خلصت لجنة في الكونجرس الأمريكي إلى أن الهجوم الذي استهدف مقر القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي شرقي ليبيا في الحادي عشر من سبتمبر عام 2012 وأسفر عن مقتل السفير الأمريكي لدي ليبيا كريس ستيفينز كان من الممكن تجنبه. واعتبرت اللجنة التى ضمت أعضاء من حزبي الكونجرس حسبما أفاد تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) الليلة، بأن السبب في الخسائر التى نجمت عن الهجوم كان تقصيرا أمنيا، كما أكد التقرير أن الخارجية الأمريكية فشلت في التعامل مع التحذيرات الأمنية التى وصلتها. وقام أعضاء اللجنة بمقابلة عدد من الشهود والمسؤولين حتى يتمكن من إعداد التقرير الذي صدر اليوم الأربعاء والذى يحتوي على 85 صفحة. وكان السفير الأمريكي لدى ليبيا كريس ستيفينز قد قتل عندما تمكن مسلحون من اقتحام مقر القنصلية وإشعال النار فيها وهو ما عرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما لانتقادات قاسية من الجمهوريين. واتهم الجمهوريون أوباما بالفشل في التعامل مع الهجوم كما اتهموه أيضا بأنه اعتبر الهجوم على القنصلية ناتج عن مظاهرات غاضبة وليس مدبرا من قبل تنظيم إرهابي. من جهته، قال السيناتور ساكسبي شامبليس عضو اللجنة "رغم الوضع الأمني المتدهور في بنغازي ورغم التحذيرات الأمنية التى وردت الى الإدارة الأمريكية لم يتم التعامل مع كل ذلك بشكل ملائم لمنع الهجوم". وكانت واشنطن قد أعلنت في البداية أن الهجوم نجم عن مظاهرات حاشدة في المدينة خرجت للاحتجاج على فيلم مسىء للإسلام تم إنتاجه في الولاياتالمتحدة وانتهى باقتحام القنصلية لكنها عادت وأعلنت في وقت لاحق أن التحقيقات كشفت أن الهجوم كان منظما ومعدا له من قبل ميليشيات ليبية. واتهم الجمهوريون تنظيم القاعدة بتدبير الهجوم بالتزامن مع الذكرى الحادية عشرة لهجمات سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة، لكن تحقيقا مطولا أجرته جريدة نيويورك تايمز الأمريكية خلص قبل عدة أسابيع إلى أنه "لا علاقة لتنظيم القاعدة أو أي تنظيم دولي أخر بالهجوم". وكان تحقيق عاجل أجرته الخارجية الأمريكية قد توصل بعد شهرين من الهجوم إلى أن الإجراءات الأمنية في القنصلية لم تكن كافية لكنه أكد أيضا عدم وجود أي تنبيهات أو تحذيرات من الأجهزة الاستخباراتية.