علمت "المصريون"، أن البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية المتواجد حاليًا بالولايات المتحدة يدرس قطع رحلته العلاجية، والعودة إلى القاهرة في غضون الأيام القليلة المقبلة، بعد استشارة الفريق الطبي المعالج له في مستشفى "كليفلاند" بولاية أوهايو حيث يعالج. وكشف مصدر كنسي يرافق البابا، أن شنودة طلب من الأطباء المعالجين السماح له بالعودة إلى القاهرة وقطع برنامجه العلاجي الذي كان مقررًا أن يستمر ثلاثة أسابيع لمتابعة حادث الهجوم على قطاتر سمالوط الذي أودى بحياة قبطي وإصابة خمسة آخرين، لكن الأطباء طالبوه بإجراء بعض الفحوصات الضرورية أولاً قبيل السماح له بالعودة للقاهرة. وأضاف المصدر – الذي طلب عدم ذكر اسمه – أن البابا أجري اتصالاً هاتفيًا من ولاية أوهايو حيث يعالج بمسئول بارز في الحزب "الوطني" عبر له عن استيائه الشديد من الحادث الذي ارتكبه مندوب شرطة، على الرغم من تأكيد هذا المسئول له بأن الحادث ليس "طائفيًا". كما يقوم بإجراء اتصالات هاتفية مع الأنبا مكاريوس أسقف المنيا لمتابعة تحقيقات النيابة حول الحادث. يأتي هذا فيما ينتظر أن يقوم عشرات الشباب القبطي بتنظيم مظاهرة حاشدة بالكاتدرائية المرقسية بمجرد عودة البابا شنودة للتنديد بحادث الهجوم على المسيحيين في قطار سمالوط كما اعتادوا في حوادث مشابهة. كانت مدينة سمالوط شهدت مساء الثلاثاء قيام مندوب شرطة يدعى عامر عاشور بمركز بنى مزار (30 سنة)، بالصعود إلى القطار رقم 979 أثناء توقفه عند محطة السكة الحديد بسمالوط، حيث قام بإطلاق أعيرة نارية، الأمر الذى أدى إلى مصرع فتحى مسعد حبيب (71 سنة) من الزيتون القاهرة، وإصابة خمسة آخرين. وتم تشييع جنازة الضحية أمس من كنيسة مار يوحنا بالزيتون وسط إجراءات أمنية مشددة بمشاركة عشرات المسلمين والأقباط. وأناب البابا شنودة الثالث ثلاثة أساقفة لحضور الجنازة، وهم: الأنبا موسى أسقف الشباب والأنبا دانيال أسقف المعادى والانيا صليب أسقف ميت غمر، بالإضافة إلى القمص سرجيوس سرجيوس وكيل البطريركية المرقسية وعشرات الكهنة من القاهرة وكهنة كنيسة القديس يوحنا. وأناب الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية والنائب عن دائرة الزيتون مدير مكتبه اللواء محمد ابو طالب لتقديم واجب العزاء لأسرة القتيل. وترأس الأنبا موسي إجرءات مراسم التشييع، وقال في كلمة له "نحن لا نجنز الشهداء بل نزفهم للسماء، لأنهم يكونوا السحابة التى تنظر لنا من فوق التي تعتبر رمز للنقاء والعطاء والبركة". وتم دفن المجني عليه بمدافن الأقباط بالجبل الأحمر بمنطقة عين شمس, بمشاركة المئات من أبناء الكنيسة والمنطقة. وقال الحاج محمد أحد جيران القتيل الذي حرص علي حضور الجنازة، "الإسلام يرفض القتل و الجميع متعاطفون مع أسرة الفقيد، ولابد من القصاص من الجاني بعد التعرف علي سبب قيامه بتلك الجريمة", وأشارت السيدة "أم أحمد" إلى أن المجني عليه كان يحب المسلمين والأقباط ولم يبدر منه ما يسئ للمسلمين، مشرة إلى مشاركة العشرات من جيرانه في تشييعه، وقالت إن الحادث "آلمنا جميعًا مسلمين وأقباط". يذكر أن تحريات النيابة أكدت أن مندوب الشرطة المتهم كان يعمل بمديرية أمن البحر الأحمر وتسبب فى مصرع أحد زملائه أثناء عبثه بسلاح ميري، مما جعله يصاب بصدمة عصبية بسبب مقتل زميله أمام عينيه دون أن يدري، كما أنه ممنوع من حمل السلا . وقال الشاهد الرئيسى فى التحقيقات إنه فوجئ بالمتهم يطلق النار بعشوائية على الضحايا، دون أن يتحدث، وأشار إلى أنه سيطر عليه بعد دقيقة واحدة من بداية إطلاق الرصاص وأمسك بالسلاح والجاكيت وأن المتهم تمكن من الهرب إلا أن راكبًا فى المقعد رقم 1 بالعربة رقم 9 ويدعى محمود عبدالباسط حميد سيطر على المتهم وأمسك بسلاحه الميرى وحاول الإمساك بالمتهم الذى أفلت منه وترك له جاكيت جلد وبتفتيشه تم العثور على البطاقة الشخصية وكارنيه الشرطة الخاص بالمتهم، وهو الذى جعل أجهزة الأمن تتوصل إليه بعد 25 دقيقة من ارتكاب الواقعة. وقال المتهم فى التحقيقات ومحضر الشرطة إنه لا يعرف سببا لارتكاب جريمته، وإنه كان يشعر بضيق شديد، وهو ما دعاه إلى التوجه إلى المحطة وارتكاب الجريمة وسألته النيابة: هل تعرف أيًا من المجني عليهم؟ فقال لا، وعاودت النيابة سؤاله: إذن لماذا أطلقت الرصاص من سلاحك الميرى على القتيل والمصابين دون باقى ركاب العربة فقال المتهم: "أنا ياباشا دخلت وفتحت الباب بسرعة على ناس كانت فى وشى وما أعرفهمش مين وفيه واحد مسك مني السلاح وما أعرفهوش مين، وأنا هربت وسبت الطبنجة والجاكيت وجريت".