«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلمة الأسبوع:ليست ضرورة سياحية فحسب .. بل ضرورة حياة أفضل للجميع:النظافة..مشروع قومي لمصر
نشر في الجمهورية يوم 20 - 12 - 2010

* قد يبدو الأمر هزلاً. ان نتحدث عن النظافة : كمشروع قومي لمصر .. وسط مشاكل عديدة قد تبدو أكثر أهمية .. وتتطلع أيضاً إلي الحل .. ووسط تحديات عديدة في الداخل .. وأخري في الخارج .. وكذلك في مواجهة تحديات المستقبل .. وما أكثرها.
* ولكن أعتقد وقد أكون مخطئاً ان مشروعاً كهذاً جدير بأن يحتوي الجميع في إطاره .. فأن نحيا جميعاً في بيئة صالحة ونظيفة .. وان نشعر أننا قادرون علي ان نحقق هذا .. إذا ما صممنا علي تحقيقه .. وقادرون ان ننجح في تحقيق هدف ما .. كل هذا سوف يكون دافعاً لتحقيق العديد من الأهداف .. فضلاً عن استعادة الروح .. التي فقدت احباطاً .. أو يأساً .. أو لا مبالاة.
* وأثق ان هذه الكلمات لن تسلم ممن قد يسخر منها..!! فكيف نتحدث عن النظافة .. والبعض لا يجد لقمة عيش كريم .. أو شربة ماء نظيفة .. أو مواصلة مقبولة لا تهدر آدميته .. أو .. أو .. إلي آخر مظاهر المعاناة اليومية التي تنتظم الجميع .. وان بدرجات متفاوتة .. وأشكال مختلفة.
* ولكن أثق أيضاً ان الأمر سوف يلقي قبولاً .. عندما يفكر البعض قليلاً .. ويجد ان مشروعاً كهذا كفيل باستعادة الروح من ناحية .. وفتح آفاق رزق جديدة لألوف يمكن ان تخرج من جيش العاطلين من ناحية أخري .. ويخلق حياة جديدة تبعث علي الأمل والثقة في المستقبل من ناحية ثالثة.
النظافة ليست من أجل السياحة فقط..
* وقد تبدو النظافة ضرورة وحيوية لمجتمع يتطلع إلي أن تقود صناعة السياحة التنمية في مختلف ربوعه .. بوصفها تكاد تكون الصناعة الوحيدة التي تمتلك مصر فيها ميزة نسبية تفوق الكثيرين من المنافسين .. وبوصفها أيضاً الصناعة الأقل تكلفة في خلق فرص العمل.. فكل زيادة قدرها مليون سائح تخلق فرص عمل لنحور ثلاثمائة ألف شخص .. فكم ملياراً يمكن أن نستثمرها لكي نخلق هذه الفرص؟!
* ومع هذا فإن النظافة ليست من أجل السياحة والسياح فقط.. النظافة من أجلنا نحن .. من أجل كل أبناء الوطن .. النظافة ضرورة حياة للجميع.
* وعندما نقبل هذا التحدي .. وننجح فيه .. وأظنه لن يكون سهلاً .. وهو أيضاً لن يكون صعباً .. فإن هذا النجاح سوف يدفعنا لنجاحات أخري .. وسوف يكون حافزاً لاختراق العديد من المشاكل التي تؤرقنا جميعاً .. وما أكثرها..!!
استعادة الإرادة الغائبة
* قد يقول البعض: إذا كنا فشلنا في احتواء مخلفات الزراعة من قش وحطب وغيرها .. وتركناها تهدر بالإحراق .. وتلويث سمائنا .. وصدورنا.. بأمراض يكلفنا علاجها الملايين .. فهل يمكن ان ننجح في احتواء مخلفات حياتنا اليومية .. وإضفاء لمسات جمال وزينة علي شوارعنا وأحيائنا؟
أقول نعم .. ننجح إذا أردنا
وأقول أيضاً .. في غياب الإرادة لن نستطيع ان نفعل شيئاً.
