العواجيز «أمثالي» يذكرون أيام الاتحاد القومي، ووريثه الاتحاد الاشتراكي في الستينيات - وما أدراك ما الستينيات - عندما كان مقررو لجان المناطق يعطلون العمل بالمصانع الحكومية، والمدارس الإعدادية والثانوية ويجهزون الحافلات لتحمل العمال والطلاب ليصطفوا في استقبال الزائر الكبير.. أو ضيف مصر العظيم.. الذي يرحب به «الزعيم الخالد» ليصفقوا عند مروره، ثم يأخذوا بقية اليوم أجازة - إذا بقي في اليوم بقية - ، ولمزيد من الإغراء كان يتم تزويد العمال والطلاب بوجبة طعام وأحياناً مبلغ بسيط وزجاجة لبن من شركة مصر للألبان!.. وملعون أبو التعليم على أبو الإنتاج!! .. لم يختلف الأمر كثيراً مع «الرئيس المؤمن» الذي ورث «الزعيم الخالد»، فكان العمال والطلاب يتراصون على جانبي طريق صلاح سالم هاتفين.. مهللين.. مرحبين ب «فاليري جيسكار ديستان.. والست بتاعته كمان»، و«نيكسون بابا بتاع الووتر جيت».. وغيرهم من الزعماء والرؤساء، وأيضاً يتعطل الطلاب عن دراستهم، والعمال عن مصانعهم، المهم ان يشهد الضيف العظيم حجم الترحيب «الشعبي» الكبير، .. وكأن سفارات الدول العظمى ليس بها مندوبون لأجهزة مخابراتها تعلم تماما ان افراد الشعب المصطف للترحيب بزعيمهم الكبير هي «جماهير مضروبة» اتت بتعليمات الامن «خوفا»، وبإغراء «العطلة» المدفوعة الاجر والوجبة المجانية.. «طمعا»! .. والحقيقة ان عصر صاحب «الضربة الجوية الاولى» كان يخلو من هذه الظاهرة «المقيتة»، ليس «ترفعا» من «الاجهزة» المحيطة بالرجل،.. ولا رفضا من العمال والطلاب، ولا وعيا وحياء من احد، وانما لأسباب «امنية» بحتة، حيث تم التركيز على آلاف الجنود «الغلابة» التابعين للأمن المركزي ليقفوا تحت الشمس الحارقة لساعات طويلة وجوههم للبيوت وظهورهم للشارع الذي سيمر منه الرجل وضيوفه العظام، بعد ان احتل «اشاوس» الحراسات الخاصة والرئاسة اسطح المنازل والكباري لمزيد من التأمين. .. اما عصر ما بعد الثورات الحديثة، 25 يناير، 30 يونيو، فشهد ظاهرة اكثر «حقارة» حيث تفتق ذهن منافق - عتيد في النفاق -.. وحقير منعدم الانسانية عن «فكرة» اكثر «وطاوة» من كل ما سبق.. اذ استغل اطفالاً ايتاماً، نزلاء في ملجأ، فألبسهم ما «خف» من الثياب وجعلهم يرفعون صور «الزعيم القادم» دون مراعاة لطفولتهم، ولا آدميتهم، ولا أي حق من حقوق الطفولة. لم يختلف صاحب الفكر «الواطي» هذا عن زميله «الإسلامجي» الذي سبقه بشهور في استخدام أطفال أيتام من الملجأ أيضاً ليحمَّلهم أكفانهم في عرض سياسي لا يقل حقارة عن عرض «الواطي». .. متى تتطهر مصر من أمثال هؤلاء المنافقين، الذين أثبتت الواقعتان أنه لا خلاف في «حقارة» أفكارهم سواء دفعوا الاطفال الايتام لرفع صور «الزعيم»، أو أجبروهم على حمل الأكفان؟.. تتغير الوجوه وتتبدل الانتماءات.. حقاً إلا الحقارة أعيت من يداويها!! وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66