أخيرا وبعد أن بيعت مصر في سوق النخاسة بثمن بخس دراهم معدودة. وطبقا لتقرير حديث وطازج (مصر المركز الرئيسي لمافيا تجارة الأعضاء البشرية) سمعتنا والحمد لله أصبحت سيئة وبيننا وبين البرازيل همزة وصل لكنها للأسف في تجارة ما هو محرم ومجرم من الناحيتين الشرعية والقانونية. البضاعة العصرية التي لم نسمع عنها من قبل سببها الرئيسي حالة الفقر الشديد التي يحياها أبناء المحروسة. ولأن السودان من بلاد النيل ولنا فيه نسب وصهر. فقد دخل أيضا سوق التجارة في الأعضاء البشرية. لقد كنا نعرف أن ولاة الأمور في بلادنا قرروا بيعنا وبالمرة كل متعلقاتنا ولم يدر بخلدنا أنهم تجرأوا لبيع أجسادنا. وربما رأوا أننا بضاعة راكدة وثقيلة أشبه بالطماطم فلا وقت لإرجاء بيعها. وما جاء بتقرير جويل باسويل يذكرنا بما كان ساكنا. عندما وقعت جريمة القتل التي راح ضحيتها عشرة بالتمام والكمال من أبناء عزبة شمس الدين إحدى توابع بني مزار بالصعيد الجواني. يومها قال العقلاء إن إلصاق التهمة بشخص واحد يعد ضربا من الخيال وافتئات على الحقيقة والمنطق. ومن المستحيلات التي انتهى زمنها. إلا أن أولى الأمر قالوا : إن رجال الشرطة الوارد في حقهم (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله) تمكنوا قبل غروب الشمس في اليوم التالي لوقوع الجريمة الإمساك بالمتهم أو الضحية على روايتين وزادوا أنه يبلغ من العمر (27) عاما. ويدعى محمد أحمد عبد اللطيف. ولأنهم يضربون الودع ويقرأون الفنجان فقد توصلوا إلى أن القاتل مصاب بمرض نفسي وعصبي وأن شقيقته المغلوب علي أمرها شاركته الجريمة والبرهان قيامها بغسل ملابسه الملطخة بدماء المنكوبين . ومع أن الراسخين في العلم ومعهم العقلاء أقسموا بأغلظ الأيمان أن الحادث ارتكبه نفر غير قليل وقالوا : إن محمد بن أحمد بن عبد اللطيف برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، إلا أن رجال الشرطة لم يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب وخرجت أجهزتهم الدعائية وما أكثرها ( كفاكم يا أعداء النجاح ) . وزادوا لقد اعترف المتهم بجريمته وأنه أعطي قوة عشرين رجلا ( والله في خلقه شئون ) حتى جاء القول الفصل في تقرير الدكتور جمال السيد حسن وهو بالمناسبة الطبيب الشرعي المخول بتشريح الجثث وكشف ملابسات الكارثة . المهم قالها الرجل ورزقه علي الله ( إن الجريمة تم ارتكابها بواسطة محترفين وبأدوات جراحية دقيقة ) لاحظ كلمة دقيقة أما بخصوص الفترة الزمنية التي وقع فيها الحادث فهي واحدة. وبالمناسبة قال تقرير الداخلية إن المجرم ارتكب جريمته في الفترة ما بين العشاء وحتى طلوع الفجر ، ولم يقف التقرير الطبي عند هذا الحد بل أمتد ليؤكد : أن التقرير رصد حالة الملابس التي كانت تستر الضحايا وفيها دلالة أخري بأن القاتل قام بشق الملابس بخط متواز دون حدوث تمزقات وهو ما يؤكد احتراف الجناة . وإذا كان شر البلية ما يضحك فالمضحك المبكي أن يكون السيد محمد بن عبد اللطيف والمحبوس علي ذمة القضية بمستشفي العباسية ذو المواهب متعددة فهو جراح ماهر وترزي عربي وأفرنكي ، الم يقل تقرير الطب الشرعي أن ملابس الضحايا تم شقها بخط متواز؟! . إن ما حدث في جريمة بني مزار يحدث يوميا ويبقي أن نشير أن تجارة الأعضاء البشرية وسرقتها في مصر أصبحت أكثر ربحا وأمنا من تجارة المخدرات صحيح كم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء