علقت أحزاب الوفد والتجمع والناصري المكونين للائتلاف الوطني للتغيير الموافقة علي الحوار مع عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية إلي أن يتم السيطرة علي البلطجية الذين حصدوا مزيدا من القتلى والجرحى بميدان التحرير أول أمس مهددين بالانسحاب من الحوار نهائيا إذا لم يتم حماية الشباب في التحرير من الهجمات التي يتعرضون لها من أنصار النظام _ علي حد قولهم _ وتنفيذ المطالب التي حددها الائتلاف والتي تتمثل حسبما أعلنوا في استقالة الرئيس مبارك من منصبه ،وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل علي تنفيذ طموحات الشباب ،وتأسيس جمعية تأسيسية تكون مهمتها تعديل الدستور بما يضمن حياة ديمقراطية وعادلة للمصريين ،وأن تقوم القوات المسلحة بدورها في حماية المصريين والتصدي لأي محاولات لزعزعة الأمن وبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد،نافين مشاركة أي منهم في الاجتماع الذي دعا له السيد عمر سليمان . حيث أعلن محمد شردي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد والمتحدث الرسمي باسم الحزب أن الوفد لم يشارك في الحوار الذي قام به عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية موضحا أن اعتذارهم عن بدء الحوار جاء نتيجة ما حدث من عدوان علي الشباب في ميدان التحرير والذي تم من خلال الدفع ببعض من أعضاء الحزب الوطني الذين قاموا بأعمال البلطجية مشيرا إلي أن الوفد يعلن قبوله مبدأ الحوار ولكن بعد فض هذه الأحداث الإجرامية. وقال علاء عبد المنعم عضو حزب الوفد أن الحوار مع النظام دخل مرحلة التجميد بعد أحداث التحرير أمس راهنا بدء الحوار مع النظام برحيل الرئيس مبارك لافتا إلي أنه كان من الرافضين للحوار من البداية معلقا قبوله للحوار هو عدد من أعضاء الوفد بأحد شرطين أولهما رحيل مبارك أو تفويض كامل سلطاته لنائب رئيس الجمهورية بحيث يصبح الرئيس مبارك رئيسا رمزيا فقط إلي أن تمر المدة الباقية له في السلطة بحيث تسقط عنه كل أوجه الشرعية والسلطة مشيرا إلي أنه بتحقيق أحد هذين المطلبين سيبدأ الحوار والتفاوض. وأضاف عبد المنعم أنه ليس مع البرادعي أو ضده حيث يعتبره خارج الموضوع بل وخارج المعادلة حيث أن البرادعي لا يحظى بتأييد ولا معارضة من قبل عدد كبير من المصريين علي حد وصفه. ولم يختلف موقف حزب التجمع الواقع ضمن تشكيل الائتلاف عن هذا ،حيث قال د.رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن القائمين علي بقايا السلطة في مصر ما زالوا يتشبثون بأسلوبهم القائم علي العنف والمراوغة مؤكدا رفض الحزب المشاركة في أي حوار في ظل هذه المجزرة الوحشية موجها التحية للمناضلين الذين صمدوا في مواقعهم بميدان التحرير وصدوا لجحافل المرتزقة والبلطجية. كذلك لم يختلف موقف الناصري، حيث أكد سامح عاشور نائب رئيس الحزب الناصري علي رفض الحوار وتعليقه لحين السيطرة علي الانتهاكات التي وقعت في حق الشباب في التحرير مشيرا غلي أنه لابد من توفير مناخ جيد لبدء الحوار وألا يتم هذا الحوار علي روح الشباب لافتا إلي عدم رفضه أو رفض الائتلاف للحوار مع مبارك ولكن بعد أن تتم السيطرة علي الموقف . وشدد عاشور علي ضرورة إنهاء المظاهرات لما انتابها من انسداس لعناصر غير أمينة مشيرا غلي انه علي النظام الاستجابة لمطالب الشباب حتى يستجيبوا ويرحلوا عن ميدان التحرير ومن ثم يتم معرفة العناصر المندسة. وأوضح عاشور أن الشباب والأفراد الذين كانوا موجودين في المظاهرة المليونية يوم الثلاثاء الماضي هم من عبروا عن جميع المصريين أما الموجودين هناك الآن لا يعلم أحد عن ماذا يعبرون وإن كان من الممكن القول أنهم يعبرون تعبيرا رمزيا عن المصريين . ولم يختلف رأي حزب الجبهة الذي لم ينضم للائتلاف عن ذلك الرأي كثيرا، حيث رهنت سكينة فؤاد نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطي بدء الحوار بتخلي الرئيس مبارك عن الحكم واستجابته للمطالب بتنازله عن جميع الصلاحيات سواء في الداخل أو الخارج موضحة أن وجوده خلال الفترة الانتقالية القادمة معناها وجود جميع مؤسسات الدولة بين يديه وهو ما يرفضه حزب الجبهة. علي الصعيد الآخر، قرر أعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد الذهاب لميدان التحرير لمشاركة الشباب في مظاهراتهم ومحاولة فك الحصار عنهم . وقال المستشار مصطفي الطويل عضو الهيئة العليا لحزب الوفد والأب الروحي للحزب أن الهيئة العليا للحزب قررت الوقوف إلي جانب الشباب في التحرير لحين فك الحصار الذي فرض عليهم من قبل ميليشيات الحزب الوطني معلقين بدء التفاوض والحوار لحين فك هذا الحصار. وأشار الطويل إلي أن الهيئة العليا قررت أيضا تقديم بلاغ للنائب العام عن الاعتداءات السافرة التي تعرض لها الشباب من قبل ميلشيات الحزب الحاكم وذلك ضد صفوت الشريف وأحمد عز.