استنكرت لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى أمس حادث الاعتداء علي كنيسة "سيدة النجاة" بحي الكرادة وسط بغداد يوم الأحد الذي أسفر عن مصرع أكثر من 60 شخصًا وجرح العشرات، وتهديدات تنظيم "القاعدة" باستهداف الكنيسة القبطية المصرية إذا لم تطلق سراح "الأسيرات المسلمات". طالبت اللجنة في بيان بضرورة احترام بيوت الله والابتعاد عن ترويع المؤمنين، ورفضت التهديدات باستهداف دور العبادة المسيحية في مصر التي وصفتها بأنها بقاع مقدسة، وأكدت أن مصر بتماسكها ونسيجها الواحد قادرة علي منع أي محاولة للعبث بمقدسات أهل الديانات. وطالبت اللجنة الشعب العراقي بالتمسك بوحدته، وحذرت من المخططات الأجنبية التي تستهدف سلامته الإقليمية ومقدساته الروحية. كما أصدر الأزهر الشريف بيانا مماثلا أكد فيه أن الإسلام يرفض هذه الأعمال الإجرامية لمخالفتها تعاليمه فالإسلام كفل صيانة دور العبادة، وأن الدين براء من هذه الأعمال التخريبية لأنها تسئ إلي الإسلام. واستنكر الأزهر التهديد الموجة إلى الكنائس المصرية، مؤكدا أن "مصر دولة آمنة والمصريون فيها آمنون وكل من يحاول التطاول على المسيحيين ودور عبادتهم آثم شرعا باعتباره مفسدًا في الأرض". على صعيد متصل، أدانت جبهة علماء الأزهر الجريمة البشعة، ولأي اعتداء يقع على عرض أو دم أو مال لمعاهد أو ذمي في أي مكان كان، واعتبرت ذلك اعتداء يقع عليها وعلى دينها يستوجب الاستنفار له خاصة إذا تذرع المجرمون فيه بالدين وتستروا به. وأضافت في بيان أمس: "ذلك هو الدين الذي ندين به وندعو إليه فإن ذمة الله أغلى عندنا من حياتنا وهي كذلك أغلى ما يحرص عليها المسلم بعد دينه مؤيدة ذلك بحديث شريف للنبي صلى الله عليه وسلم قال فيه : ( ألا من قتل نفسًا معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر بذمة الله، فلا يُرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا). وثمنت تصريحات فخري عبد النور السكرتير العام لحزب "الوفد" وتقديره لإخوانه المسلمين حيث قال: "إن الذين قاموا بتلك الجريمة هم مجرمون وليسوا مسلمين، لأن الإسلام غير ذلك، وأن المسلمين في مصر هم الذين يتولون حماية إخوانهم من أهل الكتاب ومعابدهم فيها".