أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أن الرئيس الفلسطيني الشهيد الراحل ياسر عرفات لعب دوراً بارزاً متميزا كقائد تاريخي للشعب الفلسطيني وأنه سجل مع العديد من رفاقه من القيادة الفلسطينية تجربة نضالية ثرية وغنية. وقال العربي "إن تفاعلات قضية اغتيال الرئيس عرفات تتزامن هذه الأيام مع المخاطر الكبيرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية ووسط المتغيرات الكبرى التي تعصف بالعالم العربي اليوم وبالمنطقة على اتساعها" . جاء ذلك في كلمة "العربي" اليوم الأحد أمام الاجتماع السابع لمؤسسة ياسر عرفات الذي عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمشاركة وزير الخارجية نبيل فهمي والرئيس الفخري للمؤسسة عمرو موسى والمدير العام للمؤسسة وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق ناصر القدوة وكبير المفوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد. وأشار العربي إلى المواقف والممارسات الإسرائيلية المتعنتة التي تحاول إفشال جميع الجهود المبذولة لإحياء مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي تمت حتى الآن تحت رعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية للوصول إلى حل الدولتين. وقال العربي إن جامعة الدول العربية تتابع كافة ملابسات اغتيال الرئيس "أبو عمار" ،مشيرا إلى أنها أصبحت بنداً على جدول أعمال مجلس الجامعة ،كما أنه تم انشاء لجنة خاصة في الأمانة العامة معنية بمتابعة مستجدات قضية اغتياله والتي كان آخرها قرار مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورة طارئة بتاريخ 21 ديسمبر 2013 والذي تضمن تكليف المجموعة العربية في نيويورك التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بطلب تشكيل اللجنة الدولية المستقلة والمحايدة الخاصة بالتحقيق في قضية استشهاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وشدد العربي على أن متابعة ملف جريمة الاغتيال والوصول إلى الحقيقة في ملابسات رحيل أبو عمار الرئيس القائد الفلسطيني يمثل واجباً وطنياً فلسطينيا وعربيا. وقال العربي " سنظل جميعنا مستمرين في البحث عن الحقيقية الكاملة لها مهما كانت الصعاب التي يمثل الوصول إليها حق لا يسقط بالتقادم ولابد من تطبيق القاعدة الدولية لعدم الإفلات من العقاب"، مشيرا إلى أن "أبوعمار" سيبقى قائداً خالداً في ضمير شعبه وكافة الشعوب وأحرار العالم كمناضل فلسطيني وسيبقى الشعب الفلسطيني يناضل حتى إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية وحقه في تقرير المصير أسوةً بشعوب العالم والتي أقرتها كافة القوانين والاتفاقيات والقرارات الدولية،مطالبا بضرورة بذل المزيد من الجهد عربيا وفلسطينيا ودوليا من أجل استعادة روح المبادرة في معالجة القضية الفلسطينية تلك الروح التي كان الرئيس عرفات رمزاً لها . واضاف العربي " إن الجميع يدرك أنه لا استقرار ولا أمن في هذه المنطقة طالما لم يتم التوصل إلى الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية وطالما لم يتم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية". ومن جانبه ، أكد وزير الخارجية نبيل فهمي أهمية الاجتماع خاصة في ظل التحولات غير المسبوقة التي تمر بها المنطقة وتشكل تحديا كبيرا ،مشددا على أن القضية الفلسطينية تتصدر المشهد العربي. وقال فهمي "إننا سنكون اكثر اصرارا امام المجتمع الدولي لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه غير منقوصة"، مؤكدا رفض المعايير المزدوجة في التعامل مع القضية الفلسطينية . واستعرض "فهمي" الجهود التي تقوم بها مصر مع الجانبين الروسي والأمريكي من اجل الدفع قدما بالقضية الفلسطينية ،مشيرا إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تعهد بضرورة العمل على تبني الرباعية الدولية لأسس عملية السلام حتى لاتقود لفشل عملية التفاوض ، وأشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد له خلال اتصال هاتفي إلتزام بلاده بالتوصل الى "إتفاق إطار" للتفاوض ويكون مقبولا بين الطرفين.مشددا على أهمية الاعداد للسيناريوهات المحتملة حال فشل المفاوضات،مؤكدا تأييد مصر لأي خيار فلسطيني مستقبلا. ومن جانبه، أكد عمرو موسى الرئيس الفخري لمؤسسة ياسر عرفات أن هذا الاجتماع ينعقد في ظل ظروف ووضع عربي متأزم خاصة فيما يتعلق بإستئناف عملية المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرئيلي أوما يسمى ب"إحياء عملية السلام" وذلك وسط شكوك كبيرة على اتساع المنطقة، مطالبا بعدم اضاعة الوقت في مفاوضات لن تفضي إلى شيء ولاطائل منها. وأشار موسى إلى أن جدول اعمال الاجتماع يتضمن 12 بندا وتقارير متعلقة بعمل المؤسسة بالاضافة إلى بند حول ملف استشهاد الرئيس عرفات وهو الموضوع الذي آلت المؤسسة على نفسها أن تتابعه للتوصل إلى الحقائق المتعلقة بإستشهاد الرئيس عرفات. ومن ناحيته ، استعرض ناصر القدوة المدير العام لمؤسسة ياسر عرفات تقرير مجلس أمناء المؤسسة حول متابعة ملف استشهاد الرئيس عرفات وما يتعلق بإنشاء متحف عرفات ،والأداء المالي للمؤسسة ،موضحا أن اجمالي ايرادات المؤسسة بلغ 470 ألف دولار عام 2013 مقارنة بنحو 629 الف دولار عام 2012.