منذ مجزرة الحرس الجمهوري والسلطة العسكرية والأمنية الجديدة اتخذت منهجا جديدا مع المعارضين كان عنوانه "لا حرمة للدم المصري" إذا كان مناهضاً للانقلاب ولا حرمة للصلاة ولا للمساجد إذا كانت داعمة للسلطة الشرعية المتمثلة فى حكم الرئيس مرسي، ولم تكن مذبحة المنصة أيضا إلا لتأكيد ما هو مصير أولئك المعتصمين فى ميدان النهضة وميدان رابعة العدوية، ومن المؤكد أنهم أرسلوا لقادة الاعتصام رسالة مفادها أنه سيتم ذبحهم ، والتي لم يدرك المشاركون فى هذه المجزرة حجمها إلا بعد أن شاهدوا الجزيرة خلال الأيام التالية بعد إعطائهم أدوية لتنفيذ هذه المهمة، إلا أن الهدف الأكبر لهذه العمليات هو زرع الخوف وتحويل مصر إلي جمهورية الخوف من السلطة والخوف من المستقبل بعيدا عنها أكثر من أي وقت مضي، واستمرت مهمة بعد مجزرتي رابعة والنهضة إلي ميدان رمسيس فى الجمعة التى أعقبت المجزرة ،وأعقبها أيضا مذابح جديدة فى ذكري 6 أكتوبر،الجميع يعلم أنها لم يكن لها تأثير علي مئات الآلاف التى استمرت صامدة حتي الآن ورغم صدور القوانين والقرارات التى تدعم السلطة ومنها حظر التجول وإعلان الطوارئ ثم قانون التظاهر وأخيرا قانون الإرهاب وقرارات وزراة الداخلية بأنه سيتم السجن 5 سنوات للمتظاهر والإعدام لقائد التظاهرة إلا أن تعليق بعض الفتيات المشاركات فى هذه المظاهرات علي هذه القرارات هو أنهن خرجن وشاركن فى المظاهرة حتى يتم إعدامهن وليس للسجن 5 سنوات الأخبار الرئيسة المتكررة فى الإعلام الرسمي والخاص الذي تسيطر عليه الدولة يتحدث فى إطار القبض على – الحكم بالسجن – مقتل – التعرف علي هوية منفذ ، إياك أن تكون إخوانياً ، إياك أن تعارض لأنك ستصبح إخوانياً ، كل هذه المرادفات التى تضعك فى صورة الإرهابي، والحوارات تتركز على نشر الخوف والفزع فى قلوب المصريين، ولكن علي الرغم من نجاح ذلك فى عهد عبد الناصر فى الستينات إلا أنه هناك شك شديد لدي كثير من المراقبين في نجاح تلك الأعمال فى زرع الخوف توسع النظام حتي أصبح القتل لمؤيدي الانقلاب بدأت بمقتل صحفي فى كمين للجيش عند مدخل محافظة البحيرة خلال الأسبوع الأول لمجزرة رابعة والنهضة بل وتم اعتقال وسجن زميله المحرر بالأهرام لإظهاره تعمد الكمين فى قتل زميله ، تكررت كثير من الأحداث لزرع الخوف وكان آخرها مقتل لواء فى كمين للشرطة عند مدخل الإسماعيلية منذ عدة أيام ، وهذا يؤكد الارتباك الذي وصل الي أذرع الانقلاب وليس الارتباك والتطرف عند قادته فقط وتوسع الاتهام ليصبح البرادعي وغيره مطلوبين أمام المحاكم للخيانة العظمي وفى موجة من موجات نشر الخوف، تم اعتقال وسجن وتحقيقات مع نشطاء 25 يناير كان آخرهم أسماء محفوظ ومصطفي النجار بعد أحمد ماهر وعلاء ودومة ، حتي يضع كل مشارك فى ثورة 25 يناير ضمن من ستطاله يد البطش فى جمهورية الخوف بدأ مسلسل صناعة أعمال التفجير بموكب وزير الداخلية ثم تفجير مديرية أمن الدقهلية والذي وقع الضرر فيه علي رجال الشرطة هي جرعات تحفيزية غير مباشرة لجهاز الشرطة الذي يترنح فى أوقات كثيرة أمام مظاهرات سلمية، ثم ظهرت تكلفة التفجيرات أنها ستصيب الأهل والعشيرة والذين يقل عددهم يوما بعد يوم فانتقل الحديث إلي إبطال العبوات لتساهم هذه الأخبار فى صناعة جمهورية الخوف من المؤكد أن نظرية صناعة الخوف والاتهام بالإرهاب لن تنجح فى عصر جديد مغاير وفى ظل ثورة معلوماتية جديدة وأزمة اقتصادية مؤكدة، وتجربة للحرية الحقيقية بعد 25 يناير غاب فيها جهاز أمن الدولة وتواري عن المشهد لمدة 3 سنوات ، ونسي فيها الناس جمهورية الخوف، كثيرة هى الأسباب التى أفشلت جمهورية الخوف أهمها أن الناس في مصر قد تعلموا الدرس ولن يكرروا أخطاء آبائهم.