أخيراً..جاءتبراءة الأستاذ الشهيد سيد الإسلامية - رحمه ألله - من خارجنا ,ومن ألد أعدائه الغرب الصليبي,فلكم ظلم بعض علمائنا ومفكرينا وكتابنا ( سيد قطب )ووصموه بالتأصيل للإرهاب والعنف والتكفير ,وألصقوا كل من دعا إلى فتنة أو مغامرة به ، حتى جعلوه عنوانا لشذاذ الأفاق ، ومعتلّى الأفكار . وشهد شاهد من اهلها ، فقد نشرت مجلة (فورين بوليسي )الأمريكية تقريرا ذكرت فيه أن أفضل كتاب في الشرق الأوسط لعام 2010م وهو ( سيد قطب وأصول الراديكالية الإسلامية ) للكاتب الأمريكي ( جون كالفرت )أستاذ التاريخ بجامعة كريجتون الأمريكية . وكان هدف الكتاب هو تخليص وتنقيح سيرة سيد قطب من الصور السلبية التي قدمتها وسائل الإعلام الغربية والعربية , التي صوّرته "بأبو الإرهاب الحديث "وقد أعتبر الكاتب الشهيد الراحل قطب من المفكرين الإسلاميين الأكثر تأثيرا في القرن وشخصية رئيسية في تطور الحركات الإسلامية ، وعمد المؤلف في كتابه إلى تفنيد المزاعم الغربية التي أثيرت حول الشهيد الراحل ، مستعرضا سيرته الذاتية ، ويرى الكاتب بعد تعمق وثبر لغور شخصية قطب وآرائه ، أنه لوكان حياكان سيدين تفجيرات القاعدة ، واستهداف المدنيين ، وقال ان كتابات قطب حفلت بما يدعم الحوار والتسامح ,ونفى بما يسمى بصدام الحضارات ، وما كان ليفهم الأسباب التي تدفع شباب المجاهدين لنقل المعركة الى الغرب ...!! ووضع الكاتب سيرة سيد قطب في إطار السياق التاريخي والإجتماعي والسياسي للفترة التي عاش خلالها ، مؤكداً أن قراءة الغربيين لسيرته ، أفرغها من الظرف التاريخي ومن الصراع في حياته ، ويشير الكاتب في وعي دقيق إلى أن الخلط لدى الغربيين بين كل من سيد قطب وتنظيم القاعدة جاء ظالما ، ويرى الكاتب أنه من الصعب إيجاد خط مباشر يصل بين الطرفيين . أما المصطلح الأكثر إثارة للجدل وهو مصطلح"الجاهلية"الذي أطلقه سيد قطب ,فقد قال الكاتب أن الشهيد أراد أن يحرر هذا اللفظ من أسره التاريخي ، ويجعله حالة قائمة إذا توفرت أسبابها ، دون ربط بين هذا المصطلح وموقفه من المجتمع . وقد خرج الكاتب بنتيجة مفادها ، أن الملامح الفكريةلمشروع سيد قطب ، كانت تدعم رؤيتهبأن استخدام العنف وسيلة للإصلاح والتمكين للمصلحين ليست الطريق الأمثل ، إذا ماأتحيت بقية الطرق . أما بعد ..فقد كنت توّاقا إلى دراسة مثل هذه ,تنصف هذا الرجل ، وكنت أتمنى ان تأتي من داخلنا، بعد أن استباحه بعض اخوانه وشنقوهبعد شنقه مرات ومرات ، لست أقول ان مسيرة سيدقطب ليس بها أخطاء أو أن كتاباته معصومة , فهذا جهد بشري يعتريه الخطأ والصواب ،ولكنّني أميل إلى القول القائل ؛ أن الشهيد الراحل كان مفكراً وليس عالماً ، أديباً وليس فقيهاً ، وأزعم أن من تعامل معه على هذا المستوى سينتفع بأفكاره وآرائه ويستمتع بكتاباته . وعلى كلٍ فالخلاصة .. أن الشهيد الراحل رحمه الله لم يكن تكفيريا ،ولا انعزاليا ،ولا تفجيريا ,بل كان حنيفاً مسلماً وسطياً .