علمت "المصريون" أن جهات أمنية في مصر ترصد الآن أنشطة مؤسسة "إيد في إيد"، التي يترأسها الناشط القبطي مايكل منير، في ظل الاشتباه بأنها تعمل على خدمة أجندة غير وطنية، تحت ستار إعداد دورات تدريبية للشباب وتنظيم زيارات لهم دولية ومحلية. كانت أجهزة الأمن قد حذرت عددا من رؤساء الأحزاب في مصر من قبول الدعوة الموجهة إلى 16 من أعضائها من المؤسسة المذكورة للسفر إلى الولاياتالمتحدة تحت ستار التدريب على إدارة الانتخابات، نظرا لوجود شبهات أمنية ومالية. وكانت المعلومات التي تسربت مؤخرا كشفت عن رفض عدد من المرشحين لانتخابات مجلس الشعب المقبلة السفر إلى الولاياتالمتحدة في دورة تدريبية نظمتها مؤسسة "إيد في إيد" على مراقبة وإدارة الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأفادت أن الرفض جاء بعد أن علم المرشحون أن شبهات أمنية ومالية تحيط بتلك الدورة، وتوقعوا أن تطلب منهم جهات أمريكية إعداد تقارير أثناء وبعد الزيارة تتعلق بكافة النواحي السياسية والاقتصادية في مصر، مقابل دعم مالي سيقدم لهم خصما من المعونة الأمريكية لمصر. وكانت تلك المؤسسة قد وجهت بصورة سرية الشهر الماضي الدعوة ل 16 من كوادر أحزاب "الوطني"، و"التجمع"، و"الغد"، و"الوفد"، للسفر إلى واشنطن ومدن أمريكية أخرى تحت مسمى التدريب على إدارة الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأوضحت في خطابات رسمية قدمتها لرؤساء الأحزاب المذكورة، أنها الممول الوحيد لهذا البرنامج التدريبي دون مشاركة أو رعاية من أية جهة أجنبية"، لكنه بعد أيام وتحديدا في 18 أغسطس 2010 طالبتهم بالتوقيع بالعلم على نموذج باللغة الإنجليزية 2010 يوضح أن البرنامج التدريبي بتمويل من هيئة المعونة الأمريكية وليست من مؤسسة "إيد في إيد". ومن المرشحين الذين رفضوا قبول الدعوة والسفر إلى الولاياتالمتحدة كل من أحمد حسين، ونشوى الديب المرشحين عن الحزب "الناصري"، ومصطفى عبد العزيز، وهيثم شرابى المرشحين عن حزب "التجمع". كما لم يسافر أيضا كل من اللواء رضا يعقوب المتقدم للمجمع الانتخابي للترشح عن الحزب الوطني بالدائرة الأولى في محافظة أسوان، ومريم ميلاد رزق المتقدمة للمجمع الانتخابي للحزب "الوطني" للترشح عن دائرة الجمالية لانشغالهما بمتابعة المجمع الانتخابي للحزب، ولم تتمكن مارجريت عازر الأمين العام لحزب "الجبهة الديمقراطية" من السفر لأسباب خاصة لكنهم جميعا قبلوا الدعوة للسفر. أما الذين سافروا فهم" سهام أديب عضو الحزب "الوطني" والمرشحة على مقعد كوتة المرأة ببني سويف، وعصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب "الوفد" ومرشح الحزب بدائرة مصر القديمة، وعاطف الأشمونى مرشح "الوفد" بدائرة المطرية، وفتحي محروس أحد مرشحي الوفد، وسامح انطون نائب رئيس حزب "الجبهة الديمقراطية"، ووليد رياض. كانت المؤسسة المذكورة وعدت من تم اختيارهم بتمويل حملتهم الانتخابية بالبوسترات، والرسائل النصية القصيرة للناخبين في دوائرهم، مقابل إعدادهم لتقارير عن الانتخابات، وخاصة عن فرص نجاح مرشحي جماعة الإخوان المسلمين بمقاعد المجلس، والسيناريوهات المحتملة في حالة تزوير الحكومة بشكل صارخ للانتخابات لإقصاء جماعة الإخوان من تحقيق عدد كبير من المقاعد. وكشفت بعض القيادات التي اختارتها المؤسسة للسفر أن الناشط القبطي مايكل منير مارس عليهم ضغوطا مشددة خلال الأيام الماضية للموافقة على قبول الدعوة ، إلا أنهم رفضوا بسبب وجود "شبهات أمنية" قد تجعلهم موضع اتهام أمام الحكومة المصرية، وتؤثر عليهم سلبا في دوائرهم الانتخابية. وكان من المنتظر أن يزوروا- حال سفرهم - مبنى الكونجرس الأمريكي، والالتقاء بأعضائه، وتلقى محاضرات عن كيفية إعداد التقارير عن إدارة العملية الانتخابية في مصر، ورصد كافة التوقعات والسيناريوهات المتوقعة. ووفقا لمصادر، فإن المجموعة التي تم اختيارها كانت ستلقى دعما آخر من الحكومة الأمريكية لإنجاحهم في الانتخابات المقبلة، حيث كانت تأمل أن تجعل منهم نواة لمجموعة راصدة لتطورات الانتخابات الرئاسية العام القادم. يذكر أن المؤسسين لمؤسسة "إيد في إيد " هم د. إسامة الغزالي حرب، د. رشدي سعيد، د. سامية المتيم. د. شريف دوس ، م.صلاح دياب ، د.طارق حجى، الناشط القبطي مايكل منير، الملياردير نجيب ساويرس، د. هالة مصطفى، مهندس يوسف سيدهم. أما الأهداف المعلنة للمؤسسة فتتلخص في: تمكين الشباب المصري المحب لوطنه من لعب دور مؤثر في صناعة القرار التنموي والسياسي، العمل علي تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية بين شرائح وقطاعات المجتمع المصري، أفراد المجتمع علي المشاركة في العمل التنموي والعمل العام والمشاركة في التصويت الانتخابي. كما تهدف المؤسسة أيضا إلى: إيجاد حالة دائمة من الحوار وتبادل الخبرات بين القيادات الشابة داخل وخارج مصر للتعلم ونقل التجارب الناجحة، المشاركة في بناء مجتمع مدني مشارك في صناعة مستقبل مصر.