تسود حالة من الترقب داخل حزب "الوفد" حول مصير الهيئة العليا للحزب، التي تم تأجيل انتخاباتها حتى العام القادم، في ظل صدور إشارات حول عزم رئيس الحزب الدكتور السيد البدوي الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية المقررة العام القادم. ويعطي بقاء الهيئة العليا بوضعها الحالي الفرصة لأكثر من مرشح لخوض الانتخابات، وإبقاء الأمر رهن المجموعة المحسوبة على رئيس الحزب السابق محمود أباظة، التي تشكل الأغلبية داخل أعلى قنوات إصدار القرار بالحزب. وأفادت مصادر حزبية ل "المصريون" أن البدوي- الذي يعتزم خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة- سيصدر قرارًا بحل الهيئة العليا نهاية مايو القادم، بعد انتهاء سريان قرار المد لعام إضافي الذي أصدره رئيس الحزب السابق. وأشارت إلى أنه في حال حسم البدوي خياراته فسيصدر قرارًا بحل الهيئة العليا، لإعادة تشكيلها بالشكل الذي يتيح له خوض انتخابات رئاسة الجمهورية دون منافسة أي من قيادات الحزب الأخرى، خاصة وأن شروط الترشح تنص على مرور عام – بحد أدنى- بعضوية الهيئة العليا لأي حزب. وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن صدور قرار محتمل بحل الهيئة العليا للحزب، من شأنه أن يواجه باعتراضات قوية من داخل جبهة محور أباظة وحليفه منير فخري عبد النور السكرتير العام للحزب، باعتبار الهيئة الحصن الأخير لهذه الجبهة. يأتي هذا فيما رجحت المصادر ذاتها ألا يتم حسم اختيار مرشح الحزب لانتخابات رئاسة الجمهورية قبل حلول منتصف العام المقبل، وبعد أن يتم حسم مصير الهيئة العليا للحزب، ومعرفة إلي أين ستتجه الأوضاع داخل الحزب، وما هي طبيعة "الصفقات" التي سيتم إبرامها مع الحزب "الوطني" الحاكم. يشار إلى أن محمد مصطفى شردي، المتحدث باسم الحزب كان قد أعلن عن عزم البدوي خوض انتخابات الرئاسة. وقوبل هذا الأمر باستياء عديد من أعضاء الهيئة العليا، باعتباره يمثل "اعتداء على سلطات الهيئة العليا"، صاحبة الحق الأصيل في اختيار مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة، مطالبين بضرورة التمهل في الإدلاء بتصريحات قبل اتخاذ قرار بشأنها داخل "الوفد".