ليس مهماً ما حدث من انتصار يوم 25 يناير 2011... ولكن الأهم هو الثبات والرسوخ.. هذا ليس من عندي .. ولكنه قدر الله المكتوب( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) وكم من الانتصارات كانت أقرب إلي التمام..إلا أنه سرعان ما تهاوت الأقدام..وتشرذم الجمع .. وخارت القوي ... واضطربت العقول ... وتحللت المواقف .. هذا ما أتوجس منه .. لقد قامت الثورة في تقديري لأسباب عديدة ربما كان أبرزها حالة الكبت التي طاردتنا جميعاً لأكثر من ربع قرن ... فهل يعقل أن يخرج علينا من يقول أنه دون غيره من أوقد نار الثورة. وأنه وحده من تحمل في سبيل نجاحها الغالي والنفيس ... وأتساءل ومعي كثيرون لماذا هذه المصادرة التي لا محل لها إذا كنا فعلاً وقولاً نبتغي التوحد في المرحلة المقبلة..ولماذا الإمساك بمفردات التخوين والتكذيب والتحقير من شأن الآخرين ... أم أنه الغرور الذي يفقد المنتصر ثباته ؟ أم هي الشخصية المصرية الفرعونية التي تظل بريئة حتى إذا تملكت انقضت علي مخالفيها .. أمراض اجتماعية خطيرة لطالما سئمنا منها سبق وروجها سدنة العهد البائد ... أراها تطل برأسها هذه الأيام .. وهل صحيح أن من ليس معي فهو ضدي ؟؟ وما يدرينا أن نجاح الثورة كان بجهد وعرق هؤلاء الذين قبعوا في مصانهم ليلاً ونهاراً ليرزقوا مما عملته أيديهم .. وان حالت الظروف دون تواجدهم في ميدان التحرير.. وربما كان ثباتها واستمرارها علي أيدي الملايين من الفلاحين الذين سهروا الليالي لحماية ممتلكاتهم العامة والخاصة.. ومن يدري فربما كانت دعوة خالصة من مكلوم أو مقهور أو مظلوم افتقرت أيديهم إلي ثمن تذكرة السفر ... وربما كانوا هناك بأرواحهم وقربهم من الله الذي لا يرد دعاءً.. نجاح الثورة ليس هو نهاية المطاف ولكن المبتغي فعلاً هو الثبات عل مكتسباتها .. ولن يتحقق إلا بالتجرد والإيثار في الأفعال وان كبرت وانزواء لغة الخيانة التي أصبحت مادة دسمة في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة في الأيام الماضية.. وفي كل الأحوال ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي). فهل نعي جميعاً أن الانتصار وحده لا يكفي ولكن الثبات علي الحق هو الأصل .. ندعو الله أن يمنحنا جميعاًً إياه ... قولوا معي .. آمين آمين آمين