انتهت لجنة الخمسين المعنية بتعديل الدستور من عملها وسلمت الدستور كاملا إلى رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور لطرحه على الاستفتاء خلال الشهر القادم، دون أن تحدد شكل النظام الانتخابي الذي ستجرى وفقه الانتخابات البرلمانية القادمة بالفردي أو بالقائمة وأحالت الأمر إلى الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور مما أثار الشكوك حول عدم قيام اللجنة بتحديد شكل النظام الانتخابي . ورأى خبراء أن رمي لجنة الخمسين بالكرة في ملعب الرئاسة لتحديد النظام الانتخابي وعدم حسم النظام الانتخابي هو دليل قوي على فشل اللجنة في الوصول إلي صيغة سياسية لهذه المادة، فيما فسر البعض ذلك بحالة الاستقطاب السياسي التي تشهدها البلاد. وقال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير السياسي بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، إن عدم قيام لجنة الخمسين بتحديد شكل النظام الانتخابي وإحالة الأمر إلى الرئيس حتى لا يقال أن لجنة الدستور احتكمت في كل الأمور واحتكرت السلطة ففضلت أن تترك هذه الجزئية إلى رئيس الجمهورية حتى يكون هناك مسئولية تضامنية من جانب رئيس الجمهورية مع لجنة الدستور. وأشار اللاوندي إلى أن الجميع يثق في قرار الرئيس خصوصا أنه رجل قضاء لايكيل بمكيالين فهو المايسترو الذي يقود السلطات حاليا في مصر. واعتبر أن النظام الانتخابي الأفضل في الانتخابات البرلمانية القادمة هو النظام الفردي، لأن فيه يستطيع الناخب أن يتعرف جيدا على المرشح إضافة إلى أن النائب يقدم فيه خدمات أكثر . من جانبه، قال الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية إن لجنة الخمسين هربت من حالة الجدل السياسي بين القوى السياسية المختلفة بينها حول شكل النظام الانتخابي، بالإضافة إلى أنه هناك إيحاءات كثيرة وتفسيرات أكثر أدناها الاستقطاب السياسي المتواجد في الشارع. وأضاف أن اللجنة تركت تحديد شكل النظام الانتخابي في مصر إلى رئيس الجمهورية وذلك كنوع من إلقاء الكرة في ملعب الرئاسة بعيدا عن لجنة الدستور، حيث إنه من المحتمل أن يحدث نوع من الموائمات السياسية خلال الفترة القادمة لتحديد شكل النظام الانتخابي القادم في مصر، وذلك من أجل البحث عن توافق سياسي يشمل جميع الأطراف بعد هذه المرحلة الصعبة التي مرت بها مصر خلال الفترة الماضية، فهناك تحول سياسي شديد وترقب من كل الأحزاب السياسية وخاصة الليبرالية التي ليس لها أرضية مع الشارع نظرا لحالة الاستقطاب السياسي الكبير والمنتشر في الشارع المصري. واعتبر نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن النظام الانتخابي الفردي هو الأمثل والأفضل لمصر في الفترة القادمة وذلك لأنه يعطي الفرصة للاختيار بين المرشحين لأنه صراع بين شخصين فقط ويفرز الأنسب، والأقرب لفهم الناخبين بينما نظام القائمة تجبر الناخب على اختيار أناس ليسوا على هواه. وأشار إلى أن ميزة القائمة أنها تتيح الفرصة للأحزاب لزيادة تمثيلها في البرلمان.