وأقول كذلك : إن الإرادة .. حتي الآن .. في موضوع النظافة تبدو غائبة.
* ومع هذا كله .. فإن شموعاً كثيرة تضئ حولنا .. وهي كلها يمكن ان نهتدي بها .. وهي كلها تشير إلي أن تحقيق هذا الحلم ممكن.
* أذكر اني مشيت في بعض مناطق الأقصر الشعبية .. وبدون ترتيب سابق .. مناطق ليست سياحية .. وأدهشني . ومن معي . مستوي النظافة بهذه الأحياء .. فماذا حدث؟ .. إنها الإرادة .. والقدوة .. ونحن في حاجة إلي الاثنين معاً.
التجارب حولنا كثيرة..
* مازلت أذكر مشاهد انطبعت في ذاكرتي منذ السبعينيات حينما كنا في زيارة سياحية لليونان .. وتجولنا في الصباح الباكر في بعض المدن والقري الصغيرة .. كنا نري سيدات البيوت .. والقرويات .. يقمن في الصباح الباكر بتنظيف الشوارع والأرصفة أمام بيوتهن .. لتجد ان النظافة .. مع الخضرة .. مع الزهور .. تشكل جميعها لوحة جميلة .. في قلب الريف .. وقل مثل هذا عن كل ريف آخر شهدناه في كل أوروبا.
* ماذا ينقصنا نحن؟! .. القدوة .. والتعليم .. والتوعية .. فمن يقوم بكل ذلك!!
* لدينا عمالة كثيرة لا تجد مجالاً للرزق .. لدنيا صندوق اجتماعي يهتم بالمشروعات الصغيرة .. ولدينا جهاز خدمة وطنية يشهد بانجازاته الجميع .. لتكن النظافة في إطار المشروع القومي للنظافة .. واحداً من هذه المشروعات الصغيرة .. ليكن هناك مسئول للنظافة من الشباب في كل حي .. وآخر في كل شارع .. وثالث في كل مربع .. وهكذا . وليكن جهاز الخدمة الوطنية هو المنوط بالتعاون مع هؤلاء .. لسنا بحاجة إلي شركات أجنبية تتولي العمل وتفشل بمجرد أن تبدأ .. تجمع ما تشاء .. وتترك ما تشاء .. وتضع صناديق للمخلفات .. هي المخلفات بعينها .. تؤذي الأعين .. وتدفع كل من توضع أمامه .. إلي الإصرار علي التخلص منها.
* نريد ان نري صناديق تدوير المخلفات كما يحدث في كل العالم .. صناديق تتلقي مخلفات الورق .. وأخري للبلاستيك .. وثالثة للزجاج الأبيض .. ورابعة للزجاج الملون .. وخامسة لباقي المخلفات .. وهكذا.
لماذا عدنا إلي الوراء..؟!
* التخطيط لمشروع قومي للنظافة جدير بأن يستحوذ علي جهد المسئولين .. فهو ليس نظافة فقط .. وإنما هو مشروع خدمي .. وانتاجي أيضاً .. وهو صحي كذلك .. وفضلاً عن ذلك فهو مجال جديد لتشغيل ألوف من الشباب.
* لم يعد أحد يستسيغ ان نفشل في تحقيق المستوي المقبول من النظافة .. الكل يتطلع إلي العودة إلي ما كنا عليه .. كانت شوارع مصر تغسل كل ليلة بالماء والصابون .. ماذا جري؟! .. عدنا إلي الوراء .. وفشلنا في أبسط الأمور .. عميت الأعين فلم تعد تفرق بين النظافة والقذارة .. استمرأ الناس اللامبالاة .. فقدوا الحس أو أفقدوه ! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
* في كل اجتماع.. في كل لقاء.. حديث النظافة حاضر. والأسف لما وصلنا إليه. حديث الجميع..
القدوة..والتوعية والعمل في الشارع..
