أرسل المجلس القومي لحقوق الإنسان، وفدًا من أعضائه إلى الإسكندرية أمس لتقصي الحقائق في حادث تفجير كنيسة القديسين عقب قداس عيد الميلاد في وقت متأخر من ليل الجمعة ما أدى إلى مقتل 21 شخصا وإصابة أكثر من 90 آخرين. ويقوم الوفد بزيارة للكنيسة التي تعرضت للهجوم من أجل تقديم واجب العزاء للضحايا وذويهم، وأيضا زيارة المستشفى التي يتواجد بها جرحى الحادث للاطمئنان على حالتهم الصحية. ويضم الفريق خمسة من أعضاء المجلس وهم: المستشار عادل عبد الباقي رئيس وحدة المواطنة والدكتور نبيل حلمي والدكتورة جورجيت قبليني ومنير فخري وابتسام حبيب أعضاء المجلس، وينتظر أن يقوموا بإعداد تقرير حول الواقعة لعرضه على المجلس في اجتماعه المقبل. وقبيل الاجتماع عقدت لجنة المواطنة اجتماعا حضره نائب الرئيس المستشار مقبل شاكر والأمين العام السفير محمود كارم، ومحمد فائق عضو المجلس، فيما لم يتمكن الدكتور بطرس غالي رئيس المجلس من الحضور بسبب حالته الصحية، لكنه حرص على الحضور للمجلس والاجتماع مع نائب الرئيس والأمين العام. وأبدى المجلس في بيان استنكاره لهذا العمل الذي وصفة ب "الإرهابي البشع"، وأكد أن اليد الآثمة التي قامت بهذا العمل الإجرامي لا يمكن إلا أن تكون يدًا معادية للوطن وللمواطنة وتسعى للشقاق والفتنة بين أبناء الأمة مسلمين وأقباطًا الذين عاشوا إخوانًا متحابين على مدى العصور والزمن. وقال إنه "لا يمكن أن يصدر هذا العمل الآثم الذي راح ضحيته أقباطًا ومسلمين إلا من متطرف جاهل أو من عميل لجهة أجنبية تدمر الشر والحقد والكراهية لمصرنا العزيزة". وأهاب المجلس القومي بأبناء مصر مسلمين وأقباطًا ألا يجعلوا من مثل هذه الأفعال الإجرامية سبًبا للفرقة، وقال إن ما وصفها ب "القلة الخائنة الجاهلة الآثمة التي تقدم على هذا الإجرام سوف تقوم جهات الأمن يقينًا بالكشف عنها وتقدمها على وجه السرعة إلى جهات العدالة". ودعا المجتمع للعمل على "إحباط الأثر الخبيث الذي تهدف إليه هذه القلة الخائنة، وذلك بضبط النفس، والإصرار على إعمال مبادئ المواطنة والمساواة والإخاء بين أبناء الأمة جميعًا، مع إنزال حكم القانون الرادع والحاسم على كل من قام بهذا العمل الخائن". من جانبه، قال السفير محمود كارم الأمين العام للمجلس، إن هذا البيان يعكس رؤية أعضاء المجلس جميعا لتلك الواقعة، ويؤكد على ضرورة لم الشمل بين نسيج الأمة وإدانة تلك الحادثة التي تهدف إلى الوقيعة بين أبناء الشعب المصري. وقال كارم إن المجلس أوفد بعثة تقصى الحقائق لعدد من أعضاء المجلس، بالإضافة إلى بعثة أخرى فنية لمكتب الشكاوى بالمجلس، وذلك لجمع معلومات وتقديم تقرير عنها للمجلس. وأضاف إن المجلس القومي لحقوق الإنسان منذ علمه بالواقعة المؤسفة، قام بعقد لقاءات مع وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية لتوضيح الرؤية والتأكيد على قوة وتماسك نسيج المجتمع المصري.