذ أقوال الشهود، رغم أنهم حاولوا مرارا وفى كل مرة يستمع ضابط شرطة السياحة ويدعى هيثم إلى أقوال الشهود ثم يقوم بالاتصال ب "أمن الدولة" والتي تقرر رفضها والأخذ بها". وأشارت إلى أنها عندما اعترضت على ذلك أخبرها ضابط شرطة السياحة "أنه لا يستطيع أخذ شهادة ضد ضابط شرطة زميل له، ما دفعها إلى القول له غضب: "أنكم تعملون بمرجعية مبادئ المافيا والعصابات وليس بمرجعية القانون". وقال إنها باتت ليلة داخل قسم شرطة شرم الشيخ والذي وصفته ب "بيت الرعب"، وأضافت "رأيت من مشاهد انتهاك لحقوق الإنسان ما أصابني بذعر شديد من مشاهد جلد لأم وطفلة ثلاث سنوات بحزام". وتابعت قائلة: "تم إرسالي إلى نيابة الطور ورفض الضابط باهي عبد الستار الحضور إلى النيابة، وقضيت أكثر من يوم بدون طعام أو شراب أو نوم وكنت منهارة تماما نفسيا وجسديا". وكشفت أن قيادة أمنية طلبت منها التنازل وإلا "لن تكون هناك نهاية سعيدة ولن تستطيع السفارة مساعدتي لأني طبقا للقانون متهمة بالتعدي على الشرطة". وأوضحت "عندما توجهت إلى النيابة بالطور كان رئيس النيابة في غاية اللطف، وقدم قهوة لي ليتم إخطاري بان النيابة تجاهلت شكوى باهي عبد الستار واعتبرته متهمًا وليس شاكيًا لكني اضطررت للتنازل لأنني كنت مرعوبة". لكن معاناتها لم تنته كما تروي، فقد "تم استدعائي لأمن الدولة ورفضت، لكنه تم تهديدًي بأني لن أحصل على سيارتي مرة أخرى وسوف يتم إرسالي إلى السجن، وعبثا حاولت أن اشرح لهم أن رئيس النيابة أخبرني أني بريئة، وأنا تنازلت عن شكواي". واستطردت قائلة: "أجبرت على الذهاب إلى أمن الدولة، وأن أتوجه إلى صلاح شوقي مدير أمن الدولة بشرم الشيخ لأشكره على عطفه ورحمته فى التعامل معي،.وحتى بعد تنازلي قابلني الضابط مرة أخرى ليخبرني أن نقيب أمن الدولة الذي مزق لها رخصة القيادة هو دفعته بكلية الشرطة وإذا تكرر ذلك فإنه سوف يجعلوني أتمنى السجن ولا أجده"، على حد تعبيرها.