يتحدثون الآن على "التفاوض"!.. ولا ندري على ماذا يتفاوضون بالضبظ؟!.. السيد نائب رئيس الجمهورية الذي يقول إنه كُلف من قبل مبارك بالتفاوض.. يعلم جيدا مطالب الثورة وعلى رأسها إقالة مبارك.. أما بقية المطالب فلا تحتاج إلى مفاوضات لأنها معروفة تفصيلا ويطالب بها المصريون منذ أكثر من ثلاثة عقود. أصدقاء مبارك وعلى رأسهم السيد اللواء عمر سليمان، يؤكدون بأن السيناريو التونسي لا يمكن أن يحدث في مصر.. ورئيس الوزراء يقول إنه من "العيب" وليس من "الأصول" أن يخرج الرئيس مبارك من السلطة على طريقة بن على! إذن الخلاف هنا على كيف يمكن إزاحة هذا الرئيس العنيد بشكل يحفظ له كرامته.. فالمفاوضات إن كان لابد منها ينبغي أن تكون في سياق البحث عن طريقة لخلع الرئيس بشكل كريم كما قالوا.. وليس على أي شئ آخر إلا بعد أن يتنحى الرئيس نزولا عند رغبة ثورة 25 يناير. الرئيس وكذلك نائبه يصر على أن يمضي ما تبقى له من شهور في السلطة.. ويحاول أن يفرض هذه الرغبة على المصريين.. وهو اصرار وعناد يستفز الرأي العام، ولن يقابل إلا بعناد وبإصرار مقابل على تنحيته خلال أيام. في النهاية فإن مبارك.. هو مسئول بالدولة.. وأي مسئول حال فشل فيما أُسند إليه من مهام فإن عليه أن يقدم استقالته.. هذه بديهية لا تحتاج إلى جدل أو سفسطة أو لف ودوران.. والرئيس مبارك ينهي حياته السياسية بفضائح من العيار الثقيل.. لا تقتصر فقط على فضيحة انتخابات عام 2010.. وإنما هذا الخراب الواسع والفوضى الكبيرة التي أصابت البلاد والعباد في الأسبوع الأخير. يا سيادة الرئيس.. لم تعد هناك دولة لكي تحكمها.. لقد خربتها ودمرتها.. لم نعد نرى من ملامح الدولة إلا جيش مصر الوطني.. يا سيادة الرئيس أين تلك الدولة التي تخشى عليها من الفوضى؟ّ!.. الفوضى قد وقعت لم نجدك إلا وانت تتحدث عن نفسك وعن مستقبلك السياسي.. يا سيادة الرئيس انت لم تعد ترى أبعد من جدران قصرك.. انت تركت البلد اليوم خرابا لا مرافق ولا شرطة ولا أمن ولا أية خدمات للناس.. لا تتحدث عن الفوضى التي تخشاها حال تركت منصبك.. فهذا كلام فارغ لن يشفع لك.. الفوضى حدثت وانت على رأس السلطة وبين أكثر أجهزة الأمن قمعا ووحشية على مستوى العالم. أيها الرئيس .. لقد فشلت واضعت البلد .. فأرحل من فضلك وتركنا نعيد بناء بلدنا الذي خربته. [email protected]