خلص تحقيق صحفي أجرته جريدة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أن تنظيم القاعدة لم يكن ضالعا في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي شرق ليبيا في 11 سبتمبر /أيلول عام 2012. وكان السفير الأمريكي لدى ليبيا كريس ستيفينز قد قتل عندما تمكن مسلحون من اقتحام مقر القنصلية وإشعال النار فيها وهو ما عرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما لانتقادات قاسية من الجمهوريين. واتهم الجمهوريون أوباما بالفشل في التعامل مع الهجوم كما اتهموه أيضا بأنه اعتبر الهجوم على القنصلية ناتج عن مظاهرات غاضبة وليس مدبرا من قبل تنظيم إرهابي. وبنت الجريدة تحقيقها على مقابلات أستمرت عدة أشهر وتمت داخل ليبيا مع كثير من السكان والشهود الذين يعرفون الكثير من التفاصيل عن الموضوع إضافة لبعض المقابلات مع مسؤولين أمريكيين. وكانت واشنطن قد أعلنت في البداية أن الهجوم نجم عن تظاهرات حاشدة في المدينة ضد فيلم مسىء للإسلام تم إنتاجه في الولاياتالمتحدة وانتهى باقتحام القنصلية لكنها عادت وأعلنت في وقت لاحق أن التحقيقات كشفت أن الهجوم كان منظما ومعدا له من قبل ميليشيات ليبية. واتهم الجمهوريون تنظيم القاعدة بتدبير الهجوم بالتزامن مع الذكرى الحادية عشرة لهجوم برجي التجارة عام 2001 في نيويورك. وتقول الجريدة إن الهجوم لم يكن مخططا بدقة ولم يكن أيضا عفويا بشكل كامل لكنها تؤكد أن الفيلم المسيء ساهم في صب الزيت على النار وإشعال غضب الليبيين. وقالت الجريدة إن "التحقيق أظهر أنه لا علاقة لتنظيم القاعدة أو أي تنظيم دولي أخر بالهجوم". وأوضح التقرير أيضا أن أصابع الاتهام تتجه إلى ميليشيات محلية في ليبيا استفادت من الدعم الغربي لفصائل المعارضة التى خاضت قتالا ضد نظام القذافي. وكان تحقيق عاجل أجرته الخارجية الأمريكية قد توصل بعد شهرين من الهجوم إلى أن الإجراءات الأمنية في القنصلية لم تكن كافية لكنه أكد أيضا عدم وجود أي تنبيهات أو تحذيرات من الأجهزة الاستخباراتية.