* يقول أحد الحكماء المصلحين" أرأيت لوزالت الشمس من هذا الكون وزالت الجاذبية كم يكون حجم الاضطراب..؟ فكذلك وجود دعوة الحق فإنها والشمس والقمر والجاذبية والماء والهواء من سنن الكون التي يتحتم وجودها. وإلا فتقوم ساعة القيامة لكنها سنة لن يراها إلا صاحب قلب سليم كما لايرى الجاذبية إلا صاحب درس عليم...! وكما تأوي الطيور إلى أعشاشها حين تكسف الشمس ظهرا وتعرف بفطرتها أن ثمة شذوذا قد حصل وان الغروب لايزال بعيدا ويكون هذا الشعاع الضئيل الباقي مصدر أمل لعودة سريعة لنور الحياة . وتظل تنتظر لاتنام فكذلك أولى القلوب الحية يدركون بفطرتهم أن تنحية الحق ليس هو الغروب ولكنه حدث شاذ وما استمرار وجود عصبة للحق باقية إلا مصدر أمل لعودة الحق إلى الحياة " . حقا إن نقطة الضوء الخافت في النفق المظلم هي نقطة الأمل لعودة الحق ودحر الباطل لأن الباطل دائما كان ومازال وسيظل زهوقا مهما انتفش ريشه كطائر الطاووس وكما قال الشاعر : قد يهلك الإنسان من كثرة ماله.. كالطاووس يذبح من اجل ريشه...!؟ فالحق أبلج والباطل لجلج . وكما قيل "الحق أبلج ولا يتلجلج.. يمشى الهوينا.. فإن كبلوه يمشى بكبرياء متواضع لايتدحرج. وله صوت وجولات لايرتشى ولا يخشى.. لعدوه قاسم أفلج . كالشمس يسطع نوره ظاهرا أبلج . عال صوته فى كل حدب وصوب لايتحشرج. وان قالوا نقرا الفاتحة عليه فبالقراءة وحده كان يزف إعلانا حروفه ملأت أرضا كانت بدونه تتفجع...! " * أعلم علم اليقين أن وساوس اليأس وهواجس الحيرة وكوابيس القلق والتوتر توسوس فى صدور كثير من الناس اليوم ويتساءلون فى حيرة وحق لهم السؤال : هل بعد هذا الشر من خير …؟ وهل بعد هذا الظلم من عدل ..؟ وهل بعد هذه الفوضى من استقرار…؟ وهل بعد هذا اليأس من أمل..؟ وهل بعد هذا الخوف من أمن ...؟ وهل بعد هذا الفقر من غنى ..؟ وهل بعد هذا الشقاق من اتفاق..؟ وهل بعد هذا الجحيم من نعيم..؟ وهل بعد هذا التراشق من توافق…؟ وهل بعد هذا الخصام من وئام…؟ وهل بعد هذا التناحر والتنافر والتباعد من تلاقى…؟ والناس تتساءل ...... وأنا متفاءل…..! لأن هذه هى البداية المحرقة…..! ولابد بعدها من نهاية مشرقة….! وأن من طلب العلا , سهر الليالي .ومن أراد الوصول للقمة السامقة فلابد أن يتجرع مرارة الشوائب العالقة…! وليس نيل المطالب بالتمني… ولكن تؤخذ الدنيا غلابا. ومن جد وجد ومن زرع حصد . ومن حسنت سياسته دامت رياسته . ومن أراد الريادة فعليه بالإفادة لان الليث العادي ليس كالغيث الغادي…! فهل تستوي الظلمات والنور..؟ وهل يستوي الظل والحرور ..؟ وهل يستوي الأعمى والبصير..؟ وهل يستوى المجد المجتهد الصبور والخامل المضيع لوقته الكسول..؟ لايستوون عند الله ولاعند الناس. * أنا أؤكد على حقيقة دامغة ونظرية ثابتة وقاعدة راسخة ألا وهى إن صعوبة الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية فى أي دولة وفى أي وطن لايعنى بأي حال من الأحوال نهاية المطاف وأول السفر وآخر الوداع.......! وأمام ناظري نموذج عملي حي لدولة كبيرة مثل اليابان التي تتربع على عرش التكنولوجيا ممددة أقدامها فى وجه الدول الكبرى التي لها حق " الفيتو " فى مجلس الأمن …! ليس بأسلحتها الفتاكة أو بقنابلها الحارقة أو بصورايخها العابرة للقارات ولكن بعقول أبنائها وتحضر شعبها فى مجال العلم والتكنولوجيا..! لقد ضربت اليابان فى عام 1945 بالقنابل الذرية الحارقة في مدينتي " هيروشيما " " ونجازاكى " فلم تستسلم ولم تيأس ولم تخضع بعد أن تحولت أرضها إلى محرقة وشعبها إلى رماد تذروه الرياح…! لقد كانت البداية محرقة … ولكن النهاية كانت مشرقة …! فأصبحت اليابان... هى اليابان....!