حذر الدكتور جلال الملاح أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الإسكندرية في تصريحات ل "المصريون" من أن مصر مقبلة على مجاعة، إذا لم يتم تدارك تداعيات الأزمة الناجمة عن النقص الشديد في المخزون العالمي للحبوب، والاتجاه العالمي لتصنيع الوقود الحيوي من الزيوت النباتية، كمصدر بديل للطاقة بالدول الكبرى. وقال، إنه في حال الاستمرار في مشروعات تحويل المحاصيل إلي وقود حيوي ببعض دول العالم فإن ذلك سيشكل خطرا حقيقيا علي مصر التي تستورد معظم غذائها من الخارج وهو ما يتطلب زيادة المساحات المزروعة في مصر من الحبوب الرئيسية، مثل القمح والأرز والذرة، والعمل على توفير كميات كبيرة من الحبوب لمقابلة المخاطر المتوقعة مستقبليا وعقد تحالفات غذائية مع دول مجاورة لزراعة الحبوب الأساسية في نطاقها، وإعادة استيرادها لمصلحة مصر. وأشار إلى أن مصر لا تعتمد إستراتيجية حقيقية في الزراعة خاصة في الحبوب الإستراتيجية مثل القمح، لافتًا إلى أنها دخلت حزام الخطر بسبب اعتمادها على استيراد القمح من عدة دول في مقدمتها روسيا، وقد ظهرت تداعيات الأزمة عندما أعلنت الأخيرة وقف تصدير القمح بسبب حرق محاصيلها. وقال إن اللجوء إلى استخلاص الوقود من المحاصيل الزراعية جاء نتيجة مخاوف في العالم من نضوب البترول، وبدأت تعتمد على القمح والذرة والشعير وقصب السكر لتوفير الوقود، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة على سبيل المثال تدعم زراعة الوقود الحيوي من الذرة في حدود 7 مليار دولار سنويا، وتنتج أكثر من 85 مليون طن إيثانول سنويا، مما يؤكد اتجاهها بقوة إلى الاعتماد على الوقود الحيوي. واقترح أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الإسكندرية تحقيق اندماج زراعي بين مصر والسودان الزراعية 20 مليون فدان، مما يسهم في ضمان حصول مصر من احتياجاتها من المحاصيل الضرورية، بالإضافة إلي توفير مياه النيل للري الداخلي على مصر، وزيادة التعاون مع السودان.