أعيد وأكرر هنا تحذيري، من حكاية "غياب الأمن" والتي باتت كلمة تلوكها ألسنة كتاب وصحفيين وإعلاميين لحم أكتافهم من رجال أعمال الوطني و"أثرياء التوريث" ولا يزالون يدينون لهم بالولاء وبالسمع والطاعة. ثمة حملة "ترويع" يقودها إعلام التوريث، تستهدف حمل الناس على "الترحم" على نظام مبارك.. من خلال نشر أخبار مضروبة ومختلقة عن أعمال بلطجة هنا أو هناك.. وكأن البلطجة هي "صناعة الثورة" وليست منتج أصيل لسدنة التوريث ولصوص عصابة الرئيس المخلوع. وثائق أمن الدولة المسربة، كشفت عن وجود تنظيم مكون من 400 ألف بلطجي ومسجل خطر، يعمل تحت قيادة ضباط أمن الدولة.. يجري استدعائهم "وقت اللزوم".. البلطجة إذن هي إحدى الكتائب الأمنية السرية التابعة لشرطة مبارك.. وإذا كان البلطجية كما يزعمون يعيثون في الأرض فسادا الآن، فلنبحث إذن عن "السريحة" و"القوادين" الذين تولوا جمعهم وحمايتهم وتربيتهم من ضباط وزبانية التعذيب ومحترفي التزوير وإهدار حقوق الإنسان المصري طوال ثلاثين عاما هم الأسوأ في تاريخ مصر السياسي على الإطلاق. الشائعات التي يروجها إعلام وصحف "التوريث" والمتدثر بوشاح "الثورة" بشأن ما يسمى ب"غياب الأمن".. يحركها مافيات وفلول مبارك من رجال أعمال أمانة السياسات وأذرعتهم الأمنية من ضباط أمن الدولة.. وقيادات بالداخلية تخشى التخلض منها واحالتها إلى التقاعد أو إلى المحاكمة. السيناريو يتحرك في اتجاه، وضع الناس مجددا امام خيار القبول بشرطة مبارك بكل تراثها الأمني القمعي والوحشي وبلا محاسبة أو محاكمات.. وإما إطلاق مليشيات البلطجية لترويع المواطنين أو على الأقل اطلاق الشائعات بشأن الانفلات الأمني ووضع المصريين أمام ضغوط التمني والأمل في عودة الشرطة مجددا حتى لو ظلت على حالها من الاستعلاء والعجرفة والغطرسة والفساد واحتقار المواطن المصري. هذه هي لعبة كل المستبدين والطغاة في العالم.. الذين لا يعبأون إلا بوجودهم ومصالحهم ووجودهم.. وعادة ما يخوضون معاركهم مع الناس باعتبارها "حرب وجود".. حياة أو موت.. إما هم .. وإما اتباع سياسة الأرض المحروقة. حكاية الانفلات الأمني.. والفوضى والكلام الكتير عن البلطجة.. كلها من صنع تنظيم العادلي السري وشرطة مبارك وأمن الدولة ورجال الأعمال الذين أضيروا من سقوط مشروع التوريث.. كلها شائعات وخرافات.. لماذا لا نراها ولا نسمع عنها إلا في الفضائيات المشبوهة وفي الصحف التي تلوث رؤساء تحريرها بمال رجال أعمال جمال مبارك وغالبيتهم لصوص وقتلة وبتوع نسوان؟! اتمنى أن لا ينساق الرأي العام وراء هذه "الخبل" ولا خيار أمامنا إلا أن نثق في الثورة وفي الجيش وفي المستقبل.. ولنعلم عليم اليقين بأن مصر بعد 25 يناير باتت شيئا آخر.. وأكبر بكثير من مكر شوية "حرامية" سيسقطون تباعا في يد العدالة قريبا إن شاء الله تعالى. [email protected]