هذا السؤال أوجهه الى كل مسؤول في ارض مصر المحروسة .. والذين يتصدون للشأن العام ، وبخاصة رئيس الوزراء والوزراء المعنيون بالمياه والري والزراعة والاشغال العامة وجميع العاملين على والمتابعين ل شؤون نهر النيل العظيم .. والحيثيات التي ينطلق منها هذا السؤال ، أستطيع أن اوجزها في السطور التالية : طالعت العديد من الاراء والتحليلات والحوارات التي دارت خلال الايام القليلة المنصرمة حول سد النهضة الأثيوبي والاثار الضارة الناجمة عن بناء واقامة مثل هذا السد العملاق ، كما تابعت كل مادار حول هذا السد الكارثة منذ اكثر خمسة اعوام ، وللحقيقة لم أكن معنيا بهذا السد ، قدر عنايتي باحوالنا في مصر المحروسة والتحولات التي طرأت على المسار الثوري بها ، ولا أخفي سرا انني اتابع أيضا التحولات التي طرأت على المجتمع الاثيوبي وكيف أنه بات واحدا من المجتمعات الافريقية الواعدة التي أصبحت تولي تحقيق اعلى قدر من التنمية والنهضة للشعب الاثيوبي ، الكثير من العناية والاهتمام ، وكنت اتابع حجم الاستثمارات السعودية والخليجية التي باتت تنهمر على اثيوبيا ، وقد عرضت علي اكثر من فرصة للعمل بها .. هذا من نافلة القول ..لادلل على اهتمام الساسة في اثيوبيا بتحقيق اعلى قدر من التنمية والتطور للشعب الاثيوبي . إلا أن ما استوقفني ودفعني الى الخوض في موضوع سد النهضة هذا ، برغم كل ماقيل من كلمات ، وماسال من أحبار ، فقد بات القلق يعصف بي ، ويقتل ما حل بي من "طناش " . وفي الحقيقة فقد استشعرت الخطر الكبير على ماسوف ياتي من اجيال مصرية ، حين تابعت بعض اراء الخبراء في مجال المياه والري ، الى جانب تضارب تصريحات المسؤولين في بلدنا العزيز ، واصبحت في حيرة من امري .. من أصدق .. ومن أكذب .. واين الحقيقة وسط هذا الركام من الاقاويل والتعليقات والتصريحات والتصريحات المضادة .. لكني استطيع أن اوجز الموقف الحالي من سد النهضة واثاره المدمرة على مصر الان ، وعلى اجيالها القادمة بما يهدد مستقبل مصر كلها .. ان استمر الوضع على ماهو عليه . في النقاط التالية : موقف حكومة الببلاوى من سد "النهضة" أضر بالمفاوضات المصرية الإثيوبية إثيوبيا تخطط لبناء أربعة سدود على النيل الأزرق تهدد 5 ملايين فدان بالبوار.. ومعامل أمان السد منخفضة واحتمالات انهياره تهدد بغرق مصر والسودان النيل نهر دولى مشترك ولا يحق لإثيوبيا إقامة أى سدود عليه دون إرادة مصر والسودان.. والدبلوماسية ليست حلًا لأن إثيوبيا مجرد ترس فى آلة العسكرية الإسرائيلية الفجوة الغذائية ستصل إلى 90% وسنستنزف كل مواردنا المالية في استيراد الغذاء.. والتعاون المائى مع السودان يمكن أن ينقذنا من ثورة الجياع الصحف العالمية كتبت أن إثيوبيا تريد أن تبني نهضتها على جثث المصريين. إثيوبيا لديها ثلاثة عشر سدًا على أنهارها حتى الآن وهذا هو السد الرابع عشر كما أن إثيوبيا تعتزم بناء ثلاثة سدود أخرى على النيل الأزرق لتقليل معدل الإطماء الكبير الذي سيردم السد في سنوات قليلة وهذه تولد 4 ميجا وات من الكهرباء، بينما سيولد سد النهضة وحده مرة وربع كهرباء قدر الثلاثة عشر سدًا الآخرين بمقدار 5.25 ميجاوات بما يوضح الحجم الضخم لهذا السد معامل أمان سد النهضة منخفض للغاية واحتمالات انهياره بعد بنائه مرتفعة للغاية، حيث لا يتجاوز معامل الأمان فيه 1.5 درجة مقارنة بمعامل أمان السد العالي في مصر والذي يتراوح بين 7 – 8، فالانهيار المحتمل لسد النهضة وانطلاق 74 مليار متر مكعب من المياه في توقيت واحد تعني إبادة مدينة الخرطوم بالكامل وجميع المدن شمالها وتغطيتها بالمياه بعمق 9 متر، ثم تهديد سد ناصر بالانهيار إذا كانت البحيرة خلف السد ممتلئة بالمياه وبالتالي اجتياح جميع المحافظات المصرية بالكامل حتى مدينة الجيزة، أما إذا البحيرة فارغة من المياه فإن الماء سيتدفق عبر نهر النيل بمعدل مليار متر مكعب في اليوم وأقصى سعة للنهر هو استيعاب نحو 250 مليونًا فقط أي ربع الكمية التي ستتدفق في نهر النيل وبالتالي سيتم تدمير المنشآت والمباني المقامة على ضفتي النيل بالكامل مع غرق كامل لجزيرتي الوراق وأدفينا وانهيار جميع السحارات والأهوسة والقناطر والسدود الصغيرة المقامة على مجرى النهر في مصر. الاخطر من هذا كله هو ماسوف يحدث لاجيال مصر القادمة .. بعد تحقق هذه المخاطر كلها .. سوف تصبح مصر صحراء جرداء .. ويزحف التصحر على مصر من غربها وحتى بحرها الاحمر .. ويعود بنا التاريخ الى بدايات التاريخ وقبل أن ينحر النيل طريقه .. وبعد ان تجف منابعه .. ويجف مساره .. ليحل الدمار والخراب بمصر .. وتموت أجيالنا القادمة من الجوع والعطش .. لتنعم اثيوبيا بمائها ونيلها وكهربائها .. ونهضتها التي سوف تبنيها على اشلاء المصريين من ابنائنا وأحفادنا .. أما زال في مصر اذان تسمع وعيون ترى .. وقلوب تنبض .. ومتى يتحرك المصريون لدرء هذا الخطر الحال .. والقادم ايضا .. وباسرع مما نتصور .. وهل كتب على المصريين ان يواجهوا طوفان الفيضان السنوي لنهر النيل .. و طوفان الجفاف والتصحر بقية العمر .. ان كان في العمر بقية بعد هذا .. اللهم هل بلغت .. اللهم فاشهد .. طه محمد كسبه