لم ينقض عام 2013 إلا وحقق اللاعب الموهوب محمد أبو تريكة جائزة أحسن لاعب على مستوى القارة الأفريقية، وكأن السماء ترد على كل من نال من تريكة بالقول أو السب فهى العدالة الإلهية التي لا تظلم أو تضيع أجر من يحسنون أعمالهم. فقد شن الإعلام المصرى الحروب المغرضة على النجم المحبوب وكأنه لا كرامة لنبي في قومه ولا أدري ما الذي يجعلهم يتنكرون له الآن بعد أن ظلوا يصفقون ويهللون له طيلة السنوات الماضية. ربما تغير تريكة وربما هم الذين تغيروا نتيجة للظروف والمتغيرات الجديدة التي تمر بها البلاد ولكن من حقنا أن نسألهم أليس هذا هو أبو تريكة أم أنه شبيهه؟!!!. فما زال أميرًا للقلوب يتربع على عرش الكرة المصرية وها هو يختم حياته الكروية بعد سلسلة من الاتهامات وهو على رأس قائمة اللاعبين على المستوى الأفريقي فماذا تنتظرون منه؟. فقد صدق مع الله عز وجل فصدق معه، وكلل جهوده بالنجاح والتميز وعندما سافر إلى بطولة كأس العالم للأندية بالمغرب استقبلته الجماهير بكل الحفاوة والتقدير وطالبته كثيرًا وبإلحاح بعدم الاعتزال وتكملة المشوار وعدم حرمانهم من رؤية فنه، ولكن البطل لم يستجب، لأنه هو الذي يستطيع وحده أن يحدد متى يتوقف ومتى يستمر فربما الهجوم المغرض الذي تعرض له كسر الدافع بداخله وجعله يتساءل بينه وبين نفسه، كيف أنتج في هذه الأجواء والحياة ملبدة بالغيوم فالموهوب يتحقق له الإبداع عندما يوفر له أسبابه. وهذا اللاعب الحساس كيف له أن يعطي ويقدم في ظل هذا السباب والتخوين والاتهام بالإرهاب والعمالة لذلك قرر الحفاظ على تاريخه بعيدًا عن هذا المناخ غير الصحي وغير المنصف. فقد أعطتك الجماهير الكثير أيها النجم ولكن نال منك البعض لأنهم جاهلون لا يرون أمام أعينهم فاعذرهم، وبالتأكيد شعرت بالفرحة لاستقبال المغاربة لك وعلمت بتثبيت الله لك وبأنك ما أخطأت في حق أحد، لذلك لم يخذلك الله سبحانه وتعالي في آخر مبارياتك في المغرب ضد جوانزو الصيني، وجعل بداية الانهيار في الفريق المصري هي لحظة خروجك من الملعب فأي تكريم وأي تقدير وأي إبهار فإنها "لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور". فيا أمير القلوب ضربت أروع الأمثلة في الكفاح والنجاح فليس عيب أن تكون من أسرة دقيقة الحال فجميع العظماء كذلك. ويكفيك فخرًا أنك رجل عصامي صنعت تاريخك بنفسك حتى الرقم الذي ارتديته جعلت له الكثير من المعاني ومن يرتديه من بعدك يستحق التقدير لأنه يحمل إمضاء العظيم "تريكة" سلالة شجرة الموهوبين الكرويين في مصر. فلا تحزن فنحن جميعًا نتمنى أن يقتدي بك الأبناء وسوف ترد الأيام على كل من أساء إليك ونال من شخصك الكريم العزيز وأوجه رسالة لمن يتهمونك بأنك صاحب وجوه كثيرة، فأقول لهم ألا تنظرون إلى صاحب هذا الوجه الطاهر الوضاء والابتسامة البريئة فهل هذا هو ما تقصدونه؟!. إنني أجدكم تحقدون على هذه الشخصية النبيلة فهذه هى ضريبة النجاح والتفوق وللأسف الشديد ففي مصر الغالية النقد كثير وغير موضوعي فإما أن نصفق ونهلل ونزمر إلى أعلى الدرجات ونصل بصاحبنا إلى عنان السماء شريطة أن يتفق معنا في الرأي وإن اختلفنا فليس هناك من حرج أن يداس بالأقدام فأين الاتزان؟!!. أبو تريكة من تعبت الأكتاف من حمله وكم هتفت الحناجر بذكر اسمه ودقت الكثير من القلوب لرؤيته. الآن ويا للعجب متهم بالإرهاب وبأنه يتلقي التعليمات من الإرهاب!.
أعزك الله يا تريكة وحفظك وكم أتمنى من الله عز وجل أن يكافئني ويجعل ابني مثلك في كل شىء حتى في إرهابك يا أرق القلوب ويا صاحب الوطنية ويا مصري حتى النخاع وهذه الوطنية كم رأيناها في دفاعك عن اسم بلدك من خلال البذل لآخر قطرة عرق في مبارياتك فلن نزايد عليك ولن يزايد عليك أحد حفظك الله ورعاك ونتمنى لك من قلوبنا مزيدًا من النجاح والإبداع في دنياك الجديدة الله معك.