تظاهر أكثر من 1200 سائق ممن قاموا بإحلال تاكسياتهم، ضمن ما يعرف بمشروع (التاكسي الأبيض) أمس أمام مجلس الشعب، متهمين الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية بالتراجع عن وعوده وتعهداته بالصحف والفضائيات بأن يتم معاملتهم ماديا كباقي زملائهم في المرحلة الأولى من خلال تحمل الوزارة مساهمة شهرية عبارة عن 550 جنيهًا مقابل إعلانات تلصق على السيارات. وشكا السائقون من أن وزير المالية يرفض معاملتهم مثل زملائهم في المرحلة الأولى، على الرغم من أن عددهم لا يزيد عن 1254 سائق وتبلغ قيمة الدعاية لهم على مدار خمس سنوات 19 مليون جنيه، بينما تتحمل الوزارة مقابل الإعلانات على سيارات سائقي الدفعة الأولى البالغ عددهم 20 ألف تاكسي. ورددوا وسط حصار أمني هتافات منددة بموقف وزير المالية "عذبونا عذبونا بعد كده هايحسبونا"، "عايز حقي يا بطرس غالي"، "قالوا الوطني قلنا الوطني، أنتي فين يا حكومة الوطني"، "مظلومين مظلومين وعدك فين يا. نظيف.. بطرس داسه بدون تكليف"، "هما فين نواب الشعب.. بطرس غالي ذبح الشعب"، "فين الحكمة يا سرور .. بطرس عايز الشعب يثور"، "لو نجحتوا بدون تزوير.. حلوا مشاكل الشعب بضمير"، "بنوك مصر والمالية هما دول أكبر حرامية". ولم تخل الهتافات من مناشدة الرئيس حسني مبارك ونجله جمال أمين السياسات بالحزب "الوطني"، إذ هتف السائقون قائلين "يا جمال بكره هانبيع العيال"، "يا ريسنا بنا وبينك.. خربوا بتنا عيني عينك"، "يا نواب الشعب انتوا فين سرقوا فلوسنا مرتين" "إحنا ضحايا الحزب الوطني"، "مش ماشين إحنا هنا بيتين"، "عشمونا عشمونا بعد كده هايحبسونا"، "آه .. آه أصحي يا وطني فوق يا وطني"، "أصحوا يا نواب.. بلدنا هاتبقى خراب"، "أحداث تونس مش بعيدة.. إحنا هانبقى على الحديدة"، "كدابين.. كدابين لحد أمتى كدابين.. مقهورين مقهورين ليك يا ريس محتاجين"، "إنت فين يا جمال إحنا أصحاب عيال" "ضحكوا علينا.. هايحبسونا". وعلى الرغم من صرخات سائقي التاكسي وترديد عباراتهم "يا نواب الشعب انتوا فين"، إلا أن نواب الحزب "الوطني" فضلوا شرب الشاي والقهوة داخل البهو الفرعوني في حين لم يجد السائقون من يسمعهم أو يحاول حل مشاكلهم مع وزير المالية. وطالب السائق كمال محمود الهواري بضرورة إنقاذه وزملائه بعد أن أصبحوا لا يجدون رغيف الخبز، بعد أن سلموا سياراتهم التاكسي وتخريدها مقابل حصولهم على شيك بمبلغ خسمة آلاف جنيه. وأضاف: لقد حصلوا على التاكسي الخاص ماركة بيجو 504 وأعطوني 5 آلاف جنيه، على الرغم من أنني لو قمت ببيعها كان سعرها وصل لأكثر من 60 ألف جنيه على أن يتم تسليمنا سيارة تاكسي صيني ب 89 ألف جنيه، وأن تقوم وزارة المالية بإعطائنا 555 جنيه شهريا تسدد كأقساط مقابل الإعلانات التي تلصق على السيارات، لكننا فوجئنا بعد ذلك فوجئنا بعدم إعطائنا هذا المبلغ الشهري وأمام تجاهل الحكومة قام بعض أصحاب التاكسيات بشراء السيارات كاش. وكان عدد من سائقي التاكسي الأبيض أرسلوا خطابات إلى وزارة المالية وبنكي مصر والإسكندرية قبل أسبوع، يعلنون امتناعهم عن دفع الأقساط الجديدة التي أقرتها وزارة المالية بعد انسحاب شركة الدعاية القديمة، ودخول شركة أخرى تدفع 255 جنيهًا فقط للسائقين المنضمين للمرحلة الأولى من المشروع. وأكدوا أنهم لن يقوموا بدفع أكثر من الأقساط التي تم إعلانها في بداية المشروع، والتي قاموا بتخريد سياراتهم بناء عليها، معلنين أنهم قاموا بدفع الأقساط الجديدة في الأشهر القليلة السابقة بعد أن أخبرتهم وزارة المالية والبنوك المشاركة في المشروع أن هذا الوضع لن يستمر سوى ثلاثة أشهر فقط.