علمت المصريون أن هناك خلافات عديدة طرأت مؤخرا بين د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء و جمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطنى بسبب ما يعتبره الأخير برودا وتقاعسا من جانب رئيس الوزراء في الاستجابة لتعليماته ومحاولاته تهميش نفوذ رجاله داخل مجلس الوزراء وعلى رأسهم رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة ومحمود محي الدين وزير الاستثمار ومحمد منصور وزير النقل وغيرهم. أوضحت المصادر أن مبارك الابن مستاء كذلك من الأسلوب الذي يتعامل به نظيف معه منذ إتمام الأخير زيارته لواشنطن في العام الماضي بديلا عن الرئيس مبارك ونجاحه في اكتساب ثقة القيادة السياسية. اشارت المصادر إلى أن مبارك الابن كان قد بذل جهودا في العام الماضي للإطاحة بنظيف إلا أن جهوده لم تفلح في إقناع القيادة السياسية في إقالة نظيف وتعيين رئيس وزراء بديلا له . ورجحت المصادر أن تواجه حكومة نظيف أزمة شديدة في المرحلة القادمة وحملة من الانتقادات اللاذعة خصوصا في مجلس الشعب عند مناقشة الموازنة المالية للعام القادم وستكون تكرارا للاتهامات التي سبق أن وجهها النواب لبيان الحكومة واتهامها بالعجز عن حل مشاكل المواطنين حيث وجه العديد من نواب الحزب الحاكم انتقادات لاذعة وغير متوقعة إلى أداء حكومة الدكتور نظيف وهو ما أرجعته المصادر إلى ضوء أخضر أعطي للنواب من قبل مواليين لمبارك الابن. ودللت المصادر علي ذلك بالحملة التي بدأتها جريدة روز اليوسف ضد حكومة نظيف متهمة إياها بالعجز عن تنفيذ برنامج الرئيس مبارك الانتخابي وتوالي الانتقادات لها في جريدة يعرف الكثيرون أنها ناطقة بلسان لجنة السياسيات. ولم تستبعد المصادر أن يؤدي غضب مبارك الابن على نظيف إلى تقصير عمر وزارته ورشحت المصادر المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة لخلافة نظيف في المرحلة القادمة إذا لم يؤيد نظيف مساعي جمال مبارك وينتهج سياسات تؤمن له خلافة مريحة لأبيه خصوصا أن رشيد يؤيد بشدة أفكار جمال مبارك وينظر إلى التوريث على أنه إنقاذ للبلاد من فوضي وفراغ. من جهته أوضح د. عبد الله الاشعل الدبلوماسي والمحلل السياسي أن الساحة المصرية تهيئ لتغيرات في السلطة في مصر بنهاية العام الحالي أو بداية العام القادم على الأكثر وأن طبيعة التغيرات قد حسمت بالفعل في مؤسسة الحكم وأنه بقيت خطوات معدودة للتنفيذ. وشدد الاشعل على أن ملف التوريث سيكون حاسما في تحديد مكان وجود شخصيات عديدة في رأس الهرم السياسي قريبا مستعبدا أن يكون لنظيف أي دور في الفترة المقبلة ورجح أن يطيح مبارك الابن بنظيف والإتيان برئيس وزراء موال له مائه في المائه ولن يجد أفضل من رشيد محمد رشيد الذي يتبنى سياسيات الخصخصة والتوريث على حد سواء .