تحتجز السلطات المصرية مراسل الشؤون الخارجية بيتر غريست، واثنين من زملائه بقناة الجزيرة منذ التاسع والعشرين من شهر ديسمبر من العام الماضي داخل سجن طره بتهمة نقل أخبار "تضر الأمن القومي"، ومن المقرر أن يمثل أمام القضاء هذا الأسبوع. وأشار عدد من المراسلين الأجانب في رسالة وجهوها للحكومة المصرية، إلى أن بيتر غريست، كمراسل بارع ونزيه أثبت حياده المهني على مدى سنين طويلة في كل المؤسسات الصحفية التي عمل لديها، وفي كل البلاد التي عمل فيها. وفي إحدى الرسائل التي كتبها من محبسه يقول غريست، إنه وصل إلى القاهرة قبل أسبوعين فقط من اعتقاله في الفندق الذي كان يقيم فيه من قبل وزارة الداخلية المصرية. وذكر غريست في رسالته: "كنا نؤدي الأعمال التي يؤديها أي صحافي مسؤول ومحترف، من إجراء مقابلات ومحاولة شرح الأحداث المتوالية في مصر بكل الدقة والأمانة والحيادية الممكنة" وأضاف المراسلون الأجانب في رسالتهم للحكومة المصرية، أن بيتر غريست غادر موطنه أستراليا عام 1991 ليعمل كصحفي بالقطعة لدى وكالة أنباء رويترز التلفزيونية، وقناة سي إن إن، ووكالة أنباء دبليو تي إن والبي بي سي. وفي عام 1995 عمل كمراسل من العاصمة الأفغانية كابل لبي بي سي ووكالة رويترز. ثم انتقل للعمل في قناة بي بي سي الإخبارية في لندن، وكمراسل لبي بي سي في المكسيك وشيلي. وقد عاد إلى أفغانستان ليغطي أحداث الحرب التي اندلعت عام 2001، وبعد ذلك تجول كمراسل صحفي في بلدان الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية. وقضى السنوات التسع الأخيرة كمراسل الجزيرة في إفريقيا، وعلى مدى كل هذه السنوات صقلت خبرته وسمعته الصحفية. ويحاكم غريست بسبب القرار الذي أصدرته الحكومة المصرية يوم الخامس والعشرين من ديسمبر الماضي، باعتبار جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية. وعلى إثر ذلك كتب غريست يقول: "لم يعد للتيار ذو الرأي الوسطي أي مكان. فعندما يتم تصنيف الطرف الآخر – سواء كان سياسياً أو غيره – (بالإرهاب)، لا تجد الحيادية لها مكانًا.. فحتى التحدث مع هذا الطرف يصبح عملاً من أعمال الخيانة، ناهيك عن بث أخبارهم". ومن الجدير بالذكر أن إجمالي عدد الصحفيين الذين يواجهون لائحة اتهامات - ومن ضمنهم غريست - يبلغ 20 شخصًا، بينهم 16 مصريًا، وهم متهمون بانتمائهم إلى "منظمة إرهابية" وأربعة أجانب متهمين بمساعدتهم أو اختلاق أخبار كاذبة. وأشار المراسلون إلى أنهم يرون أن إجراءات السلطات المصرية هي بمثابة خطأ جوهري. فدور الصحفي المحايد هو إمداد الجمهور بالمعرفة والثقافة والمعلومات المحيطة بعالمهم، أي تقديم التقارير والشرح الكافي ليعكس جميع جوانب القصة. فبغض النظر عن الشروط المحلية المعمول بها داخل الدولة، هناك مبدأ أساسي في أي دولة هو حرية التعبير عن الرأي وإتاحة المجال للأصوات الناقدة والتي من شأنها أن تختبر حجة أي طرف، وقد أثبتت دروس التاريخ أن هذا يعتبر متطلباً حيوياً. وأكدت "بي بي سي" أن إجراءات الحكومة المصرية تلحق ضرراً كبيراً بمستقبل الإعلام المحايد في مصر وأنها غير عادلة وغير مقبولة. وقد سجن صحافي مجتهد وشريف وصاحب إنجازات مشهودة في مجال عمله، وهو الآن بانتظار محاكمته بسبب أداء عمله بنزاهة، مطالبين بإطلاق سراحه، بما في ذلك مفوضية الأممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان. ويجب إطلاق سراح بيتر غريست وزملائه لكي يواصلوا العمل الصحفي على النحو الحيادي والمتوازن الذي دافع عنه بكل بلاغة من داخل زنزانته. وقد وقع على الرسالة كل من: جيمس هارينغ، مدير عام الأخبار، بي بي سي، وفران اونورث، نائبة مدير عام الأخبار، بي بي سي، وجون هاردي، المدير التنفيذي، أي تي إن، وجون بلمان، محرر الشئون العالمية، وكالة رويترز، وجون رايلي، رئيس قطاع الأخبار، سكاي نيوز، وديبورا تورنس، رئيس إن بي سي الإخبارية، وجون ويليمز، مدير تحرير الأخبار الدولية، أي بي سي نيوز.