رأت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية أن موقف إسرائيل إزاء إيران الآن أسوأ بكثير عما كان عليه قبل سنوات إبان حكم الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد. وتساءلت المجلة - في مستهل تقرير على موقعها الإلكتروني الأربعاء- عما إذا كان في استطاعة إسرائيل، بما تحظى به من دعم سياسي بالولاياتالمتحدة، أن تحول دون إبرام اتفاق نووي بين إيران والقوى الغربية، مشيرة إلى الترحيب الحذر من معظم القوى الدولية بذوبان الجليد على صعيد العلاقات الأمريكية-الإيرانية. فيما رصدت المجلة تشكك الإسرائيليين في قدرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الحيلولة دون حصول إيران على سلاح نووي أو حتى على الأقل دون اكتساب القدرة على إنتاج هذا السلاح. وأومأت "فورين أفيرز" إلى خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالأمس بالأمم المتحدة، قائلة إن معظم الحضور لم يكونوا يريدون سماعه وهو يذكر العالم بأن الإيرانيين كذبوا من قبل محذرا من استمرارهم في الكذب ومدعيا أنهم لم يقدموا ما يدل على صدق نواياهم. وتوقعت المجلة الأمريكية أن ينتهي أوباما إلى الدبلوماسية كخيار إزاء إيران -إذا ثبت خداع روحاني- على غرار ما فعل في سوريا، متسائلة ماذا سيفعل الإسرائيليون عندئذ؟ ورجحت أن يلجأ الإسرائيليون أول الأمر إلى تأكيد صحة دعواهم بشأن الرئيس الإيراني أمام العالم -وعلى رأسه الولاياتالمتحدة ومسئولي الاتحاد الأوروبي والصحفيين وكل من يود السماع- من أن روحاني ليس إصلاحيا وإنما هو يسعى إلى كسب الوقت من أجل إحراز تقدم على صعيد برنامج طهران النووي. ورأت "فورين أفيرز" أنه لم يعد أمام الإسرائيليين في الوقت الراهن سوى أن يحاولوا رسم ابتسامات فاترة على شفاههم وأن يعلقوا آمالهم على بنود الاتفاق النووي المزمع بين إيران والقوى الغربية، وأن يسعوا إلى تشديد بنود هذا الاتفاق. كما رجحت المجلة أن تطالب إسرائيل بتشديد العقوبات ضد طهران وأن تضغط على إدارة أوباما بعدم السماح لأية دولة بتخفيف حدة العقوبات ضد النظام الإيراني حتى يغير من مسلكه. ورأت المجلة الأمريكية أن موقف الإسرائيليين إزاء إيران الآن أسوأ بكثير من موقفهم الذي كانوا عليه قبل سنوات، وقالت إن البديل الوحيد الذي كان من شأنه الحيلولة دون وصولهم إلى هذا الوضع كان مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية العام الماضي عندما كان محمود أحمدي نجاد رئيسا لإيران؛ ساعتها كان هذا الموقف الإسرائيلي يمكن الدفاع عنه في ساحة الرأي العام العالمي.