* في اجتماع الجمعية العمومية لغرفة الفنادق.. منذ أيام.. تطرق الحوار إلي مأساة النظافة في مصر..والاهمال الذي يشوه وجه الوطن.. وقد بدأ الحديث الأخ العزيز المحمدي حويدق.. فروي تجربته التطوعية مع منطقة انتظار سيارات الميكروباص في حي القللي.. وكيف استثار حماسة السائقين لنظافة منطقتهم.. ثم تولي عنهم تنظيفها وإقامة دورات مياه للعاملين.. وتولي السائقون بأنفسهم بعد ذلك المحافظة علي النظافة والاهتمام بها.. فقد وجدوا القدوة ومن يتولي توجيههم.. وشعروا بالفارق بين قذارة موقف السيارات الذي يعملون فيه.. وحاله بعد أن تم تنظيفه..
ولكن المحمدي ينعي علي المحافظة عدم اهتمامها بعذ ذلك بمتابعة النظافة ونقل المخلفات . حتي عاد الأمر كما كان وأسوأ..
* ويتفق معه في الرأي الأخ العزيز وسيم محي الدين رئيس غرفة الفنادق.. الذي يري أن المشكلة ليست في الناس.. وإنما في القدوة.. ويري أن الناس محتاجة إلي من يقود العمل ويوجهه.. والتجربة التي بدأت في الإسكندرية في عهد محافظها السابق اللواء المحجوب أنقذت الاسكندرية مما علق بها من تشوهات المخلفات.. حيث نزل المحافظ إلي الناس وقاد عمليات النظافة.
* نحن في حاجة إلي القدوة والقيادة معاً.. والقيادات المحلية تستطيع أن تفعل الكثير.. لكن لا ثقة في أعضاء الأحزاب. إن وجد لهذه الأحزاب أعضاء علي مستوي الشارع.. ولا ثقة في أي قيادات محلية خارج نطاق تحقيق المكاسب الفردية لهم ولأسرهم.. والمنظمات غير الحكومية تشغلها أمور أخري كثيرة.
دعوة لأكبر الأحزاب للنزول إلي الشارع
* وقد فكرت كثيراً في أن ندعو إلي الاستعانة بأعضاء أكبر حزبين في مصر.. وهما حزب الأهلي.. وحزب الزمالك.. ولن يستطيع أي حزب أن يدعي أن أعضاءه أكثر من أعضاء هذين "الحزبين".. إن سمينا الانتماء إلي هذين الناديين العريقين "تحزباً".. ولا نقول "تعصباً..
* ويسطيع جمهور الأهلي والزمالك التنافس في هذا المشروع القومي..ومعهما باقي الأندية كذلك.. فتتولي روابط المشجعين في مختلف الأحياء والمدن الصغيرة والقري تقسيم المناطق التي يقيمون فيها بينهم والإشراف علي نظافتها.
* وتستطيع المدارس أن تفعل نفس الشيء.. والمصانع أيضاً.. وكل التجمعات يمكنها أن تسهم في نظافة من حولها.. عمل دائم.. وليس موسمياً.. ويأتي دور الدولة بعد ذلك ممثلة في أجهزة المحافظات وليس شركات النظافة الأجنبية التي ثبت فشلها في تجميع المخلفات وتوجيههاً إلي التدوير.. ويعاونها في ذلك جهاز الخدمة الوطنية.
التكلفة بالمليارات .. والعوائد أيضاً بالمليارات
* ومثل هذا المشروع سيكلف المليارات.. ولكن عوائده أيضاً ستكون بالمليارات.. وأهم من هذه المليارات العوائد علي البيئة.. وصحة الأفراد.. والمظهر الجمالي للبلد بأكمله.. والراحة النفسية لملايين المواطنين الذين ستتحول حياتهم من التعايش مع شوارع قذرة ومخلفات تنتشر في كل مكان.. إلي حياة في شوارع نظيفة..مع أواني النباتات والزهور التي تنتشر في كل مكان.
