أعلن إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته أمس مقاطعة حكومته لاجتماع لجنة المتابعة الوزارية العربية بشأن العراق الذي يعقد في القاهرة اليوم احتجاجا على التصريحات التي أدلى بها الرئيس مبارك ، وأكد فيها أن ولاء الشيعة العرب هو لإيران وليس لبلادهم ، لكن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أكد أن الاجتماع سيعقد رغم المقاطعة العراقية. وقال الجعفري ، وهو شيعي ، في مؤتمر صحفي عقده أمس في بغداد إن حكومته مندهشة من حدة تصريحات مبارك وقررت عدم المشاركة في اجتماع القاهرة " على أمل أن يذكر ذلك المعنيين بالحاجة إلى الوقوف إلى جوار الشعب العراقي والدفاع عنه في وجه أي مشاكل تواجهه ". وأوضح الجعفري أن "رد الفعل الذي خرج (من الجانب المصري) كان بسيطا جدا ولا يفي بالغرض ولا يدفع بالشبهة وقد ورد على لسان مدير مكتب ولا يشير إلى تراجع واعتذار وأسف عما حصل لذلك اتخذنا هذا القرار الذي ينسجم مع ما يتطلع إليه الشعب العراقي". وأضاف أن "الكرة الآن ليست في الملعب العراقي فقد أعطينا الفرصة الكافية للمراجعة ونأمل أن يتحلى الآخر بعقلية المراجعة ويرتقي إلى الشجاعة الكافية ليقول إن هذا كان خطأ". وردا عن موقف الحكومة العراقية في حال لم تعتذر الحكومة المصرية عن هذه التصريحات ، قال الجعفري " نحن نرفض الإساءة وفي الوقت نفسه نفتح طريقا للارتقاء بالعلاقات العراقية مع الآخرين من موقع احترام شعبنا وقيمنا وأفكارنا وحفظ سيادتنا". وكان الرئيس مبارك قد أكد في مقابلة مع قناة "العربية " إن ولاء الشيعة في الدول العربية لإيران أكثر من ولائهم لبلادهم وان الحرب الأهلية بدأت بالفعل في العراق. في سياق متصل ، أصدرت حركة أمل وحزب الله ، أكبر تنظيمان للشيعة في لبنان ، بيانا مشتركا أمس أعلنوا فيه رفضهم التام لتصريحات الرئيس مبارك.. وطالباه بالتراجع عن هذه التصريحات التي لا تخدم القضايا العربية أو الإسلامية في الوقت الحاضر.