وصفت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الصادرة بالإنجليزية علاقة مصر وروسياوالولاياتالمتحدة بأنها منافسة سياسية على الطراز الرياضي، مبدية أسفها من عدم وضوح رؤية واشنطن لما ستقوم به في الشرق الأوسط خلال فترة رئاسة باراك أوباما. وأضافت أن روسيا كما تميزت بمهاراتها الرياضية في دورة الألعاب الاولمبية الشتوية التي تستضيفها حاليًا بمدينة سوتشي، فإنها تظهر الآن إمكاناتها الدبلوماسية من خلال استضافة المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع أو الرئيس المنتظر على مايبدو والتي قامت موسكو بتأييده كزعيم لمصر. وتابعت أن "تحسن العلاقات بين مصر وروسيا يعد شيئًا جيدًا لكلا الطرفين، فصفقة الأسلحة قد تعني لمصر معدات عسكرية تصل قيمتها إلى 3 بليون دولار، لكنها لا تشير إلى دفع السيسي بالبلاد لأن تدور مرة أخرى في فلك روسيا، فالهدف هو تنويع التحالف خاصة بعد فتور العلاقة مع الولاياتالمتحدة وقرارها تجميد المساعدات العسكرية لفترة وجيزة عقب عزل محمد مرسي". وعلى الجانب الآخر، قالت إن "تقارب العلاقات يشكل بالنسبة لروسيا أهمية كبرى، فالحليف العربي الأهم حاليًا هي سوريا ويتضح ذلك من خلال قاعدتها البحرية في طرطوس على الساحل السوري بالبحر المتوسط والتي تعد بمثابة الجائزة التي يقاتل فلاديمير بوتين من أجلها فتلك القاعدة هي الوحيدة خارج دول الاتحاد السوفيتي السابق". ورأت الصحيفة أن هذه هي أولى الاعتبارات التي دفعت بوتين لدعم النظام السوري من خلال تجهيز جيوش بشار الأسد حتى لو وصل الأمر إلى دفن النفايات بالمدن أو ذبح الشعب، لافتة إلى أن رئيس روسيا لن يظل زعيمًا لفترة طويلة دون حساب، وفي ظل هذا يمكن أن يسقط الأسد لذا فهي تبحث عن تكوين علاقة أخرى مع مصر خلال هذه الفترة الانتقالية وصنع تحالفات مستقبلية. وأردفت أن بوتين صاحب سياسية حكيمة بعدما أعلن تأييده للسيسي قبل ترشحه رسميًا للرئاسة، فضلاً عن التفاوض على صفقة أسلحة كبرى، إضافة لوقوفه على بعد خطوة من الغرب وذلك بعدما تفوق على الأمريكيين في سوريا والآن هي بصدد الالتفاف الشامل على مستقبل مصر.