اطلعت "المصريون" على التعاقدات الخاصة ببعض مقدمي البرامج بالتلفزيون المصري، والتي تكشف عن التفاوت الكبير في الأجور بين مشاهير المذيعين وغيرهم، وقيامهم بالعمل كمندوبين إعلانات للحصول على نسب من الأرباح، وكان لبرنامج "مصر النهاردة" الذي كان يشرف عليه شخصيًا وزير الإعلام السابق أنس الفقي النصيب الأكبر من كعكة الأجور الضخمة، الأمر الذي أثار حنق المذيعين الآخرين. ويأتي على رأس هؤلاء الإعلامي الشهير محمود سعد مقدم برنامج "مصر النهاردة"، والذي تقدم باستقالته مؤخرًا، بدعوى رفضه استضافة رئيس حكومة تسيير الأعمال الفريق أحمد شفيق، والذي كشف وزير الإعلام المستقيل في مداخلة هاتفية معه بالبرنامج عن الرقم الضخم الذي يتقاضاه. وكان سعد يتقاضى في بداية عمله ببرنامج "البيت بيتك" 2 مليون و900 ألف جنيه، مع حصوله على نسبة 25% من الإعلانات التي يأتي بها للتلفزيون، وقد تم تعديل عقدة في عام 2008 ليحصل على خمسة ملايين و700 ألف جنيه، مع تثبيت نسبة الإعلانات. وفى بداية 2010 تم تعديل عقده ليحصل على 800 ألف جنيه شهريا، أي ما يساوي تسعة ملايين و600 ألف جنيه سنويًا. وقد حصل على عمولة من الإعلانات فى 2010 بقيمة 2 مليون و230 ألف جنيه. أما زميله تامر أمين مقدم برنامج "مصر النهاردة أيضا، فكان يحصل في البداية على 180 ألف جنيه شهريا، أي ما يوازي 2 مليون و300 ألف جنيه سنويا، بالإضافة إلى 25% من نسبة الإعلانات التي يأتي بها. وحصل أمين على إعلانات بقيمة مليون و145 ألف جنيه. في حين يحصل الصحفي خيري رمضان مقدم نفس البرنامج على 150 ألف جنيه شهريا، أي ما يوازى مليون و800 ألف جنيه، مع حصوله أيضا على 25% من نسبة الإعلانات التي يأتي بها. وقد حصل على 726 ألف جنيه عمولة إعلانات في العام الماضي. أما لميس الحديدي مقدمة برنامج "من قلب مصر" على قناة "نايل لايف" فتحصل على 250 ألف جنيه شهريا، أي ما قيمته ثلاثة ملايين جنيه سنويا، مع الحصول على نسبة الإعلانات الثابتة.وحصلت لميس على عمولة إعلانات بقيمة مليون و323 ألف جنيه في العام الماضي. وكان الإعلامي محمود سعد قد انسحب من التليفزيون مؤخرًا، متذرعًا برفضه إجراء مقابلة مع رئيس حكومة تسيير الأعمال أحمد شفيق، بدعوى أن الشارع المصري يرفضه وهو مع الشارع، لكن مصادر بالتلفزيون عزت إلى ذلك سبب آخر هو قيام رئيس الوزراء بتخفيض أجور مقدمي البرامج بالتلفزيون لتكون مقبولة. وجاء ذلك في محاولة لإنهاء حالة الاحتقان بين المذيعين، بعد أن هدد عدد كبير منهم بتنظيم وقفات السلمية لتحسين أجورهم، مطالبين الحصول على "عُشر" ما يتقاضاه وزملاؤه من أصحاب الرواتب المليونية. وقالت المصادر إذا كان سعد رفض استقبال شفيق بحجة أنه غير مقبول من الشعب، فلماذا كان يستقبل الوزراء الأشد كرها لدى الشعب أمثال الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية السابق وغيرهم. ويشغل سعد مدير عام قناة "أزهري" التي يرأسها الداعية الشيخ خالد الجندي، والذي كان دائم الظهور في "البيت بيتك" ومن بعده "مصر النهاردة". من جانبه، صرح الإعلامي محمود سلطان ل "لمصريون"، أن التلفزيون المصري شهد انهيارًا كاملاً، لأن القائمين على أهم برامجه ليسوا إعلاميين أو من أبناء التلفزيون، مشيرا إلى تدخل "الوساطة والمحسوبية"، بينما الغالبية لا يجيدون العربية ويسترسلون في مواضيع غير مفيدة للمشاهد. وأكد أيضا أن الفوارق المالية بين المذيعين ومقدمي البرامج أثارت ضغائن داخل "ماسبيرو"، مما تسبب في جو غير صحي. وشدد على ضرورة أن يسارع التلفزيون المصري إلى إنقاذ نفسه وأن يعلم أن هناك دولا اقتحمت المجال الإعلامي قبل سنوات قليلة لكنها استطاعت أن تتفوق علينا لأنها وضعت المهنية فى المقام الأول والأخير.