نعم.. من حق المذبوح أن يقول (آه).. لكن ليس من حق لاعبي الأهلي أن يحتجوا على الحكم الغاني الظالم بهذه الطريقة.. ولا بالطريقة التي فعلوها أمام شبيبة القبائل.. ولا بطريقة ألطف من هذه وتلك.. لأن الأهلي هو بالكلمة والدليل والبرهان والزمن والتاريخ والأحداث، صاحب القدوة والمثل الذي يحتذى به الجميع، وهو النادي شبه المحترف الوحيد، قولا وعملا، في منظومة الكرة المصرية التي تغص بالتخبيط والمصالح الشخصية والفساد الذي يزكم الأنوف.. والأهلي هو النادي صانع الأرقام المحلية والقارية التي تضخ قيمة مضافة للكرة المصرية والتي يجب أن يفتخر بها كل مشجع كرة مصر عاقل مهما كانت هويته أو ميوله الملونة.. وليس من حق أحد – إلا ما رحم ربي - أن يمنح الحكم جوزيف لامبيتي الحق في الربط بين نتيجة أو كيف فاز الأهلي على الترجي في مباراة الإياب وأحدث مباراة الذهاب.. ليس من حق أحد أن يمنح هذا الحكم الحق في ذبح الأهلي لان حكماً آخراً احتسب هدفا – مماثلا أو غير مماثل – في مباراة الذهاب.. هذا الربط وهذا الحق منحه للأسف الشديد البعض للحكم الغاني، وهؤلاء ما هم إلا زمرة من المتعصبين والشامتين والفاشلين والمغيبين الذين يسعدون أكثر برؤية الأندية من أبناء جلدتهم تُهزم أكثر من سعادتهم بفريقهم وهو يفوز.. الحكم الغاني ذبح أبناء بلدك بدم بارد.. هذه حقيقة.. لكن هذه هي كرة القدم.. وقد حدثت أشياء شبيهة في مباريات كثيرة بين أندية وبين منتخبات.. لكن الأكيد أن هناك ما لا نعلمه يجري من خلف الستار.. والأكيد الأوضح أن الأهلي لم يفعل شيئا في هذه البطولة يستحق عليه التأهل للمباراة النهائية.. لكن اللاعبين في لقاء الترجي في حقيقة الأمر أبلوا بلاء حسنا على استاد رادس، وأدوا ما عليهم بكل رجولة وبذلوا مجهودا مضاعفا وهم يلعبون بعشرة لاعبين، وفي النهاية خسروا بشرف وبهدف غير شريف، وبشماته من أناس خلعوا لباس الشرف وهم للأسف الشديد من أبناء وطن شريف.. وباستثناء أن محمد فضل، وهو بالمناسبة لاعب عادي جداً ولم ينتقل للأهلي إلا لأنه صديق هادي خشبه، قد (سجد) شاكراً في الكرة التي ارتطمت بذراعه وجاء منها هدف الأهلي الأولي في لقاء الذهاب أمام الترجي، فإنه لا يوجد أي ربط بين الإبداع في الكرة الطائرة من النيجيري إينرامو وهو يسجل بقصد وتعمد هدفا بيده رآه الحكم ومساعده وكل العالم في لحظتها، وبين كرة ارتطمت عن غير قصد بذراع مهاجم الأهلي وسكنت الشباك، ولم يتأكد أحد من أنها لمسة يد فضل إلا بعد الإعادة الثالثة والرابعة.. وفي نهاية المطاف، نعود ونقول، هذه هي كرة القدم، خاسر ومهزوم، ومن يريد أن يخرج منتصرا على طول الخط عليه أن يتحلى بالروح الرياضية، وكان من الممكن أن يخسر الأهلي اللقاء ويخرج بطلاً مثل الفرسان، لكن الاعتراضات المتزايدة وبهذا الشكل الفظ على حكم المباراة (الظالم) لا يناسب إلا لاعبي الأندية المعروفة بالبلطجة، الأندية المنفكة إداريا والمنفلتة جماهيرها أخلاقيا ووطنيا.. ليس مهما البطولات.. المهم أن تنتصر المبادئ.. في زمن القابض فيه على مبدأ مثل القابض على الجمر.. عبدالعزيز أبوحمر www.superkoora.com