دعا الرئيس السوداني عمر حسن البشير مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم والسودانيين إلى التعامل بواقعية مع ما سيسفر عنه استفتاء الجنوب، حتى وإن كانت النتيجة الانفصال الذي وصفه بأنه "أمر متوقع"، وسط توقعات بتأجيل الاستفتاء. وأكد البشير أن حكومته لن تسمح باستفتاء لتقرير مصير منطقة أبيي المتنازع عليها يستثني قبيلة المسيرية. كما أكد البشير أن منبر الدوحة الخاص بقضية إقليم دارفور سيكون آخر منبر تفاوضي تدخله الحكومة، مشيرا إلى أن الأطراف المتنازعة ستوقع اتفاقية خاصة بدارفور قبل نهاية الشهر الحالي. وفي هذه الأثناء, قال نائب رئيس المفوضية التي تنظم الاستفتاء على انفصال جنوب السودان تشان ريك مادوت: "إن رئيس المفوضية يعتزم مطالبة زعماء البلاد بتأجيل التصويت نحو ثلاثة أسابيع". ويمثل موعد الاستفتاء المزمع إجراؤه في 9 يناير المقبل قضية حساسة، لكن الاستعدادات تتخلف كثيرا عن الجدول الزمني، وسط اتهام الجنوبيين للشطر الشمالي بمحاولة تأجيل التصويت. يشار إلى أن ما يقف عائقا أمام الاستعداد للتصويت المشكلات المتعلقة بالإمداد والمشاحنات بين الشمال والجنوب، فقد كان من المفترض إنشاء المفوضية عام 2007 وفقا للدستور، لكن أعضاء المفوضية لم يؤدوا اليمين سوى في يوليو. ويتوقع المحللون أن يصوت الجنوبيون على الانفصال عن الشمال وتقسيم البلاد إلى دولتين. وضمن الاستعدادات الأمنية، فإن نحو 6000 شرطي من الجنوب سينتشرون في مختلف أرجاء الشطر الجنوبي عقب تخرجهم نهاية الشهر الجاري، وهي الدفعة الأولى التي يخرجها المركز الوحيد للتدريب في الجنوب. وقال مسئول عسكري في الجنوب: "عندما يتخرجون سيكونون قادرين على توفير الحماية لعملية الاستفتاء والحفاظ على النظام بين الناس".