وكذلك نموذج دولة البرازيل التي انطلقت كالصاروخ فى عالم الاقتصاد وكذلك الهند فى عالم البرمجيات ناهيك عن النمور السبعة فى شرق أسيا والنماذج كثيرة والمهم أن يكون لدينا الإرادة الصلبة والإدارة الناجحة . * اعلم يقينا أن الوطن يتأوه ويتألم ويصرخ من شدة الألم ويتساءل بلسان الحال: متى الخلاص مما نحن فيه..؟ " لان وطننا وطن يشعر ويحس ولايمكن لأحد أن يخدره لكي يغيب عن الوعي فلا يدرى بما يجرى حوله ولا يشعر أبليل نحن أم بنهار..؟ هل تحت قدميه بركة ماء أم جذوة نار...؟ وساعتها يسهل تقطيع أوصاله إربا إربا حتى يكون طمعا للطامعين وغنيمة للمحتلين .. بل لابد أن يظل الوطن مستيقظا واعيا شاهدا على كل الإحداث , ويرى بكلتا عينيه كم الدم الذي منه يسيل ليعلم أن الجسد مريض وعليل…! بل ويرى يد الجراح وهى إلى مواطن العلة تمتد…ويشعر بالألم عندما يحتد ويشتد . أليس هذا هو قمة الإحراق الذي يصاحبه بداية الشفاء…؟ ولايفوتنى أن اذكر أن هناك خلايا سرطانية تعبث بجسد هذا الوطن من مليارات منهوبة وفضائيات مسعورة وصحف مأجورة ووجوه مفضوحة ومؤامرات مكشوفة لجر هذا الوطن إلى اقتتال داخلى ونزاع محلى حتى يظل الوطن فى مكانه لايتقدم قيد أنملة..! * لكن مهما طال الانتظار , وطال الأمد , وقست قلوب الناس فحتما ولابد أنه ستسقط أصنام سياسية كثيرة , فى هذا الوطن تحكمت . وستنفجر بطون منتفخة , من قوت هذا الشعب الفقير تغذت وامتلأت . وستفضح فضائيات مشهورة , فى مواطن كثيرة عرفت وانتشرت . وسترد مليارات منهوبة ومسروقة , من مطارات هذا الوطن هربت وتسللت . وستنكشف أحزاب ورقية هلامية شكلية جيوبها ومقراتها من السفارات الأجنبية مولت وزودت . وسيعرف الناس حقيقة مايسمى بمنظمات المجتمع المدني التي على أسرار هذا الوطن قد تجسست . وستسقط كل الأقنعة الزائفة كالورق الجاف الشاحب الأصفر فى يوم ريح صرصر عاتية ...! * لقد استقر فى يقيني وفى أعماق وجداني استقرار الشمس فى كبد السماء أن معدن هذا الوطن أصيل ولن يهنا بالعيش على أرضه أي عميل . وأن تراب هذا الوطن نفيس ولن يطأه بقدميه اى خسيس رخيص . وأن المعادن النفيسة الغالية ينفى خبثها النيران ولا تتحلل ولاتتآكل مهما اشتد عليها السعير واحتد بها اللهيب . فالأصيل أصيل ولو عاش ألف جيل , لايتلون .. لايتغير .. لايعلوه الصدأ ولا يعتريه الضعف والوهن . أما المعادن الرخيصة الخسيسة فسرعان ماتتآ كل وتحلل ويعلوها الصدأ من أول يوم يعلوها التراب ويكسوها فيه الرماد..! هكذا الأمم والشعوب . * نعم … وألف نعم … بل ومليون نعم… رغم الداء والأعداء سيحلق نسر مصر على القمة الشماء وستتطهر مصر من رجس الشياطين ومن مكائد المتربصين بل وستشرق شمس الحرية على ربوع مصر . وليعلم الجميع أن سطوع الشمس يسبقه سحب سوداء وغيوم وظلمات ورعد وبرق …! ستتحرر مصر من الهيمنة الغربية وستأكل مما تزرع . وسيأتى اليوم وعسى أن يكون قريبا ليرى العالم كله مصر وطنا آمنا مستقرا يأتيه رزقه رغدا من كل مكان بعز عزيز أو بذل ذليل . وستحتل مصر مكانتها العالمية