كشفت مصادر سياسية ل " المصريون " عن ان لجنة السياسيات بالحزب الوطني تكثف في الآونة الحالية من جهودها للسيطرة على الإعلام المصري وإخضاعه لخدمة أهدافها ، مشيرة إلى أن إعادة هيكلة صحيفة مايو الناطقة بلسان الحزب الوطني وإصدارها يوميا تحت اسم " الوطني اليوم " ، وكذلك الجهود المكثفة لإصدار صحيفة يومية عن دار التعاون تحمل اسم " المسائية " تندرج في إطار خطة اللجنة لامتلاك آلة إعلامية مؤثرة وقوية للترويج لمخطط التوريث بشكل خاص . وأوضحت المصادر أن مخطط لجنة السياسات للسيطرة على الآلة الإعلامية الحكومية ، بدأ بتعيين أنس الفقي وزيرا للإعلام وثم تلا ذلك تدشين صدور صحيفة "روز اليوسف" ، التي تعد الناطق شبه الرسمي بسان لجنة السياسات بالحزب الوطني . ولفتت المصادر إلى أن التغييرات التي تمت في الصحف القومية والإتيان بشخصيات مثل أسامة سرايا ومختار القط وعبد الله كمال ومحمد علي إبراهيم وحسن الرشيدي كان هدفها الأول إخضاع الصحف القومية وتحويلها إلى رافد من روافد تمرير مشروع التوريث . وكشفت المصادر أن مخطط اللجنة للسيطرة على الصحف القومية امتد عبر الإيعاز إلى المجلس الأعلى للثقافة لإصدار جريدة يومية جديدة عن دار التعاون تحت اسم "المسائية " التي يتوقع صدورها في السادس والعشرين من الشهر الحالي برئاسة تحرير حسن الرشيدي عضو لجنة السياسات المؤيد بشدة لمبارك الابن في ظل ما يتردد عن أن اللجنة قدمت دعما ماليا كبيرا ل "دار التعاون" التي تعاني مشاكل مالية وهيكلية كثيرة. من جهته ، أكد د. أحمد ثابت أستاذ العلوم السياسية أن لجنة السياسات تعتبر أن الإعلام والسيطرة عليه هو رأس حربة في مساعيها لإحكام سيطرتها على مقاليد الأمور ، مشيرا إلى أن هذا المخطط قد نجح بشكل كبير في الأشهر الأخيرة بعد سيطرة اللجنة على الصحف القومية. واستبعد ثابت أن تنجح وسائل الإعلام التابعة للجنة السياسات في جذب تأييد العديد من القواعد الشعبية لخيار التوريث وإيجاد حالة من القبول الشعبي لمبارك الابن الذي ساد انطباع عن نخبويتيه وتسخيره مؤسسات الدولة لخدمة رجال الأعمال.