أخيرا سقطت كل الأوراق، ولم يعد بالإمكان تصديق تقولاتهم عن الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، والشاهد ما حدث يوم الاثنين الماضي بنادي القضاة. فقد أرتكبوا جريمتهم وكانت فضحيتهم كما رأينا وسمعنا ب"جلاجل"، قام من كنا نظنهم وبعض الظن إثم أنهم ممن قيل فيهم (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ) بارتكاب فعلهم الفاضح والممجوج ، ولأنهم يفتقدون الحياء فقد كانت جريمتهم جهارا نهارا. نفذوا أوامر الأسياد وإن خالفت كل الشرائع والقوانين الدولية ، أهانوا القضاة في عقر دارهم ، إنهم يريدون كسر عنق العدالة ، وهي ملاذنا الأخير، وحصننا عندما تشتد الخطوب والنوائب وما أكثرها في زمانهم الأغبر، وهي الأمان والسكينة عندما تتوه العقول وتضرب الموازين ، فإلى أين نحن ذاهبون .. الجريمة أو الفضيحة على روايتين ارتكبت مع سبق الإصرار والترصد ، والهدف إسكات صوت الحق والعدل. سحلوا قاضيا شريفا يحكم بما أنزل الله .. جردوه من ملابسه ، يا لها من خسة ونذالة ، أنه ليس مثلهم ، ولو أراد لكانت هراواتهم بردا وسلاما على جسده النحيل ، نعم ليس منهم وإن تشابهت الأسماء. جريمة المستشار محمود حمزة التي تشرفنا جميعا أنه أراد أن يرصد الهجمة البربرية التي تعرض لها إخوان له من حركة كفاية ، رأى بأم عينيه الشباب وهم يموتون ويصرخون، لقد استغاثوا بالقضاة وهو يعلم أن الشرف كله في إغاثة الملهوف ، وجريمتهم أنهم كانوا يتضامنون مع القضاة الشرفاء في مطالبهم العادلة، فهو إنسان، وقد هالة وأفزعه أن تهان كرامة الإنسان أي إنسان، هذا ما تربى عليه وتعلمه، ضربوه بشدة طرحوه أرضا وبالمرة جردوه من ملابسه داسوه بالأقدام والنعال ، شلت أيديهم وأرجلهم وخرست ألسنة من أمروهم. قال أنا رئيس محكمة ، لم يعيروه اهتماما فهذه ثقافتهم ، أمطروه بوابل من السباب والشتائم وهذه لعنتهم ، فالأم التي أنجبت وهي الشريفة رموها بأحط الألفاظ وهم معذورون ، فكل بئر بما فيه ينضح . والأب الذي ربى لم يسلم أيضا من لعناتهم. لم يكتفوا بذلك بل حملوه في سيارة الترحيلات أسوة بالمجرمين وتجار المخدرات والحرامية. لقد أرادوا قتله معنويا، إنها لعنتهم ، قال لهم والدماء تسيل من جسده وأنفه ، أنا "هاموت" ، وتواصلت صرخاته فلم يستجيبوا ، وفي قسم عابدين ، كانت ثقافتهم على أرض الواقع ، فقد أرادوا أن يزيدوه آلاماً!. الذين اعتدوا جسديا ومعنويا على المستشار محمود حمزة سيلقون جزاءهم العادل..إن لم يكن في عالم الدنيا الفاني ، فسيكون غدا في عالم البقاء الأبدي ، وهم في النهاية إلى مزبلة التاريخ . فالشمس حتما ستشرق والظلمة لابد لها من زوال ، أما أمثال محمود حمزة من الشرفاء فهم في القلب ، وهم عند ربهم ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وكفاه فخرا أنه قاض ، إذا أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر ، أما هؤلاء فكلهم خطايا وذنوب.. ويا سيادة المستشار ويا كل المستشارين .. اصبروا واحتسبوا ، فالشمس حتما ستشرق والأيام دول..وإن غدا لناظره قريب.