يأتى يوم 27 نوفمبر ليوافق الذكرى ال 22 لرحيل الفنان القدير توفيق الدقن الذى توفى عام 1988 بعد مشوار حافل بالعطاء الفنى، وتميز فى أداء أدوار الشر بلمحة كوميدية مميزة. وكان توفيق أمين محمد أحمد الشيخ الدقن قد ولد فى قرية هورين مركز بركة السبع محافظة المنوفية وعاش شبابه فى صعيد مصر حتى أنه اكتشف كممثل فى محافظة المنيا، وحصل على بكالوريوس المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1950، وشارك فى بطولة العديد من الأفلام السينمائية منها «طاقية الإخفاء» و«الشيطان يعظ» و«ابن حميدو» و«سعد اليتيم» و«خرج ولم يعد» و«على باب الوزير»، إضافة إلى العديد من المسرحيات منها «انتهى الدرس يا غبى» و«سكة السلامة». الذى حصل على وسام العلوم فى الفنون من الرئيس جمال عبد الناصر وشهادة الجدارة من الرئيس السادات فى عيد الفن الأول. فى ذكرى رحيله التقت مجلة أكتوبر بالموسيقار ماضى توفيق الدقن للتوقف على تفاصيل أسرية جديدة وأسرار لا يعرفها أحد عن الفنان الكبير الراحل فكان هذا الحوار.. * كم عدد الأبناء وما هو عملهم؟ ** الأبناء هم ماضى وهالة وفخر، وعن نفسى فأنا أعمل فى مجال المحاماة إلى جانب كونى ملحناً قدمت ألحان العديد من الأفلام والمسلسلات الدرامية والإذاعية والأغانى، أما هالة فهى الآن على درجة مدير عام فى الرقابة على المصنفات بالتليفزيون وتصغرنى بسنة، وهناك «فخر» الذى يعمل كمدير مالى فى احدى شركات دول الخليج. * والأحفاد ألا يوجد بينهم من له ميول فنية؟ ** هالة لديها منة الله فى مرحلة الثانوية العامة الآن وأنا لدى مريم 14 سنة، وفخر لديه عمر ومعتز، ولا أعتقد إذا كان أحد الأحفاد لديه ميول فنية لكى يدرس بالمعهد العالى للفنون المسرحية ووالدى رحمة الله عليه كان دائما ما يصر على ضرورة أن يكون هناك عمل إلى جانب الفن لأن الفن وحده لا يكفى لمتطلبات الحياة وكان دايما ما يقول هناك وقت يأتى لتقول للأعمال لا وهذا لن يحدث إلا إذا كان لك مجال آخر وهو نفسه كان موظفًا على درجة فنان قدير بالمسرح القومى وبالتالى لا أعتقد أن أفراد الأسرة لديه ممانعة فى ممارسة أحفاد توفيق الدقن للفن ولكن بعد الحصول على مؤهل يؤهله لممارسة العمل الفنى بالشكل الذى يليق بتاريخ جده * يقال إن الدقن لم يكن له أصدقاء مقربون فى الوسط الفنى؟ ** بالعكس منذ كنت طفلا وأذهب معه إلى مسرح الجيب والمسرح القومى كنت أشاهد كل نجوم مصر بقربه وتربطه بهم علاقة حب متبادل منهم المليجى وشكرى سرحان وسميحة أيوب وعبد المنعم ابراهيم. * هل كانوا يتبادلون الزيارات الأسرية؟ ** والدى كانت له تجاه منزل الأسرة طقوس كان الجميع أصدقاء وزملاء فى العمل على خشبات المسرح وفى لوكيشنات التصوير لكن البيت كان بعيدا تماما عن عالمه فى مجال الفن ولم يكن يزورنا قليلا سوى «المليجى» لأن هناك قصه أسرية خاصة جدا هى التى جعلت هذه العلاقة تصل إلى المنزل. * هل كان الوالد شريرا فى المنزل أو يمارس الشر تجاه الجيران؟ ** كان أكثر الناس هدوءاً داخل المنزل لا نسمع له صوتا ويطلب أشياءه بهدوء وخجول أمام الناس وبيتكسف يسلم عليهم والبعض كان يترجم هذا الكسوف على أنه غرور أو تكبر وعندما كنت أسأله ليه ما سلمتش على فلان زى جيرانا مثلا كان رده يقول «جايز مايكونش عارفنى ده فيه ناس متعرفش ربنا مش توفيق الدقن». كان يهتم بأبنائه وكان يعطينا مساحة للتصرف والثقة بالنفس وكانت لديه مقولة «أنا با اديك خبرتى عايز تاخدها خدها عايز تتقرص اتقرص» وكان بعيد النظر جدا وعندما يقدر موقفًا أو يمنحك النصيحة تكون دائما فى محلها. أبى ليس فنانا سطحيا بنى نفسه ماديا وادبيا وفكريا ولم يضربنى فى حياته وكان عقله هو سلاحه حتى فى تقديمه لأدوار الشر كان يقول وجدت من يقدمون أدوار الشر كثيرين وملامحهم غليظة وأصواتهم بشكل معين وبدأ يقول أنا بدأت فى تقديم الشر الذكى ولا أتوقف على الملامح. * كانت هناك منافسات شرسة على أدوار الشر.. ما موقف توفيق الدقن منها؟ ** كان العديد يقدمون أدوار الشر بل كانوا يطلقون على أنفسهم ألقاب مثل امبراطور الشر أو شرير مصر الأول وعندما تتم المقارنة حتى الآن يظل ما قدمه أبى فى السينما صعب الوصول إليه وكل من قدموا أدوار الشر فى تاريخ الفن المصرى ليس لديهم هذا التاريخ الذى قدمه أبى فتوفيق الدقن فى المسرح القومى أو فى الإذاعة أو الدراما له لون يصعب تقليده والفيصل نوعية الأدوار وأسماء المخرجين والكتاب والنجوم الذين عملوا معهم. الكثيرون يقولون نحن من مدرسة فلان الفنيه ولكن حتى الان لم يظهر الشرير الذى يصل الى مدرسة ابى او يقلدها لان ملمحها سهل ممتنع واضح يصعب على الاخرين تقديمه فى الوقت الذى يسهل عليه تقديم كافة الشخصيات * ماهى حكاية محمود المليجى السرية التى جعلته قريبا من الأسرة؟ ** الصلة الفنية بين أبى والمليجى بدأت فى فيلم «أموال اليتامى» عندما كان يجسد شخصية شقيق فاتن حمامة وكانت هناك حالة توتر أصابت والدى لأنها المرة الأولى التى يقف فيها أمام المليجى ووقتها طلب المليجى استراحة للغداء وجلس مع أبى حيث بدأت علاقتهما تتوطد وهنا أفصح والدى عن سبب توتره وهو أن والدتى التى ساعدته لدراسة التمثيل دون علم أبى كانت تتمنى أن يكون مثل المليجى وكانت دائما ماتقول له نفسى أشوفك زى المليجى فكان هذا هو السبب الرئيسى وراء ارتباك والدى وعندما حكى ذلك للمليجى أصبح أقرب أصدقاء والدى إلى الأسرة. * ماهى حكاية شهادة ميلاد توفيق الدقن؟ ** كان لوالدى أخ اسمه توفيق أكبر منه ب 3 سنين وتوفى غير أن جدى رفض أن يستخرج له شهادة ميلاد فعاش أبى بشهادة ميلاد أخيه ومشيت كده وكان بيقول معرفش الأمور مشيت كده فى التعليم لكن أبى كان دائما يقول أنا عايش بدل فاقد. وبدأ يشعر بمرارة هذه الجملة عندما اقترب من سن المعاش وحتى أحيل على المعاش من المسرح القومى وكتبت فى الصحف بشكل استفزه كثيرا فبدأ يكرر جملة «أنا فيه 3 سنين ضايعين منى محسوبين على فى الحياة وأنا ماشفتهمشى» ولأن الخبر كان جديدا على مجتمعنا فكرة أن يحال الفنان على المعاش خاصة أن الكثيرين لم يعرفوا أن والدى كان موظفا على درجة فنان قدير فى المسرح القومى وانعكس ذلك عليه ?سلبا.