لن نمل أبدا من الحديث عن ضرورة وأهمية تعزيز وتطوير وتفعيل الأداء الأمني في الشارع المصري حتى نشعر بالأمن والأمان علي حياتنا وعلي ممتلكاتنا وحتى يكون لدينا قناعة بأنه من الممكن أن نخرج من بيوتنا في سلام ونسير في الشارع بسلام ونعود إلي منازلنا بسلام أيضا.. فيوم الاثنين الماضي، وفي حي مصر الجديدة الذي يعتبر من أرقي أحياء القاهرة ومن أكثرها أمنا وأمانا أيضا فإن حادثين وقعا في هذا اليوم يثيران الكثير من التساؤلات ويحملان أيضا الكثير من المعاني والدلالات. ففي الحادث الأول فإن لصين علي دراجة بخارية في شارع بالقرب من ميدان المحكمة قاما بخطف حقيبة الزميلة تهاني حافظ بالأهرام وبها أوراقها الشخصية ومبلغ مالي كبير ومصوغات ذهبية تقدر بعشرة آلاف جنية ثم لاذا بالفرار ولم يتمكن أحد من إيقافها..! وفي الحادث الثاني وفي ميدان روكسي فإن رجل أعمال تلقي علقة ساخنة من ثلاثة متسولين لرفضة إعطائهم نقودا حيث قاموا بضربة وسحبه من سيارته وتمزيق ملابسة، ونجا منهم بأعجوبة عندما شاهده اثنين من ضباط مرور مصر الجديدة في هذا الموقف حيث ألقوا القبض علي الجناة واقتادوهم إلي قسم شرطة مصر الجديدة.. والحمد لله أن تواجد في هذا المكان ضابطان للمرور وألا لكان رجل الأعمال قد تعرض أيضا للدهس سيارته لأنه تجرأ وقال لا لمن يتسولون من الناس بالإكراه هذه الأيام..! وما حدث لرجل الأعمال وللصحفية بالأهرام قابل للحدوث ويتكرر بشكل أو بأخر في شوارعنا بشكل أصبح منتظما وعاديا..! فحوادث خطف السلاسل الذهبية والحقائب بواسطة راكبي الموتوسيكلات أصبحت متكررة وفي كل مكان، وهجوم المتسولين علي قائد أي سيارة يقف في أي إشارة ضوئية أو في أي مكان والشحاذ بالقوة أصبح أيضا يمثل ظاهرة، خاصة مع تزايد أعداد المتسولين والشحاذين في شوارعنا والذين أصبحوا يفرضون نوعا من الإرهاب علي قائدي السيارات للدفع بالتي هي أحسن وإلا تعرضوا لألفاظ بذيئة وسباب من كل الأنواع ودعوات أيضا عليهم بالموت والفناء والخراب. إننا نعلم أن هناك حملات مستمرة لتطهير شوارعنا من المتسولين والشحاذين، ولكن المشكلة هي أنهم يعودون مرة أخري إلي الشارع بعد الإفراج عنهم وأنهم لا يتوقفون عن التسول والشحاذة، وأنهم يرفضون امتهان أي مهنة شريفة لأن التسول يحقق لهم دخلا أفضل، وليس هناك من حل إلا أن نتوقف عن الاستجابة لإلحاحهم بتقديم المساعدة لهم، وأن نغلق النوافذ والأبواب في وجوههم، وأن نحتاط في ذلك جيدا قبل أن يكون مصيرنا السحل فوق وجوهنا وفرجة الناس علينا..!! [email protected]