* إن التمويل لن يكون مشكلة.. رجال الأعمال يستطيعون أن يسهموا.. وهم يسهمون في كثير من المشروعات.. ولكن هذا المشروع سيغير صورة البلد.
دعونا نحلم .. وننتظر من يحقق الحلم..!!
* ربما أكون أحلم.. وانا بالفعل كذلك.. ولم يعد أمامنا إلا أن نحلم.. لعل الله يقيض لنا من يحول الأحلام إلي حقيقة.
ولعلنا نخرج جميعا من مستنقع القذارة الذي تحولت إليه بلدنا.. ليس فقط في أحيائها الشعبية.. بل في أهم وأجمل أحيائها التي لم تعد تشير إلا إلي بلادة.. وعدم إحساس.. وقلة شعور بالمسئولية.. ودفن الرؤوس في الرمال.. حتي لا نري المدي الذي انحدرت إليه النظافة في هذا البلد.. ومرة أخري: لا حول ولا قوة إلا بالله.
خبراء القرش.. يفسرون الماء
* فسر خبراء القرش بعد جهد جهيد الماء.. بأنه الماء.. إذ لم يخرج تقرير خبراء القرش الذين تولوا دراسة الموقف. عما كتبناه في تناولنا لأحداثه بعد وقوعها مباشرة.. ولكن المحافظ أضاف اخطاء المحافظ جديداً كانت المواءمة تقتضي علي المحافظ ألا يذكره .
أخطأ المحافظ..
* وأقول هنا لقد أخطأ محافظ جنوب سيناء.. إذ ليس من المقبول أن يذكرنا المحافظ بمأساة وقعت منذ سنوات. نريد أن تنسي تماما.. ولا يفيد تذكير الناس بها.. ثم ندخلها في سياق آخر مؤلم لكل أسر الضحايا.. فالمحافظ يري أن هؤلاء الضحايا من هذا الشعب الصديق كانوا غذاء لسمك القرش. فبدأت منذ تلك الحادثة مشكلة القرش.. وهو أمر لم نسمع به إلا من المحافظ.. وما ينبغي أن نعود إلي تكراره حتي لا نسييء إلي ذكري هؤلاء الضحايا الأبرياء وحتي لا نجدد أحزان أسرهم..
* وأعود إلي موضوع تأثر الحركة السياحية إلي شرم الشيخ بأحداث القروش. وأتناول اليوم الموقف من جانبين أولهما التأثر الوقتي بهذه الأحداث كرد فعل طبيعي لأي أحداث تقفز إلي السطح فجأة.. ثم الأوضاع بعد أن تهدأ الأمور وينتهي تأثير الصدمة الأولي..
المعالجة الاعلامية تنتج آثارا سلبية
* وكما سبق وأوضحنا فإن التأثر وقتياً أمر ممكن في ظل الضجة المثارة. والمعالجة الإعلامية من خلال التغطية الواسعة والمبالغ فيها أحياناً. والتي تشعل الموقف بأكثر مما يجب..وهذا كان مثار نقاش أيضا في اجتماع الجمعية العمومية لغرفة الفنادق.. حيث أشار الأخ العزيز المحمدي حويدق إلي أن تأثير هذه الصدمة أدي إلي إلغاء واحدة من رحلتي شارتر من روسيا.. نتيجة تقلص مفاجيء للرحلات.. وعزي المحمدي هذا إلي الضجيج الشديد الذي أثارته وسائل الإعلام المحلية.. والتي تنقل عنها وسائل الإعلام العالمية..
