أشرقت الشمس على سماء ملبدة بالغيوم ولن تظهر إلا لمن يطير فوق السحاب ، ولكن رجل بسيط من أهل المحروسة كان جالسا في حقله ووسط أبنائه أمام ركية من النار تعلوها رائحة القهوة .كان يدرك أن الشمس مهما حجبتها الغيوم فهي موجودة وتقوم بدورها .استرسل هذا الرجل بحديثه إلى أبنائه وأحفاده متذكرا أعوام مضت على المحروسة وهى تحت غيوم السماء التي تعلوها شمس الحرية وتناول في حديثه أسباب ظهور البلطجية وأشباه الرجال لصناعة فرعون ، ومدى الاستخفاف الذي أورده هذا الهالك وأعوانه من الزبانية حتى عاشت المحروسة في انقسام دام سنوات وسنوات حتى هلك الفرعون .فسأله احد أبنائه عن مبرراته لهذا الوصف خاصة وأنهم في عام 2044ومقبلون على تجربة واعدة لإعلاء راية الحق ،فقال إن المحروسة مرت بنفس التجربة قبل ثلاثة عقود ولم تنجح في إعلاء راية الحق وذلك لأسباب تآمرية وأخرى تخص جانب الحق مفادها أن الحق لم يظهر ليزهق الباطل. فما كان من الباطل إلا أن تسيد وظهر وظل جاسما على صدر المحروسة طيلة هذه العقود. وانتظرت المحروسة حتى أنتجت جهود ونضال و إعلاء قيمة التربية والتوحيد بين أهل المحروسة الطيبين جيلا نبذ الحقد والكراهية واعتلى المثل والقيم فتمايزوا تحت راية التوحيد فكتب لهم التمكين. هل ننتظر كل تلك العقود حتى نعلى الحق فيما بيننا . النصر آت لا محالة ولا يمكن لشق الصف أن يؤدى إلى نتائج مرضية للمحروسة ،فالاتهامات بين هذا وذاك بلا وعى أو منطق لن يؤدى إلا إلى الانقسام والانشقاق . ماذا عن انتفاضة يناير كانت الأمل في أن تتحول إلى ثورة ؟. ماذا عن صناعة التاريخ في حراك لم تشهد مثله المحروسة في يونيو لتصحيح المسار؟. هل رضينا برفع شعارات الظلم للترويج لهؤلاء المنتفعين الذين استغلوا قيامنا في محاولة لاستكمال ثورة حقيقية لتنجز أهدافها .الم يظهر للقاصي والداني مدى النفعية البغيضة لهؤلاء النخبة ومحاولة إعلاء انتماءاتهم الأيدلوجية على مصلحة العوام والبسطاء في يوليو الحزين.هل نسينا قول النخبة عن جماعة ما بل ومدحهم طيلة خمس عقود لجهودها في خدمة أبناء المحروسة ووقوفها في وجه الظلم ونبذها للعنف . بل واعترافها بأخطاء سابقة لتلك العقود الخمس مع تقديم الاعتذار عن هذا التسرع من جناح تم فكه بل ونبذه من قبل الجماعة.نفس النخبة المادحة هي ذاتها الهاجية ولكن هذه المرة بلا سند أو دليل بل هو محض افتئات . الأفكار التي تنفع الناس لن تموت ولكنها تنبت حيث الأرض الصالحة للإنبات .لا خير فى استفتاء بني على الدم لإقرار وثيقة لن تسمن ولا تغنى من جوع .الأوراق لا تبنى الأمم بل تبنى الامم بالرجال الذين يؤمنون بوحدة الصف تحت راية ومنهج يتفق ومراد الله منهم.تزوير الإرادة لدى البسطاء اقوي من تزوير الصناديق فما يحدث لن يغفره التاريخ خاصة هؤلاء الذين يبثون البغض والكراهية بين أهل المحروسة .البقرى والعكاشى والشاهينى والصفيحى والصهيلى ومن على شاكلتهم هم نماذج بث البغضاء وتشكيل معسكر الكراهية والانشقاق .احذروا وحاسبوا أنفسكم حتى لا ندرك ذاك الفلاح الذي علم ان شمس الحرية موجودة ولكننا مطالبون بإزاحة تلك الغيوم لتظلنا جميعا ، ولن يكون ذلك إلا بإزاحة الباطل وإعلاء راية التوحيد فبلادي تنادى دائما إسلامية انأ يا أولادي منذ النشأة وحتى الممات واردد أنا دائما هذا دمى لك فداء.