منذ ثلاثة أشهر فقط وضعت مصر قدمها علي أبواب العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين, لكنها مجرد خطوة في مسيرة عشر سنوات من2010 إلي2020, وبقدر كل خطوة نخطوها, سواء كانت محسوبة أو غير محسوبة سيتحدد شكل مصر في نهاية هذا العقد, وربما في عقود لاحقة. في كل المجالات تبدو مصر في طريقها لمشهد مختلف, بدأت إرهاصاته السياسية والاقتصادية, في الوقت نفسه الذي برزت فيه تحدياته الاجتماعية والاستراتيجية لتشكل مجموعة من الفرص والتحديات, تثير عدة اسئلة عن كيفية إدراكنا لها وتعاطينا معها, بالقدر الذي قد يحول التحدي إلي فرصة سانحة للتطور والتقدم, ومن ثم تغيير الواقع, أو ضياع الفرص لتتحول بالتالي إلي تحد جديد يضيف أعباء وتبعات علي كاهل الوطن. وفي هذه الحوارات مع رموز النخبة في المجالات شتي.. نقيم الواقع, ونستشرف آفاق المستقبل لنرسم صورة أقرب إلي الواقع خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.. وليس هذا فقط, وإنما الطريق إلي التعامل مع تحديات هذا الواقع لجعله يبدو في صورة أفضل. بعكس نظرائه الثلاثة الوفد والتجمع والجبهة الذين شاركوا في اجتماعات تحالف المعارضة برؤساء الأحزاب, مثل الحزب الناصري نائبة الأول, لأن حالة رئيس الحزب الصحية ضياء الدين داود لم تسمح له.. مما يعني أننا قد نكون أمام تغييرات مقبلة في قيادة هذا الحزب الذي يستند إلي تراث ثورة يوليو والتجربة الناصرية. ولأن الحديث عن المستقبل.. والتغيير فقد اخترنا أن نبدأ مع النائب الأول لرئيس الحزب الناصري سامح عاشور.. من حزبه والتيار الذي ينتمي له.. خاصة ان هذا التيار يعيش علي وقع خلافات وأحزاب منها ما هو عامل علي الساحة, ومنها ما هو تحت التأسيس.
وهذا نص الحوار: في عشر سنوات يبدو أن الحزب الناصري علي أبواب تغيير. هل سيكون بشكل سلس وديمقراطي أم أننا أمام أزمة جديدة داخل الحزب الناصري؟ طبعا توجد آليات في الحزب لقيادة الحزب فالمؤتمر العام للحزب هو المعني باختيار رئيس الحزب وفي الموعد القادم سوف يتم الترشيح والانتخاب مباشرة, ولاتوجد أي مشاكل في هذه المسألة, والأستاذ ضياء الدين داود لا ينوي تجديد ترشيحه رئاسة الحزب.
وجود ضياء الدين داود كشخصية تجمع الناصريين حولها, ألا يؤدي عدم ترشيحه ألي التأثيرعلي تماسك الحزب, أو قد يؤدي إلي خلافات أو انشقاقات؟ بالقطع غيابه أثر, كان وجوده أفيد كثيرا لو كان حاضرا بصحته, لكن بالقطع الحزب تعود ان يتعامل مع الموقف حتي مع غياب الأستاذ ضياء.
هل مشاركة سامح عاشور ممثلا عن الناصري في مؤتمر ائتلاف الأحزاب مؤشر علي خلافتك له وأنك من سيقود الحزب في الفترة القادمة؟ لا.. المؤشر هو انني النائب الأول لرئيس الحزب, وطبقا للائحة حينما ثم انتخابي لهذا الموقع الحزبي, النائب الأول لرئيس الحزب هو الذي يحل محل رئيس الحزب عند غيابه وهذا حلول قانوني أو لائحي.
في عشر سنوات قادمة كيف تري وجود الناصريين كتيار, وكحزب.. وهل يمكن أن نشهد حزبا ناصريا واحدا, وعودة من خرجوا من الحزب الناصري.. أم سنشهد أحزابا ناصرية متعددة؟ الآن توجد أحزاب ناصرية
أعرف أنه توجد عدة أحزاب ناصرية! التيار الناصري أعرض كثيرا وأكبر من أي حزب من الأحزاب, وأعتقد ان المستقبل سيشهد تطورا كبيرا في العضوية لابد ان تزداد عضوية الحزب بشكل رئيسي ومن الممكن ان توزع باقي العضويات علي حزب أو أكثر لكن بمستوي أقل كثيرا, وسيظل الحزب الناصري هو صاحب النصيب الأكبر, لكن هذا مشروط بأن يظل الحزب في عملية تحديث اللائحة بحيث شرح باستيعاب كل الطاقات الموجودة, لأنه من عيوب اللائحة الحالية للحزب, أنها لائحة لا تفسح المجال لكل القدرات وكل الامكانات وبالتالي أصبحت لائحة طاردة, مما سهل عملية الخروج من الحزب لأن البعض فقد الأمل في تولي أي موقع لضيق المساحة التمثيلية.
وهل هذا التعديل وارد؟ متاح ووارد وسيعرض علي المؤتمر العام للحزب.. لكن هناك شيء آخر وهو حجم التحديث الذي يمكن ان يحدث علي الخطاب الناصري في الشارع وهو ضرورة الأن, ليس للناصريين, الناصريون لا يحتاجون تحديثا وإنما حتي يثق الآخرون في الحزب الناصري, نتحدث بخطاب يفهمه الشباب اليوم. الأجيال الشابة اليوم العريضة التي تمثل الأغلبية الآن في الشارع لم تعاصر عبد الناصر ولم تعاصر التجربة, ولم تعاصر مصطلحاتها ولا تفاهيمها ولا مضمامنيها,. وبالتالي نحتاج إعادة ترجمة المضامين بخطاب يفهمة الواقع الشاب في الشارع السياسي. مايحتاجه الحزب أيضا ويسهل دوره هو تطوير البرنامج, وأنا لست مع رص كلام وإنما من الممكن أن نضع مشروعا قوميا قابلا للتطبيق يجمع الناس حوله, فلابد ان نشعرالمواطن ان هناك املا يحدثه هذا الحزب إذا ما حاز علي الأغلبية..هذا الأمل يتمثل في مشروع يعالج المشكلات الرئيسية لدينا, يسهم في حل مشكلة البطالة, يسهم في حل الحالة الاقتصادية, ورفع المستوي الاقتصادي للمجتمع, ويسهم في عملية التنمية وأيضا يساعد علي تماسك الوطن بأن نخلق قضية قومية يلتف الجميع حولها. لدينا مشكلة في المجتمع المصري وهي غياب المشروع القومي, الثورة كانت مشروعا قوميا الاصلاح الزراعي كان مشروعا قوميا السد العالي كان مشروعا قوميا حتي التحول الاشتراكي كان مشروعا قوميا يعني التأميم والاقتصاد المخطط حتي الخروج من الهزيمة اتعمل لها مشروعا تمثل في حرب الاستنزاف التي كانت استعدادا لحرب اكتوبر, واكتمل هذا المشروع بالنصر..منذ هذا التاريخ لايوجد مشروع قومي, توجد مشروعات اقتصادية لكنها لم تصل الي حد المشروع القومي.