* وقد دار علي أثر هذا نقاش شارك فيه الأخ العزيز وسيم محيي الدين رئيس غرفة الفنادق. والزميلة ميرفت رشاد التي رأت فيما قاله المحمدي حويدق لوما للصحف المصرية. ثم كاتب هذه السطور. حيث قلت أنني سبق أن أشرت إلي هذه المعالجة المبالغ فيها. والتي تضخم الحدث. وتؤدي إلي تأثيرات سلبية. وهو ما حدث بالفعل.. ولكني من ناحية أخري قلت أن الصحف لا تستطيع أن تتجاهل الحدث ولا تنشره . ولا تستطيع أن تتجاهل تصريحات المسئولين حوله.. وإنما العيب هو في هذا الفيض من التصريحات والبلاغات المتتالية.. كأنها حالة حرب.. تتغير أوضاعها من لحظة لأخري.. طبقا للبيانات "الحربية" التي تحدد أوضاع المعركة لحظة بلحظة.
المتابعة الحازمة والمستمرة .. واجبة
* هذا جانب.. الجانب الآخر هو رد الفعل بعد زوال أثر الصدمة الأولي.. وهدوء مستوي التغطية الإعلامية المرتفع.. وأنا في هذا أري. ويتفق معي الكثيرون. من العاملين في هذه الصناعة..أن الأمور ستعود إلي طبيعتها. من جانب المستهلك. وهو السائح القادم. الذي قد يضع في ذهنه بعض الحذر إن لم يكن من محترفي الغوص.. ولكن من جانب مقدم الخدمة.. وهو هنا الفندق المعني أساساً بالسياح.. فلا شك أن الأمور تغيرت.. وعليه أن يلتزم بالإجراءات والاحتياطات التي رأت الجهات المعنية أن لابد من اتخاذها.. ودون أي تساهل في هذا الأمر.. ودون إبطاء أيضا.. لأن وقوع أحداث أخري قد يؤدي إلي تفاقم الضرر.. وهذا أمر لا يجب أن نسمح به للسائح العادي.. نزيل الفندق.. والذي لا يشارك في أنشطة أخري خارجه.. وبالتالي فإنه ينبغي استمرار المتابعة الجادة والحازمة لتنفيذ الفنادق والمنتجعات السياحية للاحتياطات والترتيبات الجديدة للوقاية وللحماية من أي أخطار محتملة للسائح.. والسياحة.
الارتفاع بمستوي فكر وكفاءة العاملين
* أشرت في الأسبوع الماضي إلي الندوة السياحية التي رافقت مهرجان لقاء النجوم الذي أقيم في الإسكندرية.. وقلت أن هناك جوانب كثيرة تستحق أن نعود إلي التعليق عليها.. وهذا ما أنويه بالفعل. في مرة قادمة.. * وقد تناولت بتأثير انطباعات سابقة ومتجددة. ما ألمسه في بعض العاملين في السياحة من عدم إلمام ومتابعة للجديد. أو حتي لبعض البديهيات المتعارف عليها في هذه الصناعة.. ولم يكن الحديث موجهاً لشخص بعينه.. ولكن كانت في هذه الندوة من بين الحاضرين واحدة فقط من العاملين في وزارة السياحة.. رأت أن الحديث ينصرف إليها وحدها.. لأنه لم يكن هناك غيرها من الوزارة.. وحدثتني تسأل ماذا فعلت لكي يكون هذا هو رأيي فيها.. وقد شرحت لها.. وأشرح لغيرها أيضا.. أني لم أتحدث عن شخص بعينه وإنما أتحدث عن حالة معينة ألمسها لدي البعض ممن يتاح لي أن أسمع له.. أو أتناقش معه.. هي حالة تشير إلي كثيرين.. وليست شخصاً بعينه.. وكنت أريد من كلماتي أن تكون دافعاً للكثيرين أن يستزيدوا من كل جديد في مجال عملهم.. وأن أدفع أيضا جهات عملهم إلي أن تهتم بالارتقاء بمستويات العاملين من خلال التدريب.. والتدريب المتواصل.. وبغير هذا التدريب لا يمكن أن يتحسن الأداء.. ولا يمكن أن نحقق النتائج المطلوبة.. من هذا الأداء.. ومرة أخري سنعود إن سمحت الظروف إلي التعليق علي بعض جوانب هذه الندوة الهامة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.