أحدثت التصريحات التي اطلقها الرئيس حسني مبارك لقناة العربية الفضائية ردود افعال واسعة كان ابرزها ما عبر عنه قادة عراقيون قالوا إن "العراق لا يعيش حربا اهلية وان ولاء الشيعة العراقيين هو لبلدهم بالأساس". واشار رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري في مؤتمر صحفي امس مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس مجلس النواب عدنان الباجه جي الي ما ورد في حديث الرئيس بشأن ولاء الشيعة لايران مما قد يفهم منه بأنه "مساس بوطنيتهم". واضاف الجعفري بأن الحكومة العراقية وجهت بهذا الخصوص وزير خارجيتها هوشيار زيباري لطلب الايضاح عبر القنوات الدبلوماسية. واوضح ان المشاكل الامنية في العراق ليست حربا اهلية ورأي احداث سامراء وما سبقها مجرد اختبارات مهمة خرج منها ابناء الشعب العراقي علي اختلاف مذاهبهم منتصرين علي حد تعبيره. ولم يتوقف الامر عند هذا الحد وانما حسب بيان للرئاسة المصرية توالت اتصالات من مراسلي وكالات الانباء للاستفسار عما ذكره الرئيس عن تأثير ايران علي شيعة العراق ورد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة السفير سليمان عواد بقوله "الرئيس قصد التعاطف الشيعي مع ايران بالنظر الي استضافتها للعتبات المقدسة". واضاف سليمان ان ما تضمنه الحديث حول العراق يعكس قلقه البالغ ازاء استمرار تدهور الوضع الراهن وكذلك حرصه علي وحدة العراق وشعبه واستعادة الهدوء والاستقرار وتحقيق الوفاق بين ابنائه. وكان الرئيس مبارك قد اكد في حديثه قناة العربية الفضائية مساء امس الاول ان العراق يعيش اجواء حرب اهلية واشار الي ان انسحاب القوات الامريكية الآن قد يوسع دائرة العنف لتشمل المنطقة كلها. علي صعيد آخر كان الرئيس مبارك قد جدد نفيه لامكانية توريث الحكم في مصر واكد ان مصر مستمرة في اجراء الاصلاحات السياسية والدستورية التي وعد بها خلال حملته الانتخابية. وقال إن "توريث الحكم في مصر ليس واردا ابدا.. وأن مبدأ التوريث انتهي". ونفي الرئيس في حديثه امكانية تعيين نائب له في الفترة الحالية. وقال "أنا لست مستعدا لتعيين نائب للرئيس، حتي يختلف مع رئيس الحكومة" وتوقع ان يتم اقرار قانون مكافحة الارهاب بدلا من قانون الطوارئ في مدة اقصاها سنتان. وقال إن اقرار قانون الطوارئ سيأخذ من سنة ونصف السنة الي سنتين كحد اقصي حسب مناقشات تعديل الدستور. ووصف الرئيس العلاقات المصرية الامريكية "بالجيدة جدا" واشار الي ان واشنطن لا تمارس اي ضغوط علي مصر بخصوص مسائل الاصلاح السياسي. وقال إنه لن يقوم بزيارة الي واشنطن خلال العام الحالي. في رده علي سؤال حول امكانية قطع المساعدات الاقتصادية الامريكية لمصر قال انه سوف يأتي وقت نستطيع الاستغناء عن تلك المساعدات لان هذا الدعم لن يكون الي الابد.