نظم العديد من الناشطين المتضامنين مع قضية خالد سعيد، الشاب الذي قتل في مطلع يونيو الماضي إثر تعرضه للضرب المبرح على يد اثنين من رجال الشرطة بالإسكندرية، وقفة تضامنية مع أسرته على شاطئ كليوباترا بالقرب من منزله في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة. وشارك في الوقفة ممثلون عن "الجمعية الوطنية للتغيير" و"الحملة الشعبية لترشيح البرادعي رئيسًا" ونشطاء من أحزاب "الغد" و"الجبهة الديمقراطية" و"الكرامة"، والعديد من الشخصيات العامة من بينها الشيخ أبو عمرو المصري، الذي تعرض للخطف والتعذيب على يد عملاء المخابرات الأمريكية. ووحدت الوقفة بين المسلمين والأقباط ضد ما يوصف ب "الظلم" و"التعذيب"، الذي يمارسه النظام ضد المصريين، وظل المسلمون يرددون بصوت عال آيات من القرآن الكريم، بينما أخذ المسيحيون يقرأون الإنجيل، ثم اتحد الجميع بدعاء واحد لخالد سعيد والدعاء على المتورطين في التعذيب وكل من يعلم بذلك ويسمح به، مرددين: آمين، وذلك حتى آذان المغرب. واتجه المشاركون في أعقاب ذلك للشارع الذي تسكن به أسرة خالد سعيد لحضور مأدبة الإفطار الذي أعدته لهم والدته إلا أنهم فوجئوا عندما أرادوا أداء صلاة المغرب بإغلاق مبنى "مسرح كليوباترا" سابقا والذي أصبح مكانًا معد للصلاة ومقسمًا لمصلى للرجال ومصلى للنساء. وعندما سألوا عن السبب علموا أن الأمن قام بذلك أمس، كما طلب الأمن من الأهالي عدم النزول للشارع وإطفاء أنوار منازلهم، وشدد على أصحاب المحال والمقاهي بإغلاقها خلال الوقفة التضامنية، كما تم إطفاء أنوار الشارع. وبعد الإفطار قام عدد منهم بأداء مسرحية "محاكمة قتلة خالد سعيد" التي تروى بشكل ساخر المحاكمة المتوقعة، فأظهرت محامى المتهمين يقول في دفاعه: "لو كل ظابط عذب واحد اتحاكم يبقى مش هنلاقى ظباط"، كما أظهرت شاهد الزور عندما سأله القاضي ما اسمك؟ يرد "أنا شفت خالد سعيد وهو بيبلع لفافة البانجو"، فيقاطعه القاضي مكررا السؤال فيكرر الشاهد نفس الإجابة لعدة مرات. وفوجئ المتضامنون بشرطي المرور يطلب منهم إخلاء الشارع أمام السيارات، على الرغم من أن الساعة لم تتعد السابعة والربع، ولم يكن وقتها هناك مارة بالشارع، إلا أنهم رفضوا التجاوب معه، وظلوا يرددون الهتافات المناوئة للنظام: "يسقط يسقط حسنى مبارك"، "حسنى مبارك باطل"، "جمال مبارك باطل". وعلى الفور، حضر مئات من جنود الأمن المركزي وقام بتطويق المتظاهرين، وسدوا الطرق الجانبية، بحضور مدير أمن الإسكندرية اللواء محمد إبراهيم، الذي طلب بنفسه من المتضامنين إنهاء الوقفة دون أن يتعرض أحد منهم للاعتقال أو الإيذاء إلا أنهم رفضوا وعادوا للهتاف قائلين "عملين علينا أسود... وبتضربوا على الحدود"، و"ياظباط الداخلية عيشوا بشرف... جاتكوا القرف". وظل المتظاهرين وسط الحصار الأمني إلى أن حان موعد صلاة العشاء والتي صلوها جماعة وأتبعوها بصلاة القيام وقاموا خلالها بالدعاء على الظلمة والمنافقين، كما قام العديد من المسيحيين بمشاركة زملائهم المسلمين الصلاة، وانطلقت الهتاف ب "وحدة وحدة وطنية ضد الدولة البوليسية"، واستمرت التظاهرة في هدوء دون احتكاك مع الأمن إلا في حالات فردية حتى الساعة العاشرة. من جهة أخرى، ناشد والد الطالب محمد سعد ترك الطالب بكلية طب أسنان جامعة الإسكندرية، وزارة الداخلية الكشف عن مصير ولده المعتقل منذ شهر يوليو 2009، وقال إنه أتى من البحيرة للإسكندرية لمناشدة النشطاء الاهتمام بقضية ابنه مثلما أسوة بقضية خالد سعيد.