لسنوات طويلة ظلت شخصية شجيع السينما عالقة بالأذهان ، وكنت متأثرا في صغري بقدرة الممثل فريد شوقي على أداء هذا الدور لصالح الغلابة والمقهورين ،وفي نفس الوقت كنت أكره الشخصيات التي كان يقوم بها كل من توفيق الدقن ومحمود المليجي ( رغم عظمة الأداء الفني ) لأنهما ببساطة كانوا شجعان في الشر وبلغة أهل البلد ( بلطجية ) شخصية شجيع السينما اختفت وكادت تنقرض لأن السينما تحولت إلى بلطجة وخناقات بين كل الممثلين من أجل امرأة وليس من أجل قيمة أو مبدأ فارق كبير بين الشجاعة والبلطجة وهو نفس الفارق بين موقف المهندس يحي حسين عبد الهادي الرجل الذي كشف المستور في صفقة عمر افندي ،وبين موقف رئيس حزب الوفد المخلوع الذي بدلا من أن ينسحب بهدوء كما طالبته في مقال سابق نشره موقع المصريون ( من يستطيع عزل الرئيس ) إذا به يعود هائجا مائجا مسلحا بكل ما أوتي من قوة ودعم السلطة حتى تظل الفتنة قائمة ويخلو الجو لمن تريد أن تبيض وتصفر ... الغريب أننا كنا دائما نصفق لفريد شوقي مع كل ضربة أو لكمة أو شلوت يضربه لمناوئيه لكننا اليوم لم نعد نصفق ولا نهتف لشجيع السينما الحالية المهندس يحيى عبد الهادي والأغرب أن التصفيق والهتاف على الأقل الحكومي زاد وارتفع لصالح مجموعة البلطجية على غرار محمود المليجي أو توفيق الدقن ونعمان جمعة ... راجعت الصحف القومية فلم أر أي اشارة أو تصفيق أو عبارة أو جملة عرضية تتحدث عن عظمة موقف المهندس يحيي ورأيت البعض يتناول موقفه وكأنه يحي عياش مهندس الانتفاضة الفلسطينية الذي أرعب الصهاينة في فلسطين والذي تآمر عليه الجميع ونال الشهادة ، لآ أعرف مدى حجم المؤامرة على المهندس يحيي ،ولكنني أشم ( ريحة شياط ) وكنت أتخيل ان عاقلا من كتاب الحكومة ( دلوني عليه فلعل الذاكرة خانتني ) رأى في شهادته وجرأته حدثا مهما أو خبرا يستحق التعليق ، كل ماجاء في تلك الصحف المستأجرة أو المباعة لقطاع ( أهل الثقة ) هو اظهار لموقف الوزير في مواجهة موقف المهندس ... وعلى العكس تماما ابرزت الصحف نفسها ما يحدث في الوفد ورقص بعضها متهللا ونادى البعض بعودة نعمان علانية والبعض رآها فرصة للتخلص من البقية الباقية من أحزاب المعارضة حتى يخلو الجو للبعض كي تبيض وتصفر مرة أخرى بلطجة نعمان وأعوانه لا يدانيها ولا يقاربها سوى بلطجة السلطة وهي بلطجة متعمدة ومتعددة ومتكررة ضد الإخوان المسلمين ، والعجيب أن البعض لا يزال يرى في أفعال الحكومة وبلطجتها دليلا على أنها شجيع السينما والحقيقة أن بلطجة السلطة واصرارها على حرق الأخضر واليابس يأكل من رصيدها وسوف يحيلها هشيما تذروه الرياح في القريب العاجل ان شاء الله رئيس الوفد المخلوع استعمل نفس السلاح الذي تستخدمه السلطة في مواجهة خصومها وكما اطلقت السلطة النيران على المتظاهرين والناخبين فعل نعمان جمعة وأنصاره وتفوقوا على بلطجة السلطة بحرقهم الأوراق والمستندات ... استمعت لأحد شهود العيان عبر اذاعة بي بي سي واستغرب الشاهد صمت رجال الشرطة وعدم تدخلهم لمنع أنصار نعمان رغم المجزرة التي وقعت ، واستدعيت على الفور ما حدث في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وكيف وقفت السلطة تتفرج على تجاوزات أنصار الحزب الحاكم مبررة ذلك بأنها على الحياد...!!! الفارق كبير بين شجيع السيما يحي عبد الهادي الذي يستحق فعلا أن نقف الى جواره وألا نتركه وحده لأنهم لن يتركوه يمر بفعلته التي كشفت عن الكثير من سوءات السلطة ورجالات العصر الجديد والفكر الحديد ( بالحاء ) شجيع السيما على أيام فريد شوقي كان يتعرض للمؤامرات من كل جانب وأتصور ان يحي عبد الهادي شجيع السيما في العصر الراهن سيتعرض لمثل تلك المؤامرات ،ولربما خرج علينا عبد الله كمال أو كرم جبر ليبشرونا بأن يحي عبد الهادي زوج بنت أخو بن عم واحد من الإخوان الذين اعتقلوا في حادث المنشية قبل نصف قرن تقريبا . وربما يكشف لنا وزير الداخلية عن مؤامرة كبرى دبرها المهندس يحي من أجل افشال صفقة عمر افندي وأنه وعبر الاجهزة الامنية البارعة تمكنوا من تفكيك شبكة تابعة ليحي عبد الهادي كانت تخطط للاستيلاء على جميع فروع عمرأفندي لصالح مستثمرين ينتمون للتيار الاسلامي في دول الخليج أو في اوربا . وكما في الافلام القديمة سوف لن يترك محمود المليجي ( السلطة ) فريد شوقي ( يحيي عبد الهادي ) دون تربص ومكيدة وسوف يصاب يحي ببعض الاصابات لكن العبرة بالنهاية ... وعلى الطريقة السينمائية أناشد المهندس يحيي بالصمود والاحتساب والتوكل على الله تحت السطور خسر نعمان جمعة كل شيء ولم يكن ذكيا بالقدر الكافي ليدرك أن دعم بعض رموز السلطة له يعني بداية النهاية فالسلطة في مصر حين تقرر أن تقتل أحدا فإنها تقوم بتقبيله قبلة قويه تحول بينه وبين الهواء الطبيعي والنتيجة ( موت مفاجيء ناجم عن قبلة حكومية بريئة ) [email protected]