الحاخام خشى هزيمة عسكرية جديدة تتجرعها إسرائيل على يد مصر إذا أصرت على استمرار البقاء في الأرض المحتلة. في حرب أكتوبر قتل 3000 إسرائيلي ..هل نسمح بسفك دمائنا مجددا و لماذا نجلب على أنفسنا مزيدًا من الحروب كتب محمد محمود بعد أيام من وفاته، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نص عظة للحاخام عوفديا يوسف أحد أكبر حاخامات إسرائيل السابقين تعقيبا على توقيع اتفاقية السلام مع مصر، أفتى فيها بإخلاء إسرائيل للمستوطنات من شبه جزيرة سيناء كي لا تشن مصر حربا جديدة تلقى فيها إسرائيل هزيمة نكراء كما حدث في حرب أكتوبر 1973 وتتكبد خسائر في الأرواح مجددا. وأضافت الصحيفة أن عوفاديا أدلى برأيه هذا في المعاهدة خلال مؤتمر عقد بمؤسسة الحاخام كوك في القدس وهي أكثر المؤسسات الدينية تطرفا في إسرائيل في عام 1979، وهو هذا العام الذي شهد توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، وللمرة الأولى في تاريخها وافقت إسرائيل على إخلاء مناطق قامت باحتلالها مقابل تحقيق السلام. وأشارت إلى أن الرأي العام الإسرائيلي كان منقسما وقتها بين اليمين واليسار، وفي محاضرة دينية وعظية بعنوان "الشريعة والسلام" أصدر يوسف فتوى أذهلت اليمين اليهودي والمنظومة السياسية بتل أبيب. وجاء في الفتوى "التي عبرت عن حالة الخوف الإسرائيلية من اندلاع الحرب مجددا مع مصر "أنا مع إخلاء المستوطنات من شبه جزيرة سيناء طالما أن الأمر سيؤدي إلى إنقاذ الأرواح وإبعاد شبح الحرب من قبل جيراننا، إذا حدد لنا زعماء وقادة الجيش الإسرائيلي وأعضاء الحكومة أن الأمر سيؤدي إلى إنقاذ أرواحنا، وتحقيق سلام دائم، فإنني أرى جواز إعادة الأراضي التي أخذتها إسرائيل لتحقيق هذا الهدف". وأضاف في خطبته "في حرب الغفران قتل حوالي 3000 إسرائيلي، هل يمكننا السماح بسفك دمائنا من جديد كما لو كانت مياه، لماذا نجلب على أنفسنا مزيدا من الحروب، ولماذا نرسل المزيد من الشباب لأرض المعركة، الشريعة لا تحرم الانسحاب من الأراضي من أجل تحقيق السلام ، نفس واحدة من إسرائيل لابد وأن يتم وضعها في الحسبان مقابل كل الأراضي، يجب الحفاظ على الأرواح وعدم الاهتمام بقطعة الأرض أي كانت". وأوضحت الصحيفة أن فتوى الحاخام نزلت كالصدمة على مستمعيه من المتشددين اليهود وقوبلت بمعارضة شديدة من قبل الحاخامات والمستوطنين، وعلى رأسهم الحاخام المتشدد شلومو جورن الذي عارض إعادة الأراضي للمصريين. ونقلت الصحيفة عن دود جلس –مستشار وكاتم سر الحاخام الراحل- قوله " فتوى الحاخام عوفديا يوسف كانت نابعة في الأساس من القناعات التي توصل إليها في ختام ونهاية حرب يوم الغفران عام 1973، عندما شاهد بعينه الكثير من السيدات الإسرائيليات اللاتي فقدت أزواجهن في الحرب، وكانت المسئولية ملقاة عليه بإيجاد فتاوى شرعية توضه الموقف الاجتماعي لتلك السيدات". وأضاف: "لقد قال الحاخام وقتها عن حرب يوم الغفران أنه ظل لأشهر طويلة، منذ الصباح وحتى المساء، في الاستماع لشهادات الجنود الناجيين وكانت الدموع تنهمر كالمياه من أعين الإسرائيليين، التي لم تعرف النوم"، مقتبسا عن عوفديا قوله وقتها عن الهزيمة "ظللنا نحلم بالكوابيس على مدى 6 شهور، وأمامنا آلاف السيدات اللاتي لم يعثر لأزواجهن على أثر، بعد أن لقوا مصرعهم بشكل قاس". وأشار إلى أن الحاخام عوفديا رأي بعينه النساء الثكالى والأرامل، كما شاهد بنفسه ميدان المعركة، لقد كان مرتبكا مما صادفه، هذا أثر عليه بشكل كبير"، موضحا أن فتوى الحاخام بشأن الأرض مقابل السلام "لم تأتي لاعتبارات إنسانية فيما يتعلق بالعدو، الحاخم لم يحب العرب بل أحب إسرائيل".