ابتكر اللصوص خلال الفترة الأخيرة, حيلاً شيطانية وطرقًا جديدة للنصب على المواطنين، وذلك عن طريق إرسال رسائل نصية قصيرة "sms" على الهواتف المحمولة بصورة عشوائية للاحتيال علي السذج والطامعين في الحصول علي الأموال دون بذل جهد أو عمل وهواة الربح السريع لظنهم بأن السماء قد تمطر ذهبًا, حيث يستغل المحتالون الفقر وقلة الوعي لدي أغلب الأفراد لاستدراجهم والاستيلاء على مبالغ طائلة منهم. ولعل الكثير من المواطنين قد تلقي "رسائل قصيرة" جاء فيها: "يا محمد انزل لقينا مقبرة فراعنة فيها 7 عرايس ذهب و13 حجرًا عايزين نبيعهم" وأخرى: "انزل البلد ضروري عمك لقي تماثيل ذهب وحجارة وكتاب شوف راجل أمين يصرفهم" وثالثة جاء فيها: "بيت أبوك فيه صليب ذهب 100 كيلو وإبريق زئبقي, حيث يتلقي المواطن تلك الرسائل من أرقام مختلفة منها 01116395358 و 01145127034 وأرقام أخرى وبمجرد الاتصال بهم يقومون بإيهام الضحية بأنه تم إرسال الرسالة عن طريق الخطأ ويتم استدراجه بطرق مختلفة وينصبون شباكهم على المواطنين. يقول محمد وحيد 40 سنة نجار من منطقة إمبابة, إنه خسر ما يقرب من 200 ألف جنيه بعدما استدراجه من عاطلين قاموا بنصب شباكهم عليه وإيهامه بالعثور على مقبرة فرعونية لكنهم ليس لديهم الأموال لاستخراج ما بداخلها, حيث بدأ كلامه قائلاً: كنت أحلم برغد العيش والغني ولكني لم أسلك طريق العمل والاجتهاد في عملي فطمعي جعلني أتوهم بأن السماء ستمطر علي ذهبًا حتي فقدت مالي بعد أن أوهمني طبيب بأنه عثر علي مقبرة فرعونية في منطقة بني سويف وأنه سيستخرج الآثار ويقوم ببيعها ولم أكن بمفردي ولكن كان معي العديد من العمال وكنا نسافر سويًا وبصحبتنا ذلك الطبيب إلي الصعيد وهناك يوجد بعض أقاربه وسنقوم جميعًا باستخراج ذلك الكنز الذي سيجعل مني مليونيرًا لم يكن ذلك حلمي أنا وحدي فقط وإنما كان حلم من معي أيضًا من عمال . وبالفعل سافرت إلي الصعيد أكثر من مرة وبصحبتي الطبيب والعمال, إلا إنه كان قبل السفر يطلب منا إحضار ما نستطيع جمعه من نقود فكان كل منا يدفع ألف –ألفين- جنيه أو أقل أو أكثر وننزل إلي الصعيد, وبمجرد وصولنا إلي المكان المعد للحفر كان يحتال علينا بعدة حيل منها, أن الشمس قد بزغ نورها وأنهم لن يتمكنوا من استخراج الكنز إلا قبل الفجر مما يضطرنا للعودة إلي القاهرة مرة أخري ثم يأتي بعد يومين يطلب منا مبلغ مالي آخر فندفع راضين طامعين ظنًا بأن تلك المبالغ سترد لنا أضعافًا مضاعفة كما أوهمنا ذلك المحتال ونعد أنفسنا للسفر مرة أخري وبمجرد الوصول والشروع في الحفر يأتي شخص مسرع إلينا ليخبرنا بأن شرطة الآثار في طريقها إلينا وأن أحدًا من الحاقدين أبلغ علينا رجال الشرطة مما يجعلنا نفر هاربين مخافة من الوقوع في يد رجال الشرطة وإلي آخر تلك الحيل حتي فقدت أموالي .. ويروي أخر, بأنه تلقي رسائل هاتفية من أحدهم تخبره بأن والده عثر علي مقبرة بها آثار فرعونية وأن عليه أن يعود مسرعًا لتصريفها وبيعها . ويقول ح. خ 31 سنة تلقيت رسالة من مجهول يخبرني بالسابق فقمت مسرعًا بالرد عليه وأخبرته بأنه أرسل تلك الرسالة عن طريق الخطأ إلا أنه تودد إلي في حديثه وأخبرني بأنه مستعد لأن نتقاسم الربح وأن كل ما عليه هو أن يحضر إلي قريته بمنطقة الفيوم لاستخراج الكنز ويقول "ح" قمت باصطحاب أحد أصدقائي لعلمي بخبرته في مجال الآثار إذا كانت مزيفة أم حقيقية وهرولت إلي حيث يقيمون وبمجرد أن دخلنا إلي المنزل وجدنا أكثر من ثلاث قطع للآثار وبعد فحص صديقي لها أخبرني بأنها آثار حقيقية وليست مزيفة وبعدها طالبوا مني نقود مقابل استخراج بقية الآثار ولكني حينها لم يكن بحوزتي أي أموال فأخبرتهم بأنني سأعود إلي القاهرة لجلب المال والعودة مسرعًا وبمجرد أن خرجنا من القرية أخبرني صديقي بأن الآثار مزيفة ولما سألته عن سبب ادعائه بأنها حقيقة رد قائلا " كانوا قتلونا في ساعتها يا عم الحاج أحمد ربنا أنك هتروح سليم". ويقول آخر ويدعي " ج . ع " 50 سنة, إنه فقد الكثير من أمواله بحثًا عن الغني والتنجيم علي الآثار وذلك بعد أن أقنعه أحد الدجالين بأن منزل والده بالقرية به أباريق ذهبية ترجع للعصور القديمة وأن زوجة الضحية هي التي ستخبره بمكان وجود الأباريق لأنها "مخاوية" والجن هو من سيخبرهم بذلك ولم يكتف بذلك الأمر فقط بل أن الأرض الزراعية أيضًا يظهر فيها في وقت متأخر من الليل ديك مسحور ذلك الديك أذا تمكنوا من الإمساك به وذبحة فسوف يظهر آخر من الذهب مكان ذبحة مباشرة . إلا أن جميع محاولتي تلك ذهبت سدي وبعد أن أدركت الأمر وتيقنت بأن العمل والكفاح وحده سيجلب المال كنت قد فقدت ما عشت عمري أجمعه لتأمين مستقبل أولادي. ويقول آخري يدعي "حسن . ف " 33 سنة تلقيت رسالة من رقم مجهول يخبرني فيها بأنه عثر علي "زلعة ذهب" في بيت جدتي وبالفعل اتصلت به وطالب مني بأن أتوجه إلي حيث يقيم بمنطقة الفيوم لتصريفها وبعد اتصالي به طالبته أنا بالمجىء هو إلي لنتقاسم الذهب لأنني لم أتمكن من السفر ومن حينها لم يتصل بي . ويقول اللواء عبد السلام شحاتة الخبير الأمني معقبًا علي تلك الحالات, بأن تلك الظاهرة ليست حديثة علي رجال الأمن كما أن مصدرها فى الغالب محافظتي "الفيوم وبني سويف " حيث إن هناك بعض النصابين المتخصصون في الاحتيال وخداع المواطنين من خلال إرسال رسائل نصية هاتفية "تعالي بسرعة يا محمد أبوك لقي آثار تحت البيت" إلي آخر تلك الرسائل مستغلين بذلك قلة الوعي والثقافة والطمع في تحقيق الربح بأي طريقة كانت . ويضيف شحاتة, بأن أغلب من يقع في تلك الأساليب المحتالة نوعين إما هو فقير كل أماله أن يصبح غنيًا أو هو غنى بمعني أدق ما يطلق عليهم أغنياء حرب يريد أن يزيد من حجم ثروته عن طريق الآثار . ويجيب شحاتة, عن كيفية التصدي لهولاء المحتالين قائلاً: الجهل وقلة الوعي هما السبب الرئيسي في خداع المواطنين ولكى نتخلص من تلك الظاهرة يجب أن نتخلص منها عن طريق زيادة الوعي ومحو الجهل والإعلام هو المعول الرئيسي والأساسي لنا لمحو الجهل وزيادة الوعي لدي المواطن عن طريق برامج إعلامية أو حملات وإعلانات توعية تبين للمواطنين تلك الممارسات الاحتيالية لتجنبها, ويوضح شحاتة, أن دور رجال شرطة السياحة أساسي ومحوري في تتبع هؤلاء المحتالين وأماكن وجودهم للتخلص منهم وإنقاذ المواطن المصري الذي يعانى من الفقر ويسيطر عليه حلم الثراء الفاحش والتخلص من حياة الفقر القابع فيها حتي لو كان ذلك عن طريق بيع آثار بلده وممتلكاته.