ظننا في وقت من الأوقات أن صبر السنين على البلاء المتمثل في صبرنا على حاكم طاغية مره وآخري على آخر حاول الإصلاح ولكنه افسد كثيرا من حيث أراد الإصلاح وثالث جعل بيئة الفساد هي المسيطرة على كل شئ بل وتآكلت في عهده كل القوى الناعمة لدى المحروسة. ظن هذا الشعب الأبي انه قادر على التغيير وانتفض محاولا كسر هذا الفساد والخروج مستشعرا شمس الحرية , ولكن تعثرت خطواته بين الطامحين والطامعين.هذه هي الذكرى الثالثة لمحاولة التغيير والجميع يحصد الآن نتاج انتفاضته فترى ما هذا الحصاد!؟. إن المنصفين من أبناء هذا الشعب هم الذين يحاولون الوصول إلى الحقيقة لتجنيب المحروسة هذا الاستقطاب وحالة الاحتراب الأهلي بدون أن تكون لديهم مطامع أو مطامح في سلطة أو حتى فى شهرة. فاندفاع الجماهير تحت تأثير الإعلام أو الأزمات الطاحنة المفتعلة منها والحقيقية في اتجاه القهر والاستبداد وصناعة الآلهة أو الطواغيت أو الفراعين ظنا منهم أن الفرعون قادر على فض هذه الأزمات متناسين أن هذا الفرعون القادم لم يقدم مستندات اعتماده بالعمل وليس بالظهور الاعلامى في مسرحيات هزلية كوميدية أحيانا وأخرى رومانسية .نعم إن الشو الاعلامى جعل منه دون جوان حتى أن النساء أصبحت تكتب اسمه على وجوهها وأحيانا على مناطق وأماكن أخرى ..!. يا أهل المحروسة تفكروا بل أعقلوا بعيدا عن قناعات سابقة ولا تجعلوا كرهكم لفصيل أو جماعة ينسيكم صالح امة وبلد هي الباقية حتى بزوال الأفراد . إن خروج الآلاف ذات التوجه المرضى عنه إلى ميادين الحرية ومنع الآخرين بل والتصدي لهم بالقهر والاستبداد وتفعيل يد القتل بلا رحمة أو رويه هو معبر عن حالة الاحتراب والاستقطاب فليس الأمر في قهر أو استئصال جماعة بل هو ترسيخ لصورة المستقبل في أذهان ووجدان شعب يتم تكوينه.إن خلق القناعات لهذه الجموع الغفيرة من أن مصير المعادين لأصحاب المعالي الجدد ( القدامى منهم والمستجدين)هو الذل وقطع الرقاب واتهامهم بأفظع ما يمكن وصف آدمي به من الخيانة والعمالة وخلافه . فليحتفل الجميع بسيناريو جديد قديم والعودة إلى منظومة جديدة تنتهك فيها الحريات بعيدا عن طاولة المفاوضات وحرية الفكر والآراء فهنيئا للجميع, الظالم باعتلائه الرقاب والمظلوم بنيله صك الحرية من ذل الاستعباد ، وليهلل هؤلاء المنتشين بلا سبب فلا أزماتهم قد حلت أو ظهر حتى في الأفق حل أو نالوا حريتهم من عهود الفساد بل عادوا كما كانوا وللخلف در. حصادنا اليوم هو ثمرة تم زرعها فينا .الحساب للمسئول أيا كان دون حصانة ' فالحصافة تقتضى محاسبة الفرعون عن الأزمات والانتهاكات التي تمت في عهده وعن مسئولياته وقتها.بل تقتضى أن يتم محاسبته عن سكوته على قضايا التخابر والتزوير الذي اضر بالأمن القومي شأنه شأن الفاعل الأصلي إن ثبت. صرخة وأنين صادرة من أصحاب العقول التي لم يتم انتهاكها بعد احذروا الحصاد المر ولا تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ولكم في التاريخ مآل وعبرة . مهما طال ظلام العبودية فشمس حريتك يا بلادي في وجداني ساطعة. يوما ما أظنه قريبا ستكتمل انتفاضتك لتصبح ثورة فيشعر اهلك الطيبين بعيد عن الراقصين بحريتهم ويرددوا للأمام سر !!!.