جبناء يعيشون بيننا. النذالة هي طابعهم والخسة هي من شمائلهم.. استغلوا معاناة بعض فئات المجتمع الاقتصادية واندسوا بينهم يحرضون الفتيات علي الرذيلة وينشرون بينهن الفحشاء ويوقعونهن في دائرة الإغراءات والتطلعات، ويخدروهن بالأحلام والأوهام والدولارات ثم يقومون بإلقائهن في النار إلي المجهول في بلاد تتعامل مع هؤلاء القادمات تحت أي أسم أو شعار علي أنهن بضاعة للعرض والطلب ولا مجال للمراوغة أو الإنكار..! وواحدة من اللاتي وقعن في حبائل هؤلاء الجبناء ظنت أن بالإمكان أن تقبل فتاة السفر خارج الوطن والقبول بأي مهنة عمل تحقق أحلامها وتمد طوق الإنقاذ لأسرتها وأن تظل باقية علي عهد الشرف بالحفاظ علي أعز ما تملك..!! وهناك اكتشفت أنها بيعت في سوق النخاسة بثمن بخس وأنهم أرسلوها لتواجه مصيرها وحدها وأن عليها أن تقرر إذا ما كانت ستستطيع الصمود أم ترفع العلم الأبيض وتظهر اللحم الأبيض وكل شيء هذه الأيام كما قالوا لها قابل "للتصليح" ويرجع أحسن مما كان..! والحرة ابنة الحرة تظل دائما حرة، فالتعب في سبيل لقمة العيش لا يعني أبدا الإستسلام والتفريط في العرض والشرف والكرامة، وكان أن حاولت العودة للوطن، والهروب من الجحيم والنجاة من النار، ولكن هيهات أن يتحقق لها هذا المراد بسهولة، فالذين أدخلوا العصفور في القفص اتخذوا من الضمانات والاحتياطات ما يمنع فراره وطيرانه، فقد كبلوها بالتوقيع علي إيصالات وشيكات وأموال لم تر منها شيئا ثم احتجزوها في غرفة وأدخلوا عليها من يريد التهامها وكسر عنادها.. ولم تجد إلا الانتحار وسيلة والقفز من النافذة طريقا للهرب، ومن الطابق الثالث ألقت بنفسها وعندما كتب لها القدر النجاة، بدأت أبعاد القضية تتكشف وتدخلت السفارة المصرية في هذا القطر العربي الشقيق لتعيدها إلي القاهرة لتكشف هناك عن الجبناء الذين يبيعون أعراضنا بإسم الفن ويخدعون الفتيات بحجة تشغيلهن في تصوير شرائط الفيديو كليب أو للعمل في العلاقات العامة والتسويق في فنادق الدول الخليجية أو حتي للعمل في فرق الرقص للفنون الشعبية والتي اصبحت ستارا "مؤدبا" للعمل في أغراض اخري.. ويحدث هذا تحت سمعنا وأبصارنا، ويتم "تصدير" بناتنا واستغلالهن في الخارج دون أن تستطيع الاجهزة المسئولة إيقاف هذه المهزلة لأن طرق التحايل "القانونية" كثيرة، والثغرات أكثر، ولأن بعضهن من المسافرات يعرفن جيدا ما ينتظرهن وعلي استعداد للتلاعب بأية أوراق وأية عقود مادمن سوف يستطعن العودة بالدولارات والريالات والدينارات وشراء الشقق والسيارات وشراء "المخرجين" ايضا وشراء اسم فن جديد لزوم الشهرة والانطلاق، ولا مانع أيضا من ادعاء الحشمة والفضيلة وإلقاء المحاضرات في الشرف والكرامة والعفة كذلك! واذا كانت المصيبة فردية فإن ذلك أمر يمكن قبوله، فالدعارة مهنة من اقدم مهن التاريخ ولن يستطيع احد ايقافها لأن أي دولة أو حكومة لن تضع رقيبا أو حارسا علي كل شخص لمنعه من الرذيلة وانما هي مسألة أخلاقية تتعلق بقناعات وثقافات كل شخص، ولكن المصيبة تكبر وتعظم عندما يكون هناك جهات وأفراد يتمتعون بحصانات في المجتمع ويكون هؤلاء هم من يحرك ويوجه ويشرف ويؤمن خطوات تجميع وترحيل هؤلاء الفتيات ليواجهن مصيرهن المظلم حيث لا معني ولا نصير لهن ولا مهرب إلا الاستسلام أو الانتحار. وأماكن هؤلاء معروفة، ورجال مباحث الآداب علي علم كامل بالمكاتب التي تستخدم لتجميع الفتيات، وهناك مكاتب تضع لافتات لمحامين علي أبوابها درءا للشبهات بينما هي تستخدم لهذا النشاط وهناك مكاتب بعض المخرجين و"الكومبارس" وغيرهم هي الوسيط والمركز الجاهز والملائم، ثم هناك من يتخذون من بعض الأندية مكانا آخر لصيد الباحثات عن الثراء والمتطلعات إلي المغامرة.. كل هؤلاء هم جبناء ارتضوا لأنفسهم أن يعيشوا ويربحوا من عرق النساء.. ومن استحلال شرفهن وكرامتهن، ومن بيع أعراضهن.. كل هؤلاء لابد من تشديد العقوبات ضدهم وأن يذوقوا من نفس الكأس التي وضعوا فيها السم لضحاياهم..!