بين العمالقة وستقود الأفارقة إلى الرقى والتقدم والحضارة . * ليس بكثير على وطن عمره 7000 سنة حضارة , حذروه فى أعماق التاريخ ممتدة , وسيرته فى كتب التاريخ معلومة , وصفحات أبطاله على مدار السنين محفوظة , هزم التتار والانجليز والفرنسيين والصهاينة وطردهم من البلاد يجرون وراءهم أذيال الخزي والعار , أن يرتفع فيه مرة أخرى صوت العقل والحكمة .. لاصوت الفوضى واللكمة...! أن يرتفع فيه مرة صوت المصلحة العامة.. لاصوت المصالح الفردية والنعرات الحزبية والأطماع السياسية . أن يرتفع فيه مرة أخرى صوت الحق والعدل... لاصوت الباطل والجور. أن يرتفع فيه مرة أخرى صوت الحكماء العقلاء .. لاصوت الجهلاء الأغبياء . أن ترتفع فيه مرة صوت " الله .. اكبر ." ... لاصوت " أمريكا اكبر ... " ! وعسى أن يكون قريبا . * ليس بعزيز على هذا الوطن أن ترتفع رايته وتشرق نهايته ويضع هذا الشعب كلتا يديه على موضع الداء ومكمن العلة قبل أن يستفحل المرض ويستعصى على العلاج أي مرض أو داء . فمصر للعظماء ولادة , وأبناؤها يحملون مشاعل العلم والمعرفة فى شتى بقاع الأرض . لقد خرج من رحم هذا الوطن علماء وأدباء ومفكرون وخبراء وساسة عظام أبهروا العالم بثقافتهم ووعيهم وأدائهم ودورهم فى نهضة بلادهم . فهل يأتى اليوم الذي تسقط فيه الراية ..؟ وتختل فيه الغاية ..؟ وتضيع فيه نقطة البداية...؟ ويقترب فيه الوطن من النهاية ..؟ كلا .. وألف كلا ... لن يحدث مادامت فى صدورنا الأنفاس , وفى عروقنا الدماء , وفى قلوبنا الأمل . * لست حالما أو مبالغا أو متخيلا أو مفرطا في الأحلام أو غارقا في الأوهام بقدر ماأنا متفائل بمستقبل البلاد وقدرة الله لن تتخلى عن هذا الشعب وقدر الله سيكون إن شاء الله لصالح هذا الوطن . وستعود مصر واحة الأمن والأمان ومركز الاستقرار. فوا لله ماضيع الله قوما بدينه تمسكوا ولشريعته احتكموا ولمنهج نبيه انتصروا . فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث فى الأرض . وما ينفع الناس فى هذا الوطن كثير ليس بقليل. عندنا من الخير الكثير والكثير .. نمتلك الأيدي العاملة والأرض الخصبة والماء والطقس المعتدل والموقع الجغرافي المتميز لكن ينقصنا فقط إدارة هذه الإمكانيات وتحويلها إلى أدوات إنتاج. * أحلام الأمس ... حقائق اليوم ... وأحلام اليوم ... حقائق الغد . ولن نرفع شعار " ليس فى الإمكان أحسن مما كان ...! " يوما ما . ولكن شعارنا وديدننا دوما وابدأ أنه فى الإمكان أفضل وأحسن مما كان..! إن اليأس ليس من شيم المسلمين ولا من أخلاق المؤمنين ولامن صفات المصريين . . وستظل مصر بوصلة الحائرين وقبلة العالمين ووجهة المفكرين وطريق السالكين . وهذه هى النهاية المشرقة التي نتمناها ونريدها ونعمل من اجلها . ماتمر مصر به الآن هو حالة كسوف اقتصادي وسياسيي والكسوف يتبعه ضياء وإشراق وعودة الشمس إلى حالتها الطبيعية المشرقة المشعة لكى يذوب معها جبل الجليد الذي أصاب الشعب بحالة من التيبس والتصلب والتجمد وأملنا فى الله لاتحده حدود ولا يقف دونه سدود ولاينال منه عدو لدود . فالأمل من شيم الكرام واليأس من شيم اللئام وشعبنا حر أبى كريم على طول الدوام . ستشرق شمس الحرية والديمقراطية على ربوع مصر مهما تلبدت حولها غيوم الديكتاتورية لان شعب مصر شعب حر لايقرع بالعصي وتكفيه الإشارة وكل لبيب بالإشارة